محتويات
ملخص كتاب حكايا سعودي في أوروبا
كتاب من تأليف الكاتب الشاب السعودي: عبدالله بن صالح الجمعة، طبعت أول نسخة منه، في شباط (فبراير)، عام 2013م، صادرة عن دار إدراك للنشر، وهو منكتب أدب الرحلات، فالكاتب يصف فيه رحلته ومغامراته، وتصدّر أكثر الكتب مبيعًا في السعودية في معرض، الرياض الدولي للكتاب، يتكون من 278 صفحة، وهو كتاب يستهدف: القراء كافة من مختلف الأعمار.[١]
إلا أنه ركز تحديدًا، على الطبقة، التي لا تقرأ كثيرًا من، جيل الشباب، وقد جاءت فكرة الكتاب بعد أن كان الكاتب، قد بدأ بتدوين رحلاته، وأسفاره، على شكل تغريدات على موقع تويتر، وتلاها طلبات متكررة، من جمهوره ومتابعيه، طلبوا منه معرفة، تفاصيل أكثر عن الرحلات، فقام بسردها على شكل مجموعة قصصية.[١]
موعد مع السلطان عبد الحميد
يمتلك الكاتب فضولًا، ليرى المكان الذي نفي إليه السلطان عبد الحميد، إذ إن الكاتب مفتون بمجموعة من أهم الشخصيات التاريخية، لدرجة أنه حلم بها، فيقرأ عن الموضوع على الشبكة العنكبوتية، ويقرر حجز تذكرة إلى ذلك المكان في اليونان، الذي اسمه: سالونيك من ربيع عام 2012م، ويرافقه في رحلته ابن عمه القادم، من بريطانيا.[٢]
يقيمان الشابان أولًا في أثينا ويستمتعان في اكتشاف المسارح والمعابد وباقي آثار الإغريق، ثم ينطلقان، في القطار إلى مكان قصر السلطان في منفاه، فيشاهد الأسوار، والسياج والحديثة، ويبرر إعجابه بالسلطان، أنه كان من القلائل الذين رفضوا: تسليم فلسطين لليهود، وفي لحظة، يغمض الكاتب عينيه، ويتخيل السلطان.[٢]
يقول الكاتب: "صُوِّر لي خيال السلطان، وهو يطل من ذات النافذة، التي أراني منها الجند متجهين، إلى حرب البلقان في الحلم، كان ينظر إلي بهدوء، وأنا خلف السياج، وكأنه يشكرني على مقدمي، وإيفائي بوعدي". [٢]
ضياع في الغابة
يزور الكاتب مجموعة من الأصدقاء في مدينة بورنموث، جنوب إنجلترا في خريف عام 2009م، التي تقع قريبة من غابات نيو فوريست المعروفة، بأنهارها الجميلة ووديانها وغزلانها، والخيول البرية فيها، فيتفق الأصدقاء على القيام، بمغامرة الذهاب إلى الغابة مستعينين بخريطة، لاستكشاف الطرق.[٣]
خلال مغامرتهم على دراجاتهم الهوائية، وخلال استمتاعهم بالمناظر الطبيعية، يسمعون دوي الرعد، وتبدأ قطرات المطر بالانهمار، وتصبح الرؤية صعبة، لاشتداد الضباب، فلا تعد الخريطة تساعدهم؛ لتدلهم على طريق العودة، ومن ثم يشعرون بالتعب، والإرهاق، إلى أن يصلوا إلى منطقة، تتجمع أكواخ، فيستريحون فيها ساعتين.[٣]
ويمرون بالكنيسة ومحل، يبيع الشاي، قبل أن يكملوا طريقهم باتجاه محطة القطار، التي توصلهم إلى المسكن، يقول الكاتب: إنهم لم يندموا على رحلتهم: "وأنّ المغامرين الحقيقيين: هم من يتقدمون بلا هدف، ولا يهمهم ما يقابلهم، ولا ما يكون مصيرهم المحتوم". [٣]
الوكر
يصل الكاتب بالقطار إلى مدينة، جنوة في إيطاليا في خريف عام 2010م، ليقيم مع عائلة إيطالية في بيتهم لليلتين متتاليتين، فيثير اهتمامهم الحديث معه والاستماع عما يملكه من معلومات عن النفط والصحراء والإسلام، وبعد نيله قسطًا من الراحة ينطلق في المدينة المشهورة بالممرات، كثيرة الأقواس، والبضائع المقلّدة رخيصة الثمن.[٤]
ثم يصف صعوده على متن سفينة خشبية عند الميناء، بتذكرة ثمنها رمزي، إذ كانت تمثل سفينة قراصنة، فيها سجن للأسرى، ونموذج لهيكل عظمي مكبل بالسلاسل، وبراميل بارود خشبية، ثم يترك السفينة؛ ليستمر في طريقه ويستمتع بباقي هذه المدينة الجميلة المنسية.[٤]
يقول الكاتب: "وأنا أسرح بنظر يتأمل هذه المدينة، التي هي أشبه بفتاة يافعة حسناء اغتصبها الفساد، وتمكن من جسدها فراحت تنفث خبثًا بعدما كانت تبعث نسيمًا طيبًا ورحيقًا، ولا عزاء لماركو" [٤]
ساعة بين المحششين
في رحلة الكاتب إلى الجانب الشرقي، من كوبنهاجن المدينة الدانماركية، من صيف عام 2011م، يصف مدينة كريستيانيا، التي كانت قد بنيت أساسًا ثكنةّ عسكرية في بداية القرن السابع عشر، والتي بعد أن هجرها الجيش، أعطتها الدانيمارك حقاً بتشريع قوانينها الداخلية. [٥]
ويقول إنّ كريستيانيا بشكل عام دولة مجهرية ضئيلة الحجم، لا تمتلك سيادة حقيقية رغم اعتقاد قاطنيها أنهم مستقلون، فعلى سبيل المثال تجد فيها أكشاكًا تحمل كريستيانيا، وتقوم هذه الأكشاك ببيع الحشيش كأي سلعة عادية، ولا يشعر الكاتب بالراحة إلا عندما يصل الحدود.[٥]
يقول: "سرت أستحث خطاي، حتى وجدت نفسي أمام لوحة، مقوسة مكتوب عليها: أنت الآن تدخل الاتحاد الأوروبي" [٥]
يوم أرستقراطي
في بلدة آسكوت، التي تقع في وسط بريطانيا، في ربيع العام 2010م، يقص الكاتب حضوره حدثًا أرستقراطيًا، هو السباق الملكي للخيول، إذ يرتاده الناس وهم متأنقون بملابس فاخرة ملونة وغريبة الشكل، ويعمرون القبعات وربطات العنق، وهي ملابس جميلة من العصور ويستمر حدث سباق الخيل، مدة 5 أيام في كل عام.[٥]
ثم يصف المضمار، الذي تتسابق فيه الخيول، والأماكن التي يجلس فيها المتفرجون، وأماكن بيع الأطعمة الخفيفة والمشروبات المختلفة، يقال: إنه من الهوايات المفضلة، لدى الملكة إليزابيث: هي مشاهدة هذه السباقات، والتحدث مع أصحاب الخيول المشاركة.[٥]
يقول في كتابه: "توالت العربات، التي تنقل أفراد العائلة المالكة بالتوافد، الأمير تشارلز وزوجته كاميلا، وأبناه الأمراء ويليام وهاري، وباقي أبناء الملكة، وأحفادها وأقاربها". [٦]
المتحوّلون
ينتقل الكاتب بواسطة القطار ليلًا، من براغ عاصمة جمهورية تشيك، إلى غرب فينا في صيف عام 2009م، ليبيت في غرفة استأجرها، فيصف أشخاصًا يستقبلونه، لا يتميزون عن بعضهم، فأشكالهم متشابهة، يحدثهم عن موطنه الرياض، ويتبادلون الحديث ويقص عليهم خطة سفره، ويستعرض معهم الصور التي كان قد التقطها.[٦]
وفي اليوم التالي يتجه من فينا إلى البندقية، فيلمح نفس الفتية الذين قابلوه مسبقاً ليقترحوا عليه تناول الطعام معهم، وخلال رحلتهم على القطار يطلبون منه المساعدة في التخلص من شخص يصفونه بالمتحول؛ لأنه رجل متحول إلى امرأة، يرونه مسخًا ولا يودون أن يشاركهم قاطرتهم، كمان أنه لم يكن شخصًا متحولًا واحداً، بل مجموعة من المتحولين.[٦]
فقام بدكاء بتخليصهم من هذا الشخص؛ لينتقل إلى قاطرة أخرى، وأكملوا رحلتهم. يقول الكاتب عنهم: "ودعتهم على أمل أنْ ألقاهم لاحقًا في البندقية، فانطلق كل منا في طريقه". [٧]
الرسالة المفقودة
يحكي الكاتب عن رحلته، إلى مدينة مانشستر في المملكة المتحدة (بريطاني)، في فترة شتاء وربيع العام 2011م، فقد كان طالبًا في جامعة مانشستر، ويقطن في بيت من العصر الفيكتوري، وخلال جلوسه وتصفحه أحد الكتب القديمة، يجد بين الصفحات بطاقة بريدية قديمة.
كانت البطاقة قديمة مرسلة، من مدينة فرنسا إلى لندن، ويصعب قراءة ما هو مكتوب على البطاقة بخط اليد، إلا أنّ تاريخ إرسالها هو: 22 أغسطس 1939م،أي 6 أيام فقط، قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.
بعد أن يستعين الكاتب برفيقه في السكن، يتوصل إلى اسم صاحبة البطاقة، ومن ثم يبدأ البحث عنها على الشبكة العنكبوتية، ومن ثم يحكي عن مغامرته ،في البحث عنها على أرض الواقع مستعينًا بالعناوين، والأسماء، التي وجدها على الإنترنت.
وفي نهاية الأمر، وبعد خيبات أمل متعددة، يقول الكاتب: "قررت أنّ هذه هي نهاية مغامرة الرسالة المفقودة".[٨]
العلم المقلوب
في رحلته إلى استنبول تركيا، مع عائلته في صيف العام 2010م، يحكي الكاتب عن نزهاته مع أفراد أسرته، وعن حي السلطان عبد الحميد، الذي في الفندق الذي كانوا يقطنونه خلال فترة مكوثهم، كذلك عن بعض الأحاديث، مع رجل غريب يتعرف إليه الكاتب، بمحض الصدفة؛ فيتحدثان في أمور شتى، وعن خوفه من رجل آخر يتصرف معه بغرابة.[٩]
فيتكئ عليه ويسأله: عن خصوصياته، مم يدب في الكاتب الذعر، والرغبة في محاولة الهرب منه، فيفر منه متجهًا إلى الفندق، فيطمئن قلبه عند رؤيته لمجموعة الأعلام على سطح الفندق، وتحديدًا علم بلاده فيقول: "علم بلادي يرفرف، وهو معلق على وضعيته الصحيحة. خيّل إليّ أنه كان يرفرف، بشكل أسرع من بقية الأعلام". [٩]
الحمى
الأحداث تدور في إيطاليا، تحديدًا بعد تركه لروما، وانتقاله إلى فلورانسا وبيزا في صيف عام 2009م، ورغم شعوره بالحرارة والإعياء، إلا أنه لم يقدم على شراء تذكرة؛ لصعود برج بيزا المائل الشهير؛ فيصف فلورانسا الجميلة من الأعلى، وقبب كنائسها، ومن ثم بعد هبوطه، يمشي ممرات البلدة القديمة مستظلًا بجدرانها؛ ليتقي الحر الشديد. [٩]
يمر بالمتحف الذي يحتوي على مجسمات وأعمال الفنان ليوناردو دافنشي، كالدبابة الحربية، والطائرة الشراعية، وقاذفة الصواريخ، ثم يصف الغروب في مدينة فلورانسا، ويقوم بالتقاط صور تذكارية للمناظر، إلى أن يعييه التعب؛ فيعود إلى مكان إقامته، ويتناول الدواء للتخفيف عنه.[٩]
وفي اليوم التالين يوم مغادرته لفلورنسا، في محطة القطار، يجد أن هناك مئات العالقين في المحطة؛ بسبب إضراب العاملين فيها، ويقول: "وقفت من بعيد: أنظر في حال آلاف الركاب خارج المحطة، الذين تعطلت رحلاتهم جرّاء الإضراب البائس".[١٠]
تجربة تايتانيكية
قصة الكاتب هنا تحكي عن رحلته البحرية، في صيف عام 2010 في السفينة، بين منطقتي استكهولم السويدية، وهلسنكي عاصمة فنلندا، فقد رافقه صديقه الشاب الظريف إيليوت، وحبيبته كلارا، ويصف الجو العام في السفينة، وفرح الناس لحظة تحركها، وأصوات الموسيقى الصادحة من مكبرات الصوت.[١١]
يلفت نظره زوج يحتضن زوجته، وهما شخصان طاعنان في السن، فيذكرانه بـجاك وروز، الحبيبان اللذان كانا بطل سفينة التايتانيك الأسطورية، كما أنه يصف مجموعة من السيدات اليابانيات العجوزات اللطيفات. جلسن بحياء قريبًا منه، ومن ثم يصف الحفلة الليلية على ظهر السفينة، ومنطقة الرقص، ومنطقة لعب القمار.[١١]
ثم يذهب إلى سطح السفينة؛ ليرى السماء تعلوه، والبحر الممتد أمامه، ويصف الرحلة فيقول: "كان المكان استثنائيًا بكل ما فيه: بجماله وروحه وهواه ومشاعره، التي يبثها في النفس". [١١]
دموع يتيمة
تدور أحداث القصة الأخيرة، من الكتاب في صيف عام 2009م، في مدينة البندقية الإيطالية؛ فقد كان يقيم إجازته في بيت عائلة إيطالية، فيتناول الطعام معهم، ويتحدث مع ابنهم الطفل، وقبل مغادرته لهذه العائلة، يقرر زيارة حارة اليهود.[١١]
بطريق الخطأ، يجد نفسه في ممر إحدى المستشفيات الممتلئة بكبار السن؛ فيغادره ليكمل مشواره إلى منطقة اليهود، فيصادف مجموعة من الشباب اليهود، الذين يبدؤون الحديث معه.[١١]
فيسألوه: من أين أتى؟ فيخبرهم، أنه من السعودية التي تقع في الشرق الأوسط، كان واضحًا أنّ اليهود لم يسمعوا بها من قبل، ثم ترده رسالة من أهله؛ ليخبروه: أنّ عليه التواصل مع والدته؛ للضرورة، مما يولد لديه؛ مشاعر مختلفة من الخوف، والقلق ،والحنين.[١١]
يقول الكاتب: بعد أن يتمكن من الاتصال بوالدته، ويطمئن قلبه: "أغلقت السمّاعة، وكأن نسيمًا باردًا زارني، وأعاد لي روحي". [١٢]
المراجع
- ^ أ ب عبدالله بن صالح جمعة، حكايا سعودي في أوروبا، صفحة 11. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عبدالله جمعة، حكايا سعودي في أوروبا، صفحة 30. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عبدالله جمعة، حكايا سعودي في أوروبا، صفحة 62. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عبدالله جمعه، حكايا سعودي في اوروبا، صفحة 85. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج عبد الله بن صالح الجمعة، حكايا سعودي في أوربا، صفحة 95. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عبدالله بن صالح الجمعه، حكايا سعودي في أوروبا، صفحة 113. بتصرّف.
- ↑ عبدالله الجمعة، حكايا سعودي في أوروبا، صفحة 140. بتصرّف.
- ↑ عبدالله الجمعة، حكايا سعودي في أوروبا، صفحة 169. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث عبدالله جمعة، حكايا سعودي في أوروبا، صفحة 186. بتصرّف.
- ↑ عبدالله جمعة، حكايا سعودي في اوروبا، صفحة 213. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح عبدالله بن صالح الجمعه، حكايا سعودي في اوروبا، صفحة 256. بتصرّف.
- ↑ عبد الله بن صالح الجمعة، حكايا سعودي في أوروبا، صفحة 274. بتصرّف.