محتويات
مكان نزول سورة الكافرون وتسميتها
تعد سورة الكافرون من السور التي نزت قبل هجرة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فهي من السور المكيّة،[١] وجاء نزول السورة الكريمة بعد سورة الماعون.
وتحديداً في الفترة الواقعة بين ابتداء نزول الوحي على رسول الله وقبل الهجرة إلى الحبشة، وقد سُمّيت السورة بهذا الاسم لما ابتدأت به من قول الله -تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ*لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ)،[٢] ويبلغ عدد آياتها ست آيات.[٣]
سبب نزول سورة الكافرون
ذكر ابن جرير الطبري في تفسيره روايتين في سبب نزول سورة الكافرون على النحو الآتي:[٤]
- روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّ قريشاً أتوا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وعرضوا عليه أن يعطوه أموالاً طائلة فيصبح أغنى أهل مكة، ويزوجوه ما اختار من النساء، مقابل أن لا يشتم آلهتم ولا يذكرها بسوء، فإن رفض فالحل ما بينهم وبينه بأن يعبد اللات والعزّى عاماً ومن ثمّ يعبدون الله عاماً.
- وتوقّف رسول الله في الأمر وقال أنتظر وحياً من ربّي في ذلك، فأنزل الله: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)،[٥] إلى نهاية السورة، وأنزل أيضاً قوله: (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ*وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ*بَلِ اللَّـهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ).[٦]
- روى سعيد بن ميناء مولى البختري أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لقي الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن المطلب، وأمية بن خلف، فعرضوا على رسول الله أن يعبد آلهتهم ويعبدون آلهته، فإن كان في آلهتهم خيراً صاروا جميعاً لعبادة ما يعبدون، وإن كان في آلهته خيراً صاروا جميعاً لعبادة ما يعبد، فأنزل الله سورة الكافرون.
مقاصد سورة الكافرون
تُعدّ سورة الكافرون بمثابة البراءة من قبل سيدنا محمد تجاه من يعبدون غير الله، واجتناب مفاصلتهم ومناقشتهم فيما يقومون بعرضه على رسول الله من عبادة آلهتهم، فهو الثابت على دين الحق غير مبالي بأمرهم،[٧] ممّا دفعهم إلى اليأس باستجابة رسول الله لما يريدون.[٨]
تكرار قول الله (ولا أنا عابد ما عبدتم) في السورة
جاء تكرار الآية في السورة الكريمة من باب التأكيد على براءة رسول الله ممّا يعبد هؤلاء، وليكون ذلك قاطعاً لكل أمل عندهم في استجابة رسول الله لهم وعبادته آلهتهم، ويشمل هذا التكرار كل وقت من الحاضر والمستقبل القريب والبعيد.
قال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ*لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ*وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ*وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّم)،[٩] جاء مثل كثير من الآيات في القرآن الكريم جاءت مكررة، والغاية منها التأكيد على أمر ما، مثل قول الله: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)،[١٠] ففي الآية تأكيد على أنّ العسر يتبعه اليسر.[١١]
المراجع
- ↑ جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت :دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 255، جزء 12. بتصرّف.
- ↑ سورة الكافرون ، آية:1-2
- ↑ جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ، صفحة 259، جزء 12. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين ، فتاوى واستشارات موقع الإسلام اليوم، صفحة 96-97، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الكافرون ، آية:1
- ↑ سورة الزمر ، آية:64-66
- ↑ سعيد حوّى (1424)، الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة :دار السلام ، صفحة 6719، جزء 11.
- ↑ مقاتل بن سليمان (1423)، تفسير مقاتل بن سليمان (الطبعة 1)، بيروت :دار إحياء التراث، صفحة 885، جزء 4.
- ↑ سورة الكافرون ، آية:1-4
- ↑ سورة الشرح ، آية:5-6
- ↑ مصطفى العدوي ، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 3، جزء 106. بتصرّف.