إميلي نصر الله
أديبة وناشطة نسوية لبنانية، وُلدَت إميلي داوود نصر الله عام 1931م، ودرست وتخرَّجت من الجامعة الأمريكيَّة في بيروت، تفوَّقت إميلي نصر الله في كليَّة الفنون وتخرَّجت فيها بعلامات عاليَةٍ جدًّا عام 1956م، وتابعت إميلي دراستها للحصول على درجة البكالوريوس في التَّربية والأدب من الجامعة الأمريكيَّة في بيروت عام 1958م، ولكنَّها سرعان ما نالت كثيرًا من الثناء عن كتاباتها وكانت أوَّل رواية لها رواية طيور أيلول التي حصلت من خلالها على ثلاث جوائز أدبيَّة عربيَّة، وأصبحت فيما بعد كاتبةً معروفةً من خلال نشرها لقصص الأطفال والقصص القصيرة التي تتناول مواضيعَ شتَّى، وهذا المقال سيتحدَّث عن رواية طيور أيلول وعن مؤلفات إميلي نصر الله. [١]
ملخص رواية طيور أيلول
تعدُّ رواية طيور أيلول من روائع الأدب العربي فقد صُنِّفت ضمن أفضل مئة رواية عربية [٢]، وقد حصلت هذه الرواية على ثلاث جوائز أدبية، فقد فازت بجائزة أفضل رواية وجائزة جمعيَّة أصدقاء الكتاب عام 1962م وجائزة سعيد عقل الشهريَّة، وإلى جانبِ روعةِ صوَرِها الفنيَّة وثرائها التعبِيري والبلاغيِّ والتصويريِّ واللغوي تمثِّل الرواية في أحد جوانبها دراسةً اجتماعيَّة لعاداتِ وتقاليد أهل الريفِ اللبنانيِّ؛ فهي تنتقدُ العادات والتقاليد والأعراف وترفضُها، وفي جانبٍ آخر تمسُّ الرواية ببراعة عالَمَ النَّفس الإنسانيَّة بكلِّ طموحاتِها القريبة والبعيدة، وبكلِّ أمانيها المقهورةِ والمقطوعة وبكلِّ معاناتها التي هي بقعة سوداء في حياةِ بطلةِ رواية طيور أيلول، لكنَّها بقعةُ ضوء أكسبت تلك الرواية سماتِ الواقعيَّةِ وأغنَت عالمَ الرواية بالكثيرِ من التجَارب الإنسانيَّةِ، وقد كتبتها كردَّة فعل على هجرةِ إخوتها إلى كندا.
عالجت الكاتبة في روايتها موضوعَ الاغتراب عبرَ متابعَتها سيرةَ العديدِ من أبناءِ بلدتها ومنطقَتِها من الذينَ هاجرُوا وطالَت غيبَتهم، فباتُوا يأتونَ لزيارةِ الأهل مع بدايةِ الصَّيف ثمَّ يغادرون بلادهم في أيلولَ وقد اصطحَبوا معهم بعضَ من يبحثونَ عن مستقبلٍ آمن خارجَ الوَطنِ.
وترسم إيميلي نصر الله في رواية طيور أيلول أحاسيس ومشاعر تدفَّقت من لحظةِ شغفٍ بقريةٍ هي موئلُ الفؤاد. حيث تحدِّثنا رواية طيور أيلول عن رائحةِ الخُبز في ساعات الفجر الأولى ورائحةِ التربة الممزوجَة بعطرِ عَرق الذين أحبُّوها فأحبَّتهم، وعن حقولِ القَمح الذهبيَّة الشاسعة الممتدة على أرض القرية، وعن ثرثراثِ النسوة عند النَّبع، وعن نظراتِ الصَّبايا الحالمةِ التي تشيِّع أسرابَ الطيورِ المهاجرةِ، وعن السواعد السُّمر والعشايا الساهرةِ في ضوءِ القمر، وعن طيورِ أيلول التي تطلُّ على القريةِ بغيمةِ الغصَّة والحنين للذينَ رحلوا ولم يعودُوا، طيور أيلول تغوصُ بنا في عمقِ القرية وأسرارها وتقاليدها وحزنِها عند تشييعِ الوجوه المغادرةِ إلى المجهول في خارج البلاد على أملِ تحقيقِ الطموحات والأحلام، وعن الشَّرخ الذي تحدِثُه الهجرةُ فيصبحُ ذاكَ القادمُ من بعيدٍ إلى جذورِه كالغَريبِ، فالقريةُ التي أنجبتهُ تنكَّرَت له والمدينةُ التي احتضَنتهُ تاهَتْ به في معالِمِها.
مؤلفات إميلي نصر الله
تركت الأديبة الكبيرة إيميلي نصر الله الكثير من المؤلفات والأعمال الأدبيَّة القيِّمة، فبعد أن نشرت أول رواية لها وهي رواية طيور أيلول التي اشتهرت كثيرًا حصلت من خلالها على ثلاث جوائز عربية، ونشرت بعدها الكثير من الروايات كما نشرت قصص الأطفال ومجموعاتٍ أخرى من القصص القصيرة التي تتناول مواضيعَ شتَّى حولَ الأسرةِ والحياة القرويَّة والحروبِ والهجرةِ وحقوق المرأةِ، ومن أهمِّ مؤلفاتها: [٣]
- روايات: رواية طيور أيلول 1962م، شجرة الدفلى 1968م، الرهينة 1974م، تلك الذكريات 1980م، الإقلاع عكس الزمن 1981م، الجمر الغافي 1995م.
- مجموعات قصصية: جزيرة الوهم 1973م، الينبوع 1978م، المرأة في 71 قصة 1983م، الطاحونة الضائعة 1984م، خبزنا اليومي 1990م، محطات الرحيل 1996م، الليالي الغجرية 1998م، أسود وأبيض 2001م، رياح جنوبية 2002م.
- مؤلفات للصغار: الباهرة "رواية" 1975م، شادي الصغير "كتاب قراءة للأطفال" 1977م، يوميات هرّ "رواية" 1977م، روت لي الأيام "مجموعة أقاصيص" 1997م، الغزالة 1998م، أندا الخوتا 2000م، على بساط الثلج "رواية" 2000م، أوراق منسيَّة "مجموعة أقاصيص" 2001م.
- أعمال مختلفة: في البال "ذكريات صحافية" 2000م، نساء رائدات "سيرة في ستة أجزاء" 2001م.
المراجع
- ↑ من هي إيميلي نصر الله, ، "www.arageek.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 3-12-2018، بتصرف
- ↑ قائمة أفضل الكتب العربية, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 3-12-2018، بتصرف
- ↑ إيميلي نصر الله, ، "www.adab.com"، طُّلع عليه بتاريخ 3-12-2018، بتصرف