مكانة العلماء في الإسلام

كتابة:
مكانة العلماء في الإسلام

أهمية العلم

يُعدّ العلم ركن من أركان الحكمة، وهو جزءٌ من الدّاعية النّاجح، لذلك أوجبه الله تعالى على عباده، وهو يسبق القول والعمل في المرتبة؛ لأنّ العلم هو مفتاح للقول والعمل، ويُعرّف العلم على أنّه الشيء الذي يقوم على دليل نافع وينقسم إلى: ما جاء به الرّسول -عليه السّلام- كعلوم الشّريعة الإسلاميّة، والعلم الذي لم يأتِ من طريق الرّسول؛ كعلم الطّبّ والهندسة والعلوم ونحوه، ومن الجدير بالذّكر أنّ العالم لا يُصبح عالمًا إلّا بالمعرفة التّامّة والفهم الدّقيق لمجال تخصّصة ولا سيما الدّاعية المُسلم، فإنّه لا يُصبح داعيًا ناجحًا وحكيمًا إلّا بإدراك أهمّيّة العلم الشّرعي ودراسته دراسة شاملة، ومن الأدلّة التي توضّح أهمّيّة العلم والعلماء قوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}،[١] ومن طرق تحصيل العلم: الحكمة في الوصول إلى المعلومة والصّبر على البحث والتّحرّي والحلم واللّين والإخلاص لله والتّقوى والقدوة الحسنة، وفي هذا المقال سيتمّ التّعرُّف على مكانة العلماء في الإسلام بالإضافة إلى آداب مجالسة العلماء.[٢]

مكانة العلماء في الإسلام

وقبل الشّروع في الحديث عن مكانة العلماء في الإسلام، يُجدر بالذّكر أن المعرفة هي أحد ضرورات الحياة، مثل: الطّعام والشّراب ونحوه، كما أنّها الرّكيزة الرئيسة لبناء الأمم وتقدّمها، فبها يتم القضاء على التّخلف وردود الأفعال السّلبيّة، لأنّها تُسيطر على أشكال الفقر والجهل وأشياء أخرى من شأنها تأخير الأمم وتراجعها، وتسهم المعرفة في إنتاج الأساليب التي تساعد الإنسان على التكيّف مع مختلف تطورات الحياة والتّأقلم على الصّعاب، والعلم هو إرث الأنبياء، والعلماء هم أتباعهم وورثتهم لذلك مكانة العلماء في الإسلام واضحة جليّة في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة، فمن القرآن قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}،[٣] وقوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}،[٤] والمُراد بأولي الأمر منكم: العلماء، ومن الأدلّة التي بيّنت مكانة العلماء في الإسلام، قول الرّسول -عليه السّلام-: "مَنْ خَرَجَ في طلبِ العلمِ، فهوَ في سبيلِ اللهِ حتى يرجعَ"،[٥] يدلّ هذا الحديث على أهميّة العلم ومكانته ممّا يعني أنّ أصحاب العلم لهم فضل عظيم عند الله، لذلك يجب احترامهم والدعاء لهم وتوقيرهم.[٦]

آداب مجالسة العلماء

وبعد أن تمّ الحديث عن أهمّية العلم ومكانة العلماء في الإسلام لا بدّ من الحديث عن آداب مجالسة العلماء، حيث تكمّن أهمّيّتها بدايةً في لجوء الطّالب إلى الله واستخارته عمّن يريد أخذ العلم عنه ولا سيّما العلم الشّرعي كوْنه يقوّم الشّخص ويُهذّب سلوكيّاته، وتتمحور الآداب بتواضع الطّالب لمعلّمه، كفعل زيد بن ثابت عندما قبّل يد ابن عبّاس، ومن الآداب: الصّبر على جفوة العالم وعدم تجنّب مُجالسته، وأن يجلس مجلس شيخه بأذن مُستمعة وخطاب حَسَن وأن لا يقاطعة في كلامه؛ كأن يسبقه في الشّرح أو الجواب، ولا يجوز لطالب العلم أن يكثر الجدال مع شيخه وهذا منهيُّ عنه في الكتاب والسّنّة، والدّليل على ذلك قول الرّسول -عليه السّلام-: "دعوني ما تركتُكم، إنما أهلَك مَن كان قبلكم سؤالُهم واختلافُهم على أنبيائهم".[٧][٨]

المراجع

  1. سورة الزمر، آية:9
  2. "العلم النافع"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-24. بتصرّف.
  3. سورة فاطر، آية:28
  4. سورة النساء، آية:59
  5. رواه السيوطي، في الجامع الصغير ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:8638، حديث صحيح.
  6. "فضل العلم والعلماء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-24. بتصرّف.
  7. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن الدارقطني، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2705، صحيح.
  8. "آداب طالب العلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-24. بتصرّف.
3445 مشاهدة
للأعلى للسفل
×