مكروهات الجماع في الإسلام

كتابة:
مكروهات الجماع في الإسلام


ما هي مكروهات الجماع في الإسلام؟

الكلام أثناء الجماع

ذهب بعض أهل العلم إلى كراهةِ الكلامِ بجملته في أثناء جماع الرَّجل بزوجته، ولا يُحفظ في ذلك نص محدَّدٌ، وإنَّما ذهبوا إلى ذلك بالاعتمادِ على القياسِ؛ فالجماع مثل قضاء الحاجة والكلام عند قضاء الحاجة ممقوت، وتوصَّل العلماء إلى ذلك بقياسهم واجتهادهم، أمَّا لو كان الرَّجل يتلطف إلى زوجته بالكلام العاطفي المحبب الذي يلين النفوس ويقضي حاجة المرأة العاطفية أو حاجة الرَّجل فله ذلك والباب فيه سعةٌ عظيمة، والأصل في الأمر جوازه خاصَّةً إذا كان منه قضاء الحاجة التي أحلتها الشريعة الإسلامية.[١]


وأمَّا الكلام الفاحش أثناء الجماع - ويقصد به السب والشتم وليس الكلام العاطفي أو وصف الرجل للمرأة أو العكس- فهو من الفحشِ المحرّمِ، فالله -تعالى- يكره الفاحش البذيء، وقد ورد في ذلك أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس المؤمنُ بالطعَّانِ ولا باللعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البذيءِ"،[٢] والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[٣]


النزع قبل الفراغ

يكره على الرجل أن ينزع قبل فراغ زوجته من حاجتها، فيقضي شهوته منها قبل فراغها، وهذا العمل من المكروهات لقول الله تعالى في سورة النساء: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}،[٤] وذاك الفعل ليس من المعاشرة بالمعروف، والله هو أعلى وأعلم.[٥]


التجرد من الثياب

ويكره وطء الرجل لزوجته وهما متجردان بل يغطي الرجل نفسه وأهله ويستتر.[٦]


هل يجب الغسل بعد الجماع؟

ذهب بعض أهل العلم والصحابة والتابعين إلى أنَّه يجب الغسل حال الإيلاج وحتى ولو لم ينزل، وقال بعضهم يجب الإنزال حتى يجب الاغتسال بعد الجماع، والله في ذلك أعلى وأعلم.[٧]


هل تجوز معاشرة الزوجة من الخلف؟

إنَّ معاشرة الزوجة من الخلف والاستمتاع بها من غير أن يولج في دبرها جائزٌ لمن علم أنَّه يستطيع أن يمتلك نفسه فلا يقع في الحرام، ويصحّ للزوج التلذذ بزوجته بأي وجهٍ أراد من غير مجامعتها وهي حائض أو وطئها في دبرها،[٨] وأمَّا لو كان يحصل مماسة للنجاسة أثناء مداعبتها في دبرها فإنَّ ذلك يحرم عليه، وقد تمتنع بعض النساء عن المداعبة من الخلف حتى لو لم يكن في ذلك مماسة للنجاسة فلها ذلك، وللمرأة أن تمتنع عمَّا فيه استقذار أو دناءة.[٩]


هل ورد نهي عن المجامعة في أوقات مخصوصة؟

لم يرد من الفقهاء النهي عن المجامعة في أوقات مخصوصة، بل يصح ذلك في كلِّ وقتٍ ما عدا الأوقات المرتبطة بحالٍ ما يحرُم الجماع فيه كالصيام والحيض وما إلى ذلك، وأمَّا من أراد أن يتخيَّر أيامًا لجماعه مع زوجته فله ذلك، وذاك يرجع إلى نشاط الزوج وزوجته دون تخصيصٍ أمرٍ من الشريعة بهذا الأمر،[١٠] وأمَّا عن سؤال ما هي الأوقات المستحبة للجماع، فقد استحب بعض أهل العلم الجماع يوم الجمعة.[١١]


ما هي آداب الجماع في الإسلام؟

وآداب النكاح عديدةٌ في الشريعة الإسلامية منها:[٦]

  • التسمية قبل الجماع وأن يقرأ سورة الإخلاص، ومن ثم يكبر ويهلل ويقول: "باسم الله العلي العظيم، اللهم اجعلها ذرية طيبة، إن كنت قدرت أن تخرج ذلك من صلبي".
  • الانحراف عن القبلة وألَّا يستقبلها.
  • التجرد غير مستحب؛ أي ألا يكون متجردًا من اللباس هو وأهله وأن يستر نفسه وزوجته بغطاء.
  • بدء الجماع بالضم والتقبيل والمداعبة.
  • عدم ترك الزوجة دون جماعٍ أكثر من أربعة ليالٍ.
  • غسل الوجه والوضوء لمن أراد أن يطأ زوجه مرة ثانية.


ما هي الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية؟

إنّ ما ثبت تحريمه أثناء العلاقة الحميميّة بين الأزواج هو الوطء حال الحيض أو النّفاس،[١٢] وكذلك يحرم على الزّوج وطء زوجته في دبرها،[١٣] وقد ذهب بعض العلماء إلى أنّه لو حصل من الرجل مداعبة فقط لامرأته في دبرها من دون إيلاج وحصل منه مماسّة للنّجاسة فإنّ ذلك يحرُم، والله أعلم.[١٤]

المراجع

  1. [محمد المختار الشنقيطي]، كتاب شرح زاد المستقنع للشنقيطي، صفحة 8. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:4775، حديث حسن وله إسناد آخر صحيح.
  3. [مجموعة من المؤلفين]، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8801. بتصرّف.
  4. سورة النساء، آية:19
  5. أحمد الخليل، كتاب شرح زاد المستقنع للخليل، صفحة 268. بتصرّف.
  6. ^ أ ب وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 2645. بتصرّف.
  7. محمد آدم الإتيوبي، كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، صفحة 156. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8768. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8684. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8640. بتصرّف.
  11. وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 2646. بتصرّف.
  12. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 19. بتصرّف.
  13. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8768. بتصرّف.
  14. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8684. بتصرّف.
5991 مشاهدة
للأعلى للسفل
×