محتويات
ملخص كتاب التوحيد
كتاب التوحيد هو واحد من أهمّ الكتب الشرعية الإسلامية لمؤلفه محمد بن عبد الوهاب النجدي؛ ألّفه في حياته التي امتدّت بين 1702م و1791م، حيث يقع الكتاب في 168 صفحة، وهو من جزء واحد فقط.[١]
فُصّل الكتاب في أكثر من باب تتحدث كلها عن أصول توحيد الله عز وجل وتفصيلات ذلك، وقد طبع الكتاب مرارًا منذ تأليفه، والنسخة التي وقف عليها المقال من طباعة عام 2008 م، ومن أبوابه ما يأتي:[٢]
أبواب الشرك وأفعاله
يتحدث محمد بن عبد الوهاب في هذا الباب عن أفعال إن ارتكبها المسلم وقع في نوع من أنواع الشرك، ومنها تعليق التمائم التي يعتقد فيها الإنسان دفع البلاء واستجلاب الخيرات، كما ذكر التبرّك بالجمادات من الأشجار أو من الصخور التي يظنّ المسلم فيها الخير.
إضافة لذلك ذكر الكاتب مسألة الذبح لغير الله تعالى، فيرى الشيخ محمد بن عبد الوهاب أنّها من الأعمال التي توقع صاحبها في الشرك، ومن الشرك كذلك مسالة الاستعاذة بغير الله تعالى، ودليل محمد بن عبد الوهاب عليها حديث خولة -رضي الله عنها- إذ قالت: "لو نزل أحدُكم منزلًا فليقُلْ: أعوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ من شرِّ ما خلق، فإنَّه لا يضُرُّه شيءٌ حتَّى يرحَلَ منه".[٣]
أبواب السحر والتنجيم والتطير
بعد ذلك ينتقل محمد بن عبد الوهاب إلى الحديث عن السحر الذي هو من الموبقات السبع، فيستشهد بالحديث المشهور عن الموبقات السبع الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه، ويرى أنّ الحدّ الشرعيّ للساحر هو ضرب عنقه بالسيف.
كما ذكر أنّ حفصة زوجة رسول لله -صلى الله عليه وسلم- قد أمرت بقتل جارية لها سحرتها، ثمّ أتى على تفصيل أنواع السحر، وذكر أنّ الطيرة والتنجيم هي نوع من تلك الأنواع، وذكر أنّ الذي يأتي المنجّمين فيصدّقهم لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا مستندًا إلى واحد من أحاديثه صلى الله عليه وسلم.
أبواب الإيمان والتوكل على الله
ينتقل بعد الحديث على السحر إلى الحديث على الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، فيستعين بآيات من القرآن الكريم ويفسّرها ويشير إلى المعاني الواردة فيها والتي تخبر بضرورة الإيمان بالله تعالى والاستعانة به والتوكل عليه وحده، ويعرّج على مسألة الصبر على قضاء الله تعالى مهما كان، فهذا من الإيمان بالله.
يشير الشيخ إلى أنّ الإنسان المؤمن بالله تعالى يسير بهدي الله ونوره، ويشير إلى أنّ من الكبائر اليأس من رَوح الله ونصره، وأيضًا من خطورة أن يأمن المرء مكر الله تعالى، والله سبحانه يقول: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}.[٤]
أبواب أسماء الله وصفاته
في هذا الباب يقف محمد بن عبد الوهاب على مسألة أسماء الله تعالى وصفاته، فينكرُ الشيخ محمد على من يجحد شيئًا من أسماء الله تعالى أو من صفاته، ومثال ذلك إنكار مشركي مكة اسم الرحمن على الله تعالى؛ إذ إنّهم لم يكونوا يعرفوا سوى اسم الله.
هنا يستشهد محمد بن عبد الوهاب بكلام ابن عباس -رضي الله عنهما- الذي يشير إلى أنّ من ينكر شيئًا من أسماء الله تعالى أو من صفاته فإنّه يحكم على نفسه بالهلاك، حيث يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "أنه رأى رجلًا انتفض لما سمع حديثًا عن النبي في الصفات استنكارًا لذلك فقال: ما فَرَقُ هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه".[٥]
أبواب ما يقال وما لا يقال
يفتتح ابن عبد الوهاب هذا الباب بقول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ}،[٦] فيعلّق على هذه الآية بكلام للإمام التابعي مجاهد بن جبر يذكر فيه أنّ من الناس من يقول عن المال الذي يمتلكه: هذا مالي، أو: هذا مال ورثته عن أبي، أو أن يقول الناس: لولا فلان لما كان كذا وكذا.
هذا الكلام من الأمور التي لا يجب أن تُقال، بل هي جحود بنعمة الله تبارك وتعالى، وذكر في ذلك المقام حديثًا قدسيًّا يرويه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ربّه، يقول فيه تعالى: "أصْبَحَ مِن عِبَادِي مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ، فأمَّا مَن قالَ: مُطِرْنَا بفَضْلِ اللهِ ورَحْمَتِهِ، فَذلكَ مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ بالكَوْكَبِ، وأَمَّا مَن قالَ: بنَوْءِ كَذَا وكَذَا، فَذلكَ كَافِرٌ بي ومُؤْمِنٌ بالكَوْكَبِ".[٧]
أبواب الحلف والقسم
استهل الشيخ محمد بن عبد الوهاب باب الحلف بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المروي من طريق الصحابي الجليل عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- الذي يقول: "سمِعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يحلِفُ بأبيهِ فقالَ لا تحلِفوا بآبائِكُم مَن حلفَ باللهِ فليصدُقْ ومَن حُلِفَ لَه باللهِ فليرضَ ومَن لم يرضَ باللهِ فليسَ منَ اللهِ".[٨]
وأنهى الشيخ حديثه مستندًا إلى حديث نبوي من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن لا يجمع الإنسان ما بين مشيئته ومشيئة الله تعالى بحرف الواو، بل يُجمع بينها بحرف ثم؛ إذ إنّ الواو تجعل المعطوف مع المعطوف عليه في مرتبة واحدة، أمّا ثمّ فهي تفيد الترتيب مع التراخي في الزمن فلا يكونان في مقام واحد.
يذكر أيضًا الشيخ في خاتمة هذا الباب مسألة سب الدهر، فيوضّح أنّ ذلك منهيٌّ عنه شرعًا؛ إذ إنّ سب الدهر هو كفر بالله تعالى للحديث القدسي الذي يرويه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ربّه تبارك وتعالى، يقول الحديث: "يُؤْذِينِي ابنُ آدَمَ يقولُ: يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فلا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فإنِّي أنا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ ونَهارَهُ، فإذا شِئْتُ قَبَضْتُهُما".[٩]
أبواب الشفاعة
ذكر محمد بن عبد الوهاب في هذا المقام أنّ الشفاعة لا تكون إلا بإذن من الله تبارك وتعالى، وحتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يبدأ بالشفاعة يوم القيامة بل يكون تحت العرش ساجدًا حتى يُقال له ارفع رأسك.
يشير محمد بن عبد الوهاب إلى أنّ شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تشمل إلّا من قال لا إله إلّا الله محمّد رسول الله مؤمنًا بها في قلبه، فلا يشفع -عليه الصلاة والسلام- للمشركين.
المراجع
- ↑ ابن باز، شرح كتاب التوحيد، صفحة 5 - 8. بتصرّف.
- ↑ "كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد"، كود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 23/10/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن خزيمة، في التوحيد، عن خولة بنت حكيم، الصفحة أو الرقم:400، أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح.
- ↑ سورة الأعراف، آية:99
- ↑ محمد بن عبد الوهاب، التوحيد، صفحة 114.
- ↑ سورة النحل، آية:83
- ↑ رواه صحيح البخاري، في البخاري، عن زيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم:846، حديث صحيح.
- ↑ رواه صحيح ابن ماجه، في الألباني، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1721، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2246، حديث صحيح.