محتويات
ملخص السيرة النبوية للأطفال
النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أكمل إنسانٍ خلقه الله -سبحانه وتعالى-، وهو أكرم مخلوقٍ عنده -سبحانه-، وأفضل من عبد ربه -عز وجل-، كان خير طفل وأميز شاب، وأرقى زوج، وأرحم أبٍ، وأحكم قائدٍ، وأعدل قاضٍ، وأشجع فارس، تجمعت فيه كل صفات الكمال البشري، فحري بأمته أن تدرس سيرته العطرة الثرية، وتتعلم من أحواله وتعكسها على حياتها سلوكاً وتعاملاً، ومنها ستعود سيادة الأمم كما كانت.
نسبه عليه الصلاة والسلام
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي من بني عدنان؛ الذي يعود إلى إسماعيل بن إبراهيم -عليهما الصلاة والسلام-،[١] وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف.[١]
ولادته وطفولته عليه الصلاة والسلام
وبيان ولادته وطفولته -عليه الصلاة والسلام- من خلال النقاط الآتية:
- ولد -صلى الله عليه وسلم- في عام الفيل بعد أربعين يوماً منها، وهي الحادثة التي حاول فيها ملك اليمن أبرهة الأشرم هدم الكعبة المشرفة، وكان يوم مولده في الثاني عشر من ربيع الأول.
- قد حدثت عدة أمور عجيبة عند ولادته كما قال بذلك بعض أهل العلم، وضعفها البعض الآخر؛ منها: ما ذكرته والدته من خروج نور منها أضاء لها قصور بصرى، وقد سقطت في ذلك اليوم أربعة عشرة شرفة من قصر كسرى، وانطفأت نار المجوس التي يعبدونها، وغيرها.
- بعثت به أمه ليرضع في قبيلة بني سعد عند حليمة السعدية؛ التي سعدت في أيام مكثه وحلت بهم البركة، وقد أحسوها في كل شيء، ولحبها له وللبركة التي فاضت عليهم طلبت من أمه أن تبقيه بعد السنتين؛ فظل في بني سعد إلى أن بلغ الرابعة وقيل الخامسة، حتى حصلت له حادثة شق الصدر.
- توفيت أمه وهو ابن ست سنوات، فكفله جده عبد المطلب، وكان يكرمه أكثر من أبنائه، حتى توفي وهو ابن ثماني سنين، فكفله عمه أبو طالب.
- أخذه عمه في تجارته إلى الشام، والتقى عندها بالراهب بحيرة الذي تأكد من أنه النبي المنتظر، ونصح عمه أن يرده إلى مكة خوفاً عليه من اليهود، وإن كانت هذه القصة مما تكلم العلماء بصحتها ودقتها.
شبابه عليه الصلاة والسلام
وبيان شبابه -عليه الصلاة والسلام- من خلال النقاط الآتية:[١]
- لما بلغ -عليه الصلاة والسلام- سن الشباب تاجر لخديجة في قافلة إلى الشام، وربح فيها ربحاً وفيراً، فأعجبت خديجة بأخلاقه وأمانته، وعرضت عليه الزواج، فتزوجها وسنه (25) عاماً.
- وعندما كان في سن (35)، تهدمت جدران الكعبة بسبب سيل ضربها، فأرادت قريش أن تعيد بناءها ففعلت؛ ولما وصلت إلى مكان الحجر الأسود اختلف الناس فيمن سينال شرف وضعه مكانه وكادت تنشب بينهم مقتله، لولا أن يسر الله -سبحانه وتعالى- الحل على يديه -صلى الله عليه وسلم-، حيث وضع رداءه ووضع عليه الحجر، وطلب أن يحمل كل سيد قبيلة من طرف، ثم وضعه في مكانه.
- عُرف -صلى الله عليه وسلم- في شبابه بلقب الصادق الأمين.
بداية الوحي
وبيان بداية الوحي للنبي -عليه الصلاة والسلام- من خلال النقاط الآتية:[١]
- كان أول ما بُدئ به النبي -صلى الله عليه وسلم- الرؤيا الصادقة، فلم يكن يرى رؤيا إلا تحققت.
- حُبب إليه -صلى الله عليه وسلم- الخلاء فكان، يذهب إلى غار حراء بضعة أيام في كل شهر، وفي إحدى تلك المرات نزل عليه جبريل -عليه الصلاة والسلام-، وقال له: اقرأ، فرد عليه: ما أنا بقارئ، وكررها عليه ثلاث مرات، وفي كل مرة، يحتضنه ويضغط عليه بشدة، حتى ما تكاد نفسه تخرج -عليه الصلاة والسلام-، ثم قرأ عليه أول خمس آيات من سورة العلق.
- عاد -صلى الله عليه وسلم- خائفاً إلى زوجته خديجة فهدأته، ثم أخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل العالم بالنصرانية، فبشره أنه نبي هذه الأمة.
الدعوة في مكة
انقسمت الدعوة في مكة إلى مراحلتين؛ الدعوة السرية والجهرية، وبيان ذلك كما يأتي:
الدعوة السرية
وبيانها على النحو الآتي:[٢]
- استمرت طيلة السنوات الثلاثة الأولى.
- دعا فيها -صلى الله عليه وسلم- أقرب الناس إليه، فكان أول من أسلم من الناس جميعاً زوجته خديجة، ومولاه زيد بن حارثة، وابن عمه علي بن أبي طالب الذي كان يتربى في بيته وكان صبيا، وصديقه الأقرب أبو بكر الصديق الذي اجتهد في الدعوة فأسلم على يديه عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم -رضوان الله عليهم جميعاً-.
الدعوة الجهرية
وبيانها على النحو الآتي:[٣]
- جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- الأمر الإلهي بدعوة عشيرته الأقربين.
- أعلن -صلى الله عليه وسلم- للناس عن الدعوة عندما صعد الصفا، وأخذ ينادي على بطون مكة ثم أخبرهم أن الله -سبحانه وتعالى- أرسله، فرد عليه أبو لهب بقوله: "تباً لك" فأنزلت سورة المسد.
- أخذت قريش بمعاداته، وتعذيب أصحابه، وحاولوا أن يصدوه بالإغراء مرة والتهديد أخرى، وحاولوا مراراً مع عمه أبي طالب أن يترك حمايته وكان يرفض دائماً، وحاصروه مع المسلمين وبني هاشم في شعب أبي طالب ثلاث سنين.
- أمر أصحابه بالهجرة؛ ليجد موطناً آمناً لهم؛ فأمرهم -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة إلى الحبشة.
- من الأشخاص الذين كان لإسلامهم أثر في عزة المسلمين في مكة عمه حمزة بن عبد المطلب، وكان من أشد فرسان مكة وأشجهم، وعمر بن الخطاب الذي كان يعادي الدعوة ويعذب أصحابها، والذي كان مهاب الجانب، قوي العزيمة والنشاط.
- توفيت زوجته خديجة فضاقت نفسه، وكذلك توفي عمه أبو طالب فزاد أذى قريش عليه، وسمي ذلك بعام الحزن.
أما مرحلة عرض الدعوة خارج مكة للنبي -عليه الصلاة والسلام- من خلال النقاط الآتية:
- بعد كل ذلك الصد من أهل مكة حاول -صلى الله عليه وسلم- أن يجد موطنا جديدا للدعوة، فذهب إلى الطائف وحاول معهم فردوه أسوأ رد ودفعوا إليه سفاءهم وعبيدهم ليسبوه ويضربوه بالحجارة.
- كان -صلى الله عليه وسلم- يدعو كل من يأتي مكة من الأفراد والقبائل ولا سيما في مواسم الحج.
- كان ممن استجاب للدعوة ستة شباب من يثرب في موسم الحج، ثم عادوا في العام التالي اثنا عشر شاباً، وبايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بيعة العقبة الأولى، وبعث معهم النبي -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير -رضي الله عنه- يعلمهم الدين ويدعو الناس إلى الإسلام، فنجح نجاحاً باهراً، ثم كانت بيعة العقبة الثانية في موسم الحج التالي، وكان عدد من تشرف بها ثلاثة وسبعين رجلاً وامرأتين، وكانت هذه البعة مقدمة الهجرة.
الهجرة النبوية
نلخص مرحلة الهجرة النبوية للنبي -عليه الصلاة والسلام- من خلال النقاط الآتية:
- كانت بعد ثلاثة عشر عاماً من الدعوة في مكة.
- أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بالخروج إلى يثرب، فأخذوا يخرجون جماعات وأفرادا متخفين.
- هاجر -صلى الله عليه وسلم- مع أبي بكر -رضي الله عنه- في رحلة تجلت فيها أفضل صور التخطيط البشري، وقمة الاعتماد والتوكل على الله -سبحانه وتعالى-، حيث نجا من محولة اغتيال تآمر عليها زعماء قريش في دار الندوة، ومحاولة أخرى من سراقة بن مالك.
- ووصول من يطلبونه على باب الغار الذي يختبئ به، كما أنه اتخذ أفضل دليل على الطريق، وغير اتجاه الرحلة المعروفة، وكان هناك من يخفي آثار مسيرهم، إلى غير ذلك من الحكمة والتسليم.
- وصل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى يثرب، فتنورت لمقدمه وسميّت بالمدينة المنورة.
في المدينة المنورة
ونلخص مرحلة تأسيس الدولة في المدينة المنورة من خلال النقاط الآتية:[٤]
- أول أعماله -صلى الله عليه وسلم- بناء المسجد، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وتنظيم العلاقات بين مكونات المجتمع المدني.
- بدأ العداء مع قريش يتخذ صورة عسكرية؛ فحدثت عدة حروب بين الطرفين كان من أبرزها: غزوة بدر؛ وتكللت بانتصار المسلمين، وكانت في السنة الثانية للهجرة، وأحد؛ وانقسمت إلى شوطين انتصر في أوله المسلمون ثم انقلبت الدائرة عليهم، وكانت في السنة الثالثة للهجرة، وبعدها الخندق؛ وانتصر فيها المسلمون وكانت في السنة الخامسة للهجرة.
- كان هناك عدة مواجهات مع يهود المدينة أفضت إلى إخراجهم من المدينة كما حدث مع بني قينقاع وبني النضير، أو قتل رجالهم وسبي نسائهم كما حدث مع بني قريظة، وكذلك عدة مواجهات مع القبائل المجاورة.
- كان صلح الحديبية الذي حدث في السنة السادسة للهجرة تحولاً في الصراع مع مكة، حيث قرر الفريقان إيقاف الحرب عشرة أعوام، تفرغ بعده النبي -صلى الله عليه وسلم- لدعوة الناس إلى الإسلام والتخلص من الأعداء الآخرين، وفعلاً دخل كثير من الناس في دين الله -سبحانه وتعالى- أفواجاً.
- نقضت قريش الصلح بعد سنتين، فخرج إليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بجيش قوامه عشرة آلاف مقاتل ففتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، وأسلم أهلها.
- السنة التاسعة والعاشرة أسلم عدد كبير من الناس، بعد أن رأى الناس دخول مكة الإسلام -وهي صاحبة الزعامة الدينية في الجزيرة العربية-؛ فأخذ الناس يتسابقون للدخول في الإسلام، ليصل عدد المسلمين الذين حجوا معه -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة مئة وأربعة وعشرين ألفاً.
- أخيراً يرتحل -صلى الله عليه وسلم- إلى ربه في السنة الحادية عشرة للهجرة؛ في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، بعد أن أدى رسالته على أكمل وجه، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، بأبي وأمي أنت يا رسول الله.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ابن جماعة (1993)، لمختصر الكبير في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (الطبعة 1)، عمان:دار البشير ، صفحة 15. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلم، صفحة 197. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 235-236. بتصرّف.
- ↑ الغزالي، فقه السيرة، صفحة 187-190. بتصرّف.