مكان نزول سورة الجن
سورة الجن هي سورة مكية نزلت قبل هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، وقد نزلت قبل سورة يس وبعد سورة الأعراف، وتقع في القرآن الكريم في الجزء التاسع والعشرين، وقد كان ترتيبها من بين نزول السور أربعين.[١]
سبب نزول سورة الجن
ورد في سبب نزول السورة الكريمة؛ بأنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد ذهب برفقة صحابته الكرام إلى سوق عكاظ، وكان الجن في ذاك الوقت قد مُنعت من خبر السماء، إذ رمتها الشهب حينها فعادوا إلى أهلهم مخذولين من الإتيان بأخبار أهل الأرض، فكان هذا الأمر مستغرباً لدى باقي الجن، فأرادوا استطلاع السبب الذي منع الجن من الإتيان بالأخبار.[٢]
وبينما هم يستطلعون الأمر، إذ مروا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مع أصحابه ويقرأ من آيات الله -تعالى-، فعاد الجن إلى أهلهم وأخبروهم بما سمعوه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنّه السبب الذي حال بين الجن وبين خبر السماء.[٢]
وحينها قد نزلت الآيات الكريمة التي أخبرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما حدث مع الجن، قال -تعالى-: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا).[٣][٢]
العبر المستفادة سورة الجن
بيان العبر المستفادة من سورة الجن ما يأتي:[٤]
- يدرك المسلم بأنَّ ما يصدر من بعض الناس من الاستعانة بالجن لا تفيد ولا تنفع، قال -تعالى-: (وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا* وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا).[٥]
- يدرك المسلم فشل الجن في قدرتهم على تسمّع أخبار السماء بما يقذفه الله -تعالى- بهم من الشهب، قال -تعالى-: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا* وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا).[٦]
- يدرك المسلم بأنَّ الجن منهم المؤمن ومنهم الكافر، قال -تعالى-: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا).[٧]
- يدرك المسلم بأنَّ النافع والضار هو الله -تعالى- وحده فيسلّم المسلم أمره كله لله -تعالى- ويتكل عليه فهو حسبه، قال -تعالى-: (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا* قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا).[٨]
المراجع
- ↑ عبدالكريم يونس، التفسير القرآني للقرآن، صفحة 13. بتصرّف.
- ^ أ ب ت أبو نعيم الأصبهاني، المسند المستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم، صفحة 68. بتصرّف.
- ↑ سورة الجن، آية:1-2
- ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 186-190. بتصرّف.
- ↑ سورة الجن، آية:6-7
- ↑ سورة الجن، آية:8-10
- ↑ سورة الجن، آية:11-14
- ↑ سورة الجن، آية:11-14