محتويات
الأمن
يُعدّ الأمن من أساسيات العيش على سطح الأرض، فقد خلق الله تعالى الإنسان محباً للعيش ضمن جماعاتٍ، ولكي تستطيع هذه الجماعة البقاء متصلةً معاً لا بدّ من أن يكون كلّ فردٍ فيها يأمن على نفسه من الآخرين، ولا يمكن لأيّ تطور أن يحدث في غياب الأمن، لأنّ الفرد عند توفّر الأمن يمكن له ممارسة حياته اليوميّة ونشاطاته، كما أنّ الأمن يترك للأفراد حرية ممارسة الشعائر الدينية بعيداً عن الإكراه والتجبّر والخوف، فما هي مقوّمات الأمن؟
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (مَن أصبَح آمِنًا في سِربه، معافًى في جسدِه، عنده قوتُ يومِه - فكأنَّما حِيزَت له الدنيا بحذافيرها) [رواه الترمذي وابن ماجه والبخاري]، ويظهر هذا الحديث أهمية الأمن بالنسبة للأفراد؛ حيث بيّن الرسول بأنَّ من يمتلك الأمن في جماعته والصحة في جسده وطعاماً يكفيه في يومه فإنّه قد حاز نعيم الدنيا.
مقوّمات الأمن
- تحكيم شرع الله تعالى وإقامة الحدود، فشرع الله تعالى الذي جاء به الرسل والأنبياء وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلّم يتصف بالكمال ويناسب جميع الناس والعصور والأزمان، ويُحقّق الأمن للفرد وللمجتمعات، فقد جاء بها حرمة دم المسلمين على بعضهم البعض وأموالهم وأعراضهم، فلا يجوز الاقتراب منها أو التسبّب بأذيتها وضررها، كما أنّ الشريعة جاءت واضعةً للقوانين والأنظمة التي تحدّد مدى علاقة الأفراد مع بعضهم البعض والعقوبات الواجب تطبيقها عند اختراق أيّ قانونٍ من القوانين أو التعدّي على الآخرين.
- اتباع ولاة الأمر، فلا يُجيز الإسلام الخروج على الحاكم أو أمير الجماعة وإنما أوجب تنفيذ أوامره فيما لا يُغضب الله، والصبر عليه في حال ظلمه ودعاء الله تعالى للتخلّص منه، فهذا من شأنه حفظ الأمن والنظام داخل الجماعة ومنع أصحاب النفوس المريضة من إحداث المشاكل واستغلالها لتحقيق مصالحه.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل المساهمة في إصلاح المجتمع ومنع حدوث المشاكل التي قد تُؤدّي إلى زعزعة الأمن.
- تحقيق الاستقرار السياسيّ فهو من أهم مقوّمات الأمن، فعندما يكون هناك نزاعاً سياسياً تكثر المشاكل والحروب والاغتيالات، وأكبر دليلٍ على ذلك ما يحصل في المناطق المحيطة بنا التي يوجد بها نزاعات سياسية فإن الخوف وتزعزع الأمن هو المسيطر عليها وكثيراً من الشعوب هربت من بلادها بحثاً عن الأمن في البلاد المجاورة.
- تحقيق الاستقرار الاقتصادي؛ حيث يُؤدي إلى اكتفاء الأفراد وارتفاع مستواهم المعيشي، فعند انتشار الفقر بين الأفراد يُؤدي إلى انتشار الجريمة وبالتالي زعزعة الأمن.
- توفّر الأجهزة الأمنية القويّة التي يُمكن لها التصدي لأيّ اختراقاتٍ أمنيةٍ داخليةٍ أو خارجيةٍ.