مكارم الأخلاق في الإسلام

كتابة:
مكارم الأخلاق في الإسلام

إفشاء السلام

ما الحكمة من إفشاء السلام؟

أوجب الإسلام رد السلام، ورغّب في إفشائه في المجتمع، لما في ذلك من نشر الألفة والمحبة بين الناس، وجعله الله سببًًا للدخول إلى الجنة، ووُصف بالبخل من يبخل برد السلام،[١] فجعل الإسلام البدء السلام سنة عين للمنفرد، وسنة كفاية للجماعة، أمّا رد السلام فهو فرض عين على الفرد وفرض كفاية على الجماعة،[٢] ومن صور تطبيق هذا الخُلُق:[٣]

  • سلام المسلم على من يعرف.
  • سلام المسلم على من لا يعرف.


الكلمة الطيبة

ماذا تشمل الكلمة الطيبة؟

الكلمة الطيبة هي امتثال لأوامر لله تعالى، قال تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}،[٤] فحرص الإسلام على الكلمة الطيبة لما لها من أثر عظيم في قلوب الناس، وفي نشر الطمانينة والسلام، من صورها:[٥]

  • الثناء على الناس في وجه الحق.
  • ذكر الله تعالى.
  • الدعاء للآخرين.


الإيثار

ما مرتبة الإيثار من مراتب العطاء؟

ويقصد به أن يكفَّ الإنسان نفسه عن بعض ما يملك، لغيره ممن هو محتاج لذلك الأمر، والإيثار هو أعلى مرتبة من مراتب الجود والسخاء، مدح الله المتحلين بهذا الخلق، قال تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}،[٦] ومن صوره: [٧]

  • إنفاق المسلم مما يحب.
  • تقديم حاجة الآخرين على حاجة النفس.
  • التصدّق حتى مع وجود الفقر والعازة.


الصدق

ما علامة الصدق؟

الصدق هو طريق النجاة، ومطية الصالحين، صفة بها يتميز أهل الإيمان عن أهل النفاق، فأمر الله عباده بملازمة الصادقين؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}،[٨] وأولى الصدق هو اتفاق ما في باطن العبد مع ما تظهره جوارحه من أقوال وأفعال، ويظهر أثره للمسلم، بالطمانينة التي تحصل عنده جراء امتثاله لهذه الصفة، وتتمثل قوة العبد بامتثاله لقيمة الصدق بقول كلمة الحق عند من يخافه ويرجوه من الناس، ويكفي من فضائل الصدق أنه يساعد الداعية الصادق على نشر دعوته، كما حصل مع الرسول الكريم الصادق الأمين،[٩] ومن صور الصدق:[١٠]


  • تطبيق المسلم ما عزم على فعله من قول وفعل، كمن عزم على الصدقة فتصدّق.
  • الصدق بالشهادة.
  • الصدق بجميع القول.


الأمانة

مم أُخذت تسمية الأمانة؟

تعفف النفس عما ليس لها، ورد الحقوق لأهلها، وتشمل مناح عدة في حياة المسلم، فمجالات الأمانة لا تحصر ودائرتها آخذة في الاتساع، وقد حثت الشريعة الإسلامية على هذا الخلق، فبها تنعدم أسباب الخوف والخلافات في المجتمع الإنساني، فجاءت تسمية الأمانة من الأثر الذي تحدثه في نفوس الناس،[١١] وربط رسول الله -صلى الله عليه السلام- إسلام وإيمان الشخص باستئمان الناس على أنفسهم وأموالهم وكل ما يتعلق بحقوقهم منه، ومن صورها:[١١]

  • كالعفة عن أموال الناس وأعراضهم.
  • العفة عن تطفيف الكيل والغش.
  • عدم التلاعب بالألفاظ في تأدية الرسائل اللفظية.
  • تأدية واجبيْ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرعلى أحسن صورة.


العدل

ما هي مجالات العدل؟

التوسط في أمور الدنيا، والابتعاد عن التطرف، وبهذا الخلق يجب أن يتصف المسلم، وبهذا المبدأ سيحاسب الناس يوم القيامة، وهم مطمئنين للحساب؛ لأنه سيسير وفق العدل الإلهي،[١٢] ومن صور تطبيقه:[١٢]

  • العدل في التعامل مع الناس.
  • العدل في التعامل مع الخلافات التي تواجه المسلم، فلا يرى المسلم من يخالفه بالأفكار إلا بصورة معتدلة دون تهويل أو تبخيس.
  • العدل في كل مكارم الأخلاق، فالكرم إن زاد عن حد الاعتدال أصبح إسرافًا، والتسامح إن زاد عن حده أصبح ضعفًا.
  • العدل مع العدو بقدر العدل مع الصديق.


التعاون

التعاون حاجة ضرورية أم كمالية؟

ضرورة إنسانية فطرية بها يستطيع الإنسان تيسير أمور حياته، والإسلام حث المسلمين بشكل خاص على تحفيز هذا الخلق في المجتمع، لما له من أثر كبير يصب في الغاية الأساسية التي وجد الإنسان في الأرض بسببها -عمارة الأرض- قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}،[١٣][١٤] ومن صور التعاون:[١٤]

  • إبعاد المسلم للأذى والعدوان عن أخيه.
  • التعاون في أمور الدين والعبادات.
  • إعانة العالم بعلمه، والقوي بقوته، والغني بماله، والتقي بمساعدة الناس في التزام الحق والابتعاد عن ما يغضب الله تعالى.


جبر الخواطر

ما الجانب الذي يشمله جبر الخواطر؟

يتمثل هذا الخلق في تقديم الدعم المعنوي قبل المادي لمن لديه حاجة أو حتى يواجه ويعاني من مشاكل معينة في حياته، وثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مواقف من حياته كان قد جبر وساند فيها أناس يمرون بفترات حرجة كمرض وغيره، مثل معاودة المرضى من الناس، ولهذا الخلق أثر كبير في نفوس الناس وله دوره في مساندتهم،[١٥] ومن صور ذلك:[١٥]

  • زيارةالمريض ومساعدته في شؤونه.
  • التشجيع المعنوي لمن فشل في أمر ما، وقد أخذ بأسباب النجاح.
  • المساندة في حالات الوفاة.


التسامح

ما أثر التسامح في عمارة الأرض؟

هو صفة الإسلام البارزة وفيه يتنازل الناس عن حقوقهم بطيب خاطر منهم وبكامل الرضا، وحث عليه الإسلام كثيرًا لما له أثر في اختفاء النبذ والكراهية والعداوة بين الناس، فيتحقق مقصود عمارة الأرض، فلن تُعمر الأرض بوجود المشاحنات بين الناس، قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.[١٦] ومن صور هذا الخلق:[١٧]

  • تسامح المسلم مع من له عنده حق مادي و معنوي.
  • تسامح المسلم مع من تسبب له الأذى.


التواضع

على ماذا يدل التواضع؟

هو الأثر الخارجي للكيفية التي يرى العبد نفسه فيها، فإن كان يعظم نفسه أو يقلل منها، فيظهر ذلك في سلوكه مع الآخرين، ولا يتعارض مفهوم التواضع مع مفهوم تقدير النفس، فعكس التواضع التكبر، ومن صور التواضع:[١٨]

  • التواضع في علاقته مع الله تعالى، فيدرك أنه هو صاحب العزة والقوة فيستصغر نفسه، ولا يتكبر في عبادته.
  • التواضع في كلامه مع الناس.
  • التواضع في تعامله مع من هم أقل منه منزلة، وأن يعاملهم مثلما يعامل أكابر المجتمع.


الكرم

ما دافع الكرم؟

صفة ترتبط بقوة التوكل والإيمان والتقوى، ويأتي دافع الكرم من كرم النفس، ويأتي تطبيقه في الحياة في عدة مناح، منها:[١٩]

  • الكرم بالنفس، كأن يجود المسلم بنفسه في ساحة القتال.
  • الكرم بالمال، وأعظم ما يكون عند الفقر والحاجة.
  • الكرم في إعطاء الناس مسألتهم وعدم ردهم دون قضاء حاجتهم.


الصبر

ما حكم الصبر؟

هو امتلاك النفس عند مواطن الشدة، وترك الشكوى عند البلاء، والصبر يكون واجبًا أحيانًا وذلك في فعل الطاعات، ومندوبًا أحيانًا أخرى في أداء المستحبات، وحرام في نواح؛ مثل الصبر عن الطعام والشراب حتى يوشك الإنسان على الهلاك،[٢٠] ومن صور هذا الخلق:[٢١]

  • الصبر على الطاعات.
  • الصبر عن المعاصي.
  • الصبر على ما يصيب المسلم من مصائب وفتن.


الرحمة

ما المجالات التي تشملها الرحمة؟

إيصال الخير إلى الآخرين وبها تتمثل رقة القلب، ولها صور عدة في تطبيقها، منها:[٢٢]

  • رحمة الأب بابنه، فهذه الرحمة متمثلة بالحزم والحب، وذلك حين يكره ابنه على التأدب بالعلم والأدب.
  • رحمة الشريعة الإسلامية بالعباد، وذلك بعدم تكليفهم ما لا يطيقون
  • رحمة المسلم بمن تحت يده من الخدم والموظفين.


الحياء

ما أقسام الحياء؟

الصفة التي يعرف بها الصالحين والصادقين، وبها ضمانة عدم انتشار المعاصي في المجتمع الإسلامي، وله عدة أقسام، منها: الحياء من المعصية وتكون من العبد حين يرتكب ذنبًا ما، وحياء الحشمة وبها يندفع الإنسان لأن يحتشم عن أعين الناس، سواء حشمة اللباس أو غيرها إذ تأنف النفوس أن يصدر منها ما هو مشين،[٢٣] ومن صور الحياء:[٢٤]

  • الحياء من أهل العلم والفضل والمعرفة.
  • الحياء من النظر لما لا يليق من المشاهد.
  • حياء الإنسان من نفسه، فلا يقبل على نفسه فعل ما لا يليق به.


المروءة

ما هي المروءة؟

المروءة هي التزام المسلم فعل الحسن من الأقوال والأفعال وتجنب ما لا يليق به، وهي الباب الرئيسي للتخلق بالأخلاق الحسنة، ومن صور المروءة:[٢٥]

  • التزام آداب الطريق من أدقها لأجلها، كالتزام المشي المتزن في الطريق.
  • مراعاة أدب الكلام.
  • ضبط النفس في مواطن الغضب وحتى في مواطن الفرح الشديد


الوفاء

بمَ يتعلق الوفاء؟

خلق حثّت عليه النصوص القرآنية، فمجال هذا الخلق ليس منحصر بالتعاملات الإنسانية، بل يتعدى بتعامل الإنسان مع ما حوله من البيئة المحيطة به، ففي هذا الخلق دلالة على كرم نفس صاحبها، وسموّ مشاعرهم، وتتشعب مجالات الوفاء في حياة الإنسان، فمن صور هذا الخلق:[٢٦]

  • وفاء الإنسان في أداء واجب شكر والديه على ما قدّماه له.
  • وفاء الإنسان مع معلمه الذي علّمه.
  • وفاء الإنسان في تعاملاته اليومية من البيع والشراء.
  • وفاء الإنسان بالعقود.


الرضا

ما حكم الرضا؟

قبول الأمور ورؤيتها بعين الرضا، ويعدّ هذا الخلق صمام الأمان لئلا ينزلق الإنسان في مهاوي السخط منالقضاء القدر، ومن صور الرضا:[٢٧]

  • الرضا بالنعم المنعم بها عليه، فالرضا باب لشكر الله حق الشكر.
  • الرضا بما قسمه الله له من نصيب الخير في الدنيا.
  • الرضا بما يصيبه من أمراض وأوجاع، مع أخذ الأسباب للشفاء.


المراجع

  1. احمد حطيبة، كتاب شرح الترغيب والترهيب للمنذرى، صفحة 1. بتصرّف.
  2. عبدالرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 51. بتصرّف.
  3. عبدالركيم الخضير، كتاب شرح مقدمة سنن ابن ماجه، صفحة 17. بتصرّف.
  4. سورة الإسراء، آية:53
  5. خالد الحسينان، كتاب أكثر من 1000 سنة في اليوم والليلة، صفحة 70. بتصرّف.
  6. سورة الحشر، آية:9
  7. مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة الأخلاق الإسلامية لدرر السنية، صفحة 99. بتصرّف.
  8. سورة التوبة، آية:119
  9. محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 594-599. بتصرّف.
  10. سليمان الأشقر، كتاب نحو ثقافة إسلامية أصيلة، صفحة 166. بتصرّف.
  11. ^ أ ب جامعة المدينة، كتاب الحديث الموضوعي، صفحة 274. بتصرّف.
  12. ^ أ ب سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 19-21. بتصرّف.
  13. سورة المائدة، آية:2
  14. ^ أ ب مجلة البحوث الإسلامية، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 197. بتصرّف.
  15. ^ أ ب عطية سالم، كتاب شرح بلوغ المرام لعطية سالم، صفحة 12. بتصرّف.
  16. سورة الممتحنة، آية:8
  17. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 122. بتصرّف.
  18. مجدي الهلالي، كتاب حطم صنمك وكن عند نفسك صغيرا، صفحة 119-124. بتصرّف.
  19. محمود محمد، كتاب هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا، صفحة 501-504. بتصرّف.
  20. مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 130-134. بتصرّف.
  21. مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 136-141. بتصرّف.
  22. مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية، صفحة 235-239. بتصرّف.
  23. سيد حسن، دروس الشيخ سيد حسين العفاني، صفحة 3-7. بتصرّف.
  24. سيد حسن، دروس الشيخ سيد حسين العفاني، صفحة 10-15. بتصرّف.
  25. ابن المرزبان المحولي، كتاب المروءة، صفحة 115. بتصرّف.
  26. المغامسي، قطوف دانية، صفحة 3. بتصرّف.
  27. مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة جامعة أم القرى، صفحة 363. بتصرّف.
5090 مشاهدة
للأعلى للسفل
×