ملخص تفسير سورة البقرة

كتابة:
ملخص تفسير سورة البقرة

ملخص تفسير سورة البقرة

بين يدي سورة البقرة

تعد سورة البقرة الأطول بين سور القرآن الكريم، حتى أنها قد استغرقت مقدار حوالي الجزأين ونصف الجزء، من أصل ثلاثين جزءاً شكَّلت أجزاء القرآن الكريم، وبلغ عدد آياتها ستاً وثمانين ومائتي آية، وسميت بذلك لأنها السورة التي انفردت بذكر قصة بقرة بني إسرائيل؛ التي طلب النبي موسى من قومه أن يذبحوها لمعرفة قاتل، وهي مدنية بالإجماع.[١]

ابتدأ نزول سورة البقرة منذ نهاية السنة الأولى مِن بعد الهجرة إلى المدينة، وقد نزلت معظم آيات السورة في السنوات الأولى من الهجرة، وقد استمر نزولها إلى قبيل وفاة النبي الكريم بفترة يسيرة،[٢] كما أنَّ آخر آيات القرآن الكريم نزولاً هي آية من سورة البقرة، وهي قوله -تعالى-: (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ).[٣][٤]

وفضل سورة البقرة عظيم، وثواب تلاوتها وتطبيق أحكامها ثوابٌ جسيم، حتى أنه لعظمها ولبهائها، ولكثرة أحكامها ومواعظها يُقال لها: فسطاط القرآن،[٤] وهذه السورة الجليلة مترامية أطرافها؛ ولكن المدقق يجد أساليبها ذات أفنان وارفة، وهذا ليس بمستغرب؛ فالذي يتدبرها يجد الطابع المميز لسور العهد المدني بارزاً في فصولها وأسلوبها.[٥]

أبرز محتويات سورة البقرة

قد نجد من الصعوبة بمكان أن نستطيع إحصاء محتويات سورة البقرة في هذا المقام، ولكن هذا لا يمنع من تقريب أبرز محتوياتها، والتعريف بها كما سيأتي بيانه:[٦]

  • بدأت السورة بتقسيم فئات الناس بالنسبة للانتفاع بالهدى القرآني، مع توضيح لأبرز صفات كل فئة منهم.
  • وجهت النداء إلى بني إسرائيل بمخاطبتهم بوصفهم المحبب إلى نفوسهم، ودعوتهم إلى الوفاء بعهودهم وبخاصة نحو المنعم عليهم -سبحانه-.
  • ذكرت لنا تنطع بني إسرائيل في الدين، وإلحافهم في المسألة، وتحريفهم للكلم عن مواضعه، وحكت لنا نماذج من مزاعمهم الباطلة تجاه النبيين.
  • ذكرت صوراً من مجادلاتهم الدينية، ومخاصماتهم الكلامية، مع النبي الكريم.
  • ذكرت جزءاً من قصة النبيين إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- عند بناء الكعبة.
  • صورت حسرة المشركين يوم القيامة الذين يتبادلون التهم، ويتبرأ بعضهم من بعض.
  • ذكرت بعض التشريعات الناظمة للدولة القوية في شؤون القصاص والوصية والعبادات؛ كالصيام والدعاء، والقتال والحج.
  • حذرت من فئة من الناس؛ الذين يسعون في الإفساد وإهلاك الحرث والنسل، والتمادي في الطغيان والإفساد.
  • بيَّنت أن الناس جميعاً كانوا أمة واحدة، وأن هذه الحياة مليئة بالمصائب والمحن والفتن، وأن العاقل هو الذي يقابل كل ذلك بإيمان وصبر.
  • تحدد السورة بعضاً من أحكام الأحوال الشخصية؛ كالزواج والإيلاء والطلاق، والرضاع، والعدة، والخطبة.
  • عادت لذكر بعض قصص السابقين والتذكير بمظاهر قدرة اللّه ووحدانيته.
  • حددت أنماطاً من التوجيهات المالية التي تسعد المجتمع، وتنزع الأحقاد من قلوب الأفراد، كالإنفاق والإحسان، بلا منٍّ ولا أذى، ولا تعامل بالربا، مع ضرورة ضبط الديون والرهون.
  • ختمت السورة بدعاء خاشع بديع.

فوائد ودروس تُعلمها سورة البقرة

تحتوي سورة البقرة على فوائد ودروس مستفادة لا يمكن حصرها، وفيما يأتي بيان لأبرزها:[٧]

  • زيادة اليقين بالله المعين من خلال أخذ العبرة من القصص القرآني.
  • الإسلام لا يحرم شيئاً إلا وقد ثبت ضرره، كما أنه يأتينا ببديل أصلح.
  • أول صفة للمتقين أنهم: (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)،[٨] وآخر تعريف بهم: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ)،[٩]فأهم شيء هو سلامة الاعتقاد.
  • فضَّل الله الإنسان على كل المخلوقات بالعلم، وأفضل علم هو العلم بما جاء عن الله -سبحانه- عن طريق الوحي.
  • الله يقبل التوبة عن العبد بتوفيق منه -جل جلاله- ورحمته.
  • ضلال اليهود ومكرهم وشغبهم على أنبيائهم، فكيف تتوقعون علاقتهم بغيرهم؟.
  • تحريف اليهود لما في كتبهم المقدسة؛ مما يمنع من أن يكونوا حكاماً عادلين منصفين بين المسلمين والمشركين.
  • توجد تجارب ناجحة للاستخلاف في الأرض، مثل تجربة النبي إبراهيم؛ الذي كان نموذجاً صالحاً رائعاً فأدَّى الأمانة، ونجح في تنفيذ المهمة.
  • توجد تجارب فاشلة للاستخلاف في الأرض، مثل تجربة بني إسرائيل؛ الذين قصروا في حمل أمانتها رغم إنعام الله عليهم، وتفضيلهم على أهل زمانهم، وجعل الأنبياء فيهم، لكنهم ضيعوا الأمانة، وفشلوا في تحمل المسؤولية.
  • الإيمان بالغيب هو الأساس الركيز للدِّين، فإن استقر هذا الإيمان في قلب العبد، سيطمئنُّ العبدُ وتسَكن نَفْسُه، ويصدِّق بموعود ربه، ويخاف وعيده، ويصبر على أقداره.

المراجع

  1. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 202. بتصرّف.
  2. محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط، صفحة 27. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:281
  4. ^ أ ب القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن، صفحة 152. بتصرّف.
  5. محمد عزة دروزة، التفسير الحديث، صفحة 123. بتصرّف.
  6. محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط لطنطاوي، صفحة 28. بتصرّف.
  7. عادل محمد خليل، أول مرة أتدبر القرآن، صفحة 32. بتصرّف.
  8. سورة البقرة، آية:3
  9. سورة البقرة، آية:285
4843 مشاهدة
للأعلى للسفل
×