محتويات
تلخيص رواية ثلاثية غرناطة
ثلاثية غرناطة؛ رواية للأديبة المصرية رضوى عاشور، صدرت عام 1994م، وتُعد من أهم الروايات العربية، تتكون من ثلاث روايات مُتصلة ببعضها اتصالًا وثيقًا، وهي على التوالي: غرناطة، ومريمة، والرحيل، وتقع الروايات الثلاثة في 506 صفحات، ويُذكر أنّها نالت نجاحًا كبيرًا، إذ حصلت على الجائزة الأولى في معرض الكتاب للمرأة العربية الأول عام 1995م في القاهرة،[١] وتلخيصها فيما يأتي:
غرناطة: العائلة العربية الإسبانية
يتحدث هذا الفصل من الرواية عن غرناطة وهي إحدى الممالك التي رأى القشتاليون أنّها أرضهم، ولا بُدّ لهم من استعادتها، إذ تُصور الكاتبة حياة أبو جعفر صاحب الحانوت الذي يعشق الكتب والقراءة والمعرفة، إذ يسمع خبر غرق موسى بن أبي غسان أحد فرسان غرناطة الذي كان مُعارضًا للصلح مع القشتاليين.
شهد أبو جعفر لاحقًا دخول القشتاليين إلى المدينة التي عاثوا في أرضها فسادًا عظيمًا وجمعوا الكتب وحرقوها، فانفطر قلبه ألمًا عندما أُحرقت الكتب والمجلدات التي جمعها، فأوى إلى فراشه ومات بحسرته.
زواج سعد من سليمة
لا تتوقف الحياة عند موت أحد، فسرعان ما تزوج سعد وهو أحد أبناء مالقة من فتاة يُقال لها سليمة، ومالقة هي البلدة التي تركوها هربًا من الموت، كما تزوج حفيد أبي جعفر من فتاة تُدعى مريمة تسعى إلى التعلم، ودائمًا ما كانت زوجة أبي جعفر تشتكي من إهمالها للمنزل وتركها لواجباتها الزوجية والتفاتها إلى العلم والتعليم.
حاولت مريمة بسرعة بديهتها وفصاحتها أن تحل أزمات الكثيرين من حولها، فكان الجميع يفرح بها ما عدا زوجها الذي كان يخاف من مشكلات قد تجرها إليه بسبب عملها، أمّا سليمة فقد انكبت على تعلم طب الأعشاب والعمل به ومُساعدة النّاس من خلاله.
لم يسعد زوج سليمة بعملها والذي تركها لاحقًا وانطلق لينضم إلى المقاومة في الجبال؛ ليتدبر القشتاليون لها تُهمة ممارسة السحر والشعوذة، ويسوقونها إلى ساحة القرية مُكبلةً، وأقروا عليها عقوبة الحرق وهي حية جزاءً لفعلتها.
كأنّ قلبها ينطق قائلًا: "ما الخطأ في أن يتعلق الغريق بلوح خشب أو عود أو قشة؟ ما الجرم في أن يصنع لنفسه قنديلًا مزججًا وملوّنًا لكي يتحمل عتمة أيامه؟ ما الخطيئة في أن يتطلع إلى يوم جديد آملًا ومُستبشرًا".[٢]
مريمة: تلك التي حملت راية العائلة على عاتقها
بعد أن رأى سعد موت سليمة وكيف احترقت في النار وهي حية مات كمدًا وهو يتحسر عليها، وتزوج ابن مريمة عائشة وهي ابنة سليمة وسعد وأنجبت صبيًا اسمه علي، ثم ماتت ليُربي حسن وهو زوج مريمة عليًّا على حبّ اللغة العربية والقرآن الكريم، خاصةً أنّ القشتاليين كانوا يُحرمون اللغة العربية أو تداولها حتى بين أفراد العائلة.
لكنّ حسن لم يكن يخاف، وأخذ علي في يوم من الأيام وأطلعه على المكتبة التي أخفاها من أجله دون علم مريمة بذلك، وبعد أن علم في قرارة نفسه أنّه استطاع أن يُقدم لعليّ أفضل ما يملك غادر الحياة آمنًا مُطمئنًا.
خروج العرب من غرناطة إلى قرطبة
لما بلغ علي الرابعة عشر من عمره عرض جار مريمة عليها أن يُعلمه حرفة الخشب إلى جانب ابنه خوسيه فوافقت على ذلك، وفجأةً قرر القشتاليون إخراج العرب والشباب بشكل خاص من غرناطة إلى قرطبة، ويُحظر على كلّ رجل عُمره تحت الستين البقاء في البلدة.
رفضت مريمة أن تُغادر آخر مكان فيه ذكرياتها، فطلب منها علي أن تطمئن حتى يطلع الصباح، وفي الصباح أخبرها أنّه لا بُدّ من الرحيل، وبعد ثلاثة أيام لم تعد مريمة قادرة على المشي فحملها علي على ظهره ولكنّها فارقت الحياة.
عاد علي إلى البلدة بعد رحيل مريمة، ورأى أنّ خوسيه استولى على بيته، لكن استطاع علي أن يُقاتله ويُخرجه، وأخذ صندوقًا ووضع فيه الكتب التي ورثها عن جده فأخفاها فيه، وعَلم أنّ خوسيه يُحاول أن يُدبر مكيدة له فغادر دون أن يلتفت إلى أحد.
"هل في الزمن النسيان حقًا كما يقولون؟ ليس صحيحًا الزمن يجلو الذاكرة كأنه الماء تغمر الذهب فيه يومًا أو ألف عام فتجده في قاع النهر يلتمع، لا يفسد الماء سوى المعدن الرخيص يصيب سطحه ساعة فيعلوه الصدأ، لا يسقط الزمن الأصيل من حياة الإنسان لا يلفظ البحر سوى الطحالب والحقير من القواقع، وغرناطة هناك كاملة التفاصيل مستقرة في القاع غارقة".[٣]
الرحيل: هل عادت لنا غرناطة؟
الشعب وحده هو الضحية في أيّ حرب، فلمّا أراد عليّ أن يُغادر قرّر الاتجاه إلى عمته في بَالنسية ولكنه وجدها قد غادرت إلى الجعفرية، فلحقها ووجد أنّها غادرت إلى فاس، فحاول أن يلحق بها وأثناء ذلك عرض عليه عمر الشاطبي أن يبقى عندهم، فبَقي عندهم يُعلّم الصغار اللغة العربية والأمور تمضي بسلام، حتى يأتي القشتاليون في الصيف لتفقد الأمور وجباية الضرائب.
تناهى فيما بعد إلى سمع عمر الشاطبي وأهل القرية أنّ فرنسا تُعد حملةً من أجل أخذ غرناطة من القشتاليين، فعزم عمر الشاطبي وثُلة من حوله على مساعدة الفرنسيين حتى يتخلصوا من القشتاليين، وكانوا يُقيمون الاجتماعات من أجل ذلك.
لم تَقم فرنسا بحملتها، إذ إنّ أهل القرية علموا فيما بعد أنّ هدنةً ما بين الطرفين حدثت، وساق القشتاليون كلّ الأشخاص الذين كانوا يجتمعون مع الشاطبي إلى السجن، ومات الشاطبي حُزنًا على ذلك، وصدر قرار الترحيل لأهل الجعفرية إلى الشواطئ المغربية، وغفت عين علي قليلًا ليُشاهد مريمة في حلمه، ولمّا استيقظ عقد العزم على عدم مُغادرة البلاد.
في النهاية: "يقررون عليه الرحيل، يسحبون الأرض من تحت قدميه ولم تكن الأرض بساطًا اشتراه من السوق، فاصل في ثمنه ثم مدّ يده إلى جيبه ودفع المطلوب فيه وعاد يحمله إلى داره وبسطه وتربع عليه في اغتباط، ما الذي تمنحه حفنة دراهم لشجرة مخلوعة تشرئب جذورها في الفضاء لتمسك بتربة غائبة".[٤]
العبرة: تتحدث رواية ثلاثية غرناطة عن أهمية ارتباط الإنسان بهُويته، كما أنّها تُؤكد من خلال أحداثها المؤلمة فكرة أنّ السعادة ضرورية من أجل البقاء، وأنّ الموت الحقيقي هو الرحيل عن الوطن.
المراجع
- ↑ "ملخص ثلاثية غرناطة"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 12/11/2021. بتصرّف.
- ↑ "ثلاثية غرناطة "، كود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 29/10/2021.
- ↑ "ثلاثية غرناطة "، كود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 29/10/2021.
- ↑ "ثلاثية غرناطة"، كود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 29/10/2021.