محتويات
ملخص كتاب المجنون
المجنون هو كتاب كتبه جبران خليل جبران ونشره عام 1918م، ويعد أول كتاب يكتبه جبران باللغة الإنجليزية، وهذا الكتاب قد ضم 35 حكاية رمزية وقصيدة نثرية، ويحتوي الكتاب على حكايات لاذعة مليئة بالتهكم، لكنها بعيدة المغزى، إذ تجسد مرارة الخيبات والنقمة على الجهل والخبث.[١]
وقد جعل جبران بطل كتابه مجنونًا، لأنه يرى أن أول خطوة نحو التجرد هو الجنون، إذ كان جبران مؤمنًا بالسيريالية وأفكارها، لذا كشف في هذا الكتاب ما وراء العقل من أفكار وأسرار، وإذ نجد أن الكتاب ممتلئ بالحكايات، إلا أن فكرته تدور حول شيء واحد، وهو قضية الذات وعلاقتها بنفسها وبالآخرين وبالكون وبالله.[١]
وهذا يعني أن الكتاب يناقش قضايا اجتماعية وميتافيزيقية، إذ يصور فيه جبران الثورة على تقاليد المجتمع وقيمه، ويدعو إلى التحرر ونبذ التقاليد والعادات، ويحاول توجيه القارئ للسمو الروحي والتوق للكمال، بلغة بسيطة تطغى عليها الدرامية المؤثرة، مع الكثير من الاستعارات والتشابيه الرائعة الدقيقة والطريفة في نفس الوقت،[١] ومن أهم المواضيع التي تناولها الكتاب على سبيل المثال ما يأتي:[٢]
- حكاية كيف صرت مجنوناً؟
- حكاية بين هجعة ويقظة.
- حكاية الناسكان.
- حكاية الكلب الحكيم.
- حكاية الملك الحكيم.
- حكاية النملات الثلاث.
- حكاية حفار القبور.
- حكاية المدينة المباركة.
- حكاية الإله الصالح والإله الشرير.
نبذة عن مؤلف كتاب المجنون
مؤلف كتاب المجنون هو الشاعر والكاتب والرسام اللبناني جبران خليل جبران، من أشهر أدباء وشعراء المهجر، ولد في بلدة بشري بشمال لبنان عام 1883م لأسرة فقيرة، ولم يستطع جبران تلقي التعليم الرسمي خلال مرحلة الشباب، وهاجر مع عائلته للولايات المتحدة، وهناك درس الأدب وبدأ مسيرته الأدبية.[٢]
وكتب جبران الكثير من المؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية، وامتاز أسلوبه في الكتابة بالنزعة الرومانسية، ويعتبر جبران رمزاً من رموز الأدب، وواحد من أسباب ازدهار الأدب في عصر نهضة الأدب العربي الحديث، لا سيما في الشعر النثري.[٢]
وقد كتب جبران العديد من الكتب، أشهرها كتاب النبي الذي صدر عام 1923م، وقد احتوى على سلسلة كبيرة من المقالات الفلسفية المكتوبة بطريقة النثر الشعري باللغة الإنجليزية، وقد حصل هذا الكتاب على مبيعات رائعة للغاية، لذا لقب جبران بالشاعر الأكثر مبيعًا بعد وليام شكسبير ولاوزي، وقد ترجم هذا الكتاب لأكثر من 110 لغة منها اللغة الصينية.[٢]
وقد توفي جبران بسبب مرض السل وتلف الكبد، في نيويورك عام 1931م، عن عمر يناهز 48 عاماً، وكان يتمنى أن يدفن في لبنان، لذا تحققت أمنيته عام 1932م حين تم نقل رفاته إليها، وقد دفنت هذه الرفات في لبنان في مكان يعرف الآن باسم متحف جبران.[٢]
الآراء النقدية حول كتاب المجنون
كتاب المجنون حاز إعجاب الكثير من القراء، فهذا الكتاب الذي ضم 35 حكاية حملت كل معاني التهكم اللاذع على الخبث وخبايا النفس، انطوى على أمثال وتأملات كثيرة، وقد ثار فيه جبران على المنافقين والضالين، وصور في الكتاب مهزلة المحاكم، ورسم أخلاق الناس والسلطات.[٣]
وقد كان موفق في اختيار الجنون ليصف به هذا العالم الذي يعج بالعجائب والغرائب، التي لا يمكن أن يتقبلها العقل أو الدين، ومن أبرز القصص في الكتاب قصة الحرب، التي استطاعت أن تصور بنجاح غطرسة المحاكم وغباوتها، والتي راح بسببها الكثير من الضحايا الأبرياء، الذين كانوا آخر من يعلم بمجريات الحرب والأحداث الأخرى التي تجري حولها، والعقوبات التي لا تطبق إلا على الفقراء المساكين البسطاء.[٣]
اقتباسات من كتاب المجنون
هناك الكثير من العبارات الرنانة والمؤثرة التي كتبها جبران خليل جبران في كتابه المجنون، ومن أهم وأجمل هذه الاقتباسات ما يأتي:[٢]
- قصة الحب هي قصة آدم، خلق الله المرأة من ضلوعه، فأول علامات الحب أن يشعر الرجل بالألم كأن المرأة التي أحبها كسرت له ضلعه، وكل قديم في الحب هو جديد بمعنى غير معقول، وكل جديد فيه هو جديد بمعنى غير مفهوم، فغير المعقول وغير المفهوم هو الحب.
- وما رفعت نظري أول مرة لأراه حتى قبّلت الشمس وجهي العاري لأول مرة، لأوّل مرة قبلت الشمس وجهي العاري فالتهبت نفسي بمحبة الشمس ولم أعد بحاجة إلى براقعي، وكأنما أنا في غيبوبة صرخت قائلاً: مباركون مباركون أولئك اللصوص الذين سرقوا براقعي.
- إنّ رغبتي في الموت، وهي أبعد رغائبي، مقيّدة بسلاسل رغبتي في الحياة، وهي أدنى رغائبي.
- فإن اللص وإن كان في غيابة السجن فمو في مأمن من أقرانه اللصوص.
