من أجمل أبيات الشعر

كتابة:
من أجمل أبيات الشعر

قصيدة أمِنْ ذِكرِ سلمَى أنْ نأتْكَ تَنوصُ

يقول امرؤ القيس:

أمِنْ ذِكرِ سلمَى أنْ نأتْكَ تَنوصُ

فتقصر عنها خطوة َ وتبوصُ

وكم دونها من مهمة ومفازة ٍ

وكم أرضٍ جدب دونها ولصوص

تَرَاءَتْ لَنَا يَوْماً بجَنْبِ عُنَيزَة ٍ

وَقَد حانَ مِنها رِحلَة ٌ فَقُلُوصُ

بأسود ملتف الغدائر واردٍ

وذي أشر تشوقه وتشوصُ

مَنَابِتُهُ مِثْلُ السُّدوسِ وَلَوْنُهُ

كشوكِ السيال فهو عذب يفيص

فهل تسلين الهم عنك شملة ٌ

مُدَاخِلَة ً صُمُّ العِظَامِ أَصُوصُ

تَظَاهَرَ فِيهَا النِّيُّ لا هيَ بَكْرَة ٌ

وَلا ذاتُ ضِغنٍ في الزِّمامِ قَمُوصُ

أووب نعوبٌ لا يواكل نهزُها

إذا قيلَ سيرُ المدجلينَ نصيصُ

كأني ورحلي والقراب ونمرقي

إذا شبّ للمرو الصغار وبيصُ

عَلى نِقْنِقٍ هَيْقٍ لَهُ وَلِعِرْسِهِ

بمُنعَرَجِ الوَعساءِ بَيضٌ رَصِيصُ

إذا رَاحَ لِلأُدْحيّ أوْباً يَفُنُّهَا

تُحَاذِرُ منْ إدْرَاكِهِ وَتَحيصُ

أذَلِكَ أمْ جَوْنٌ يُطَارِدُ آتُناً

حَمَلنَ فأرْبى حَملِهِنّ دُرُوصُ

طوَاهُ اضْطِمارُ الشَّدّ فالبَطنُ شازِبٌ

معالى إلى المتنين فهو خميص

بحاجبه كدح من الضرب جالب

وحاركهُ من الكدامِ حصيصُ

كَأنّ سَرَاتَهُ وَجُدّة َ ظَهْرِهِ

كنائنُ يرجي بينهنَ دليصُ

ويأكلن من قوّ لعاعاً وربة

تجبر بعد الأكل فهو نميص

تُطِيرُ عِفَاءً مِنْ نَسِيلٍ كَأنّهُ

سُدُوسٌ أطَارَتهُ الرّيَاحُ وَخُوصُ

تَصَيّفَهَا حَتى إذا لمْ يَسُغْ لهَا

حَليُّ بأعْلى حَائِلٍ وَقَصيصُ

تغالبن في الجزء لولا هواجرٌ

جَنَادِبُهَا صَرْعَى لهُنّ قَصِيصُ

أرن عليها قارباً وانتحت له

طُوالَة ُ أرْساغِ اليَدَيْنِ نَحوصُ

فأوردها من آخر الليل مشرباً

بلائق خضراً ماؤهنّ قليص

فَيَشْرَبْن أنفاساً، وَهُنَّ خَوَائِفٌ،

وَتَرْعَدُ مِنْهُنَّ الكُلى والفَريصُ

فأصْدَرَها تَعْلو النِّجادَ، عَشِيَّة ً،

أقَبُّ، كَمِقْلاءِ الوليدِ، شَخِيصُ

فجحش على أدبارهن مخلف

وَجَحْشٌ، لَدى مَكَرِّهِنَّ، وَقيصُ


قصيدة تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا

يقول: قيس بن الملوّح

تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا

وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا

بِثَمدَينِ لاحَت نارَ لَيلى وَصَحبَتي

بِذاتِ الغَضا تَزجي المَطِيَّ النَواجِيا

فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً

بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا

فَقُلتُ لَهُ بَل نارَ لَيلى تَوَقَّدَت

بِعَليا تَسامى ضَوؤُها فَبَدا لِيا

فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضا

وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا

فَقُلتُ وَلَم أَملِك لِعَمروِ بنِ مالِكٍ

أَحتَفٌ بِذاتِ الرَقمَتَينِ بَدا لِيا

تَبَدَّلتِ مِن جَدواكِ يا أُمَّ مالِكٍ

وَساوِسَ هَمٍّ يَحتَضِرنَ وِسادِيا

فَإِنَّ الَّذي أَمَّلتَ مِن أُمِّ مالِكٍ

أَشابَ قَذالي وَاِستَهامَ فُؤادِيا

فَلَيتَكُمُ لَم تَعرِفوني وَلَيتَكُم

تَخَلَّيتُ عَنكُم لا عَلَيَّ وَلا لِيا

خَليلَيَّ إِن بانوا بِلَيلى فَقَرِّبا

لِيَ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا

وَخُطّا بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ مَضجَعي

وَرُدّوا عَلى عَينَيَّ فَضلَ رِدائِيا

وَلا تَحسِداني بارَكَ اللَهُ فيكُما

مِنَ الأَرضِ ذاتِ العَرضِ أَن توسِعا لِيا

فَيَومانِ يَومٌ في الأَنيسِ مُرَنَّقٌ

وَيَومَ أُباري الرائِحاتِ الجَوارِيا

إِذا نَحنُ أَدلَجنا وَأَنتَ أَمامَنا

كَفى لِمَطايانا بِريحِكِ هادِيا


قصيدة حيِّيَا صاحِبيَّ أُمَّ الْعلاَء

يقول بشار بن برد:

حيِّيَا صاحِبيَّ أُمَّ الْعلاَء

واحذرا طرف عينها الحوراء

إنَّ في عينها دواءً وداءً

لِمُلِمٍّ والدَّاءُ قبْل الدَّواء

ربَّ ممسى ً منها إلينا رغـ

ـم إزاءٍ لا طاب عيشُ إزاء!

أسْقمتْ ليْلة َ الثُّلاَثاء قلْبِي

وتصدَّت في السَّبتِ لي لشقائي

وغداة الخمِيسِ قدْ موَّتتْنِي

ثُمَّ راحتْ في الحُلَّة ِ الخضْراء

يوْم قالتْ: إِذا رأيْتُك فِي النَّوْ

م خيالاً أصبتَ عيني بداء

واسْتخفَّ الفُؤادُ شوْقاً إِلى قُرْ

بك حتَّى كأنَّني في الهواء

ثُمَّ صدَّتْ لِقْوِ حمَّاءَ فِينا

يا لقوْمِي دَمِي علَى حمَّاء!

لا تلوما فإنها من نساء

مشرفات يطرفن طرف الظباء

وأعينا امرأً جفا ودَّهُ الحيُّ

وأمسى من الهوى في عناء

بَلِّغيهِ السَلامَ مِنّي وَقولي

كُلُّ شَيءٍ مَصيرُهُ لِفَناءِ

فَتَسَلَّيتُ بِالمَعازِفِ عَنها

وتعزَّى قلْبِي وما منْ عزاء

وفلاة ٍ زوراءَ تلقى بها العيـ

ـينَ رِفاضاً يمْشِين مشْيَ النِّساء

قدْ تجشَّمتُها وللجندبِ الجوْ

نِ نِداءٌ فِي الصُّبْح أوْ كالنِّداء

حين قال اليعفورُ وارتكض الآ

لُ بريعانهِ ارتكاض النِّهاء

بِسبُوحِ اليَدَيْنِ عامِلة

الرِّجْلِ مَرُوحٍ تغْلُو مِن الغُلْوَاءِ

همُّها أنْ تزُورَ عُقْبة َ في المُلْـ

ـكِ فتروى من بحره بدِلاءِ

مالِكِيٌّ تنْشقُّ عَنْ وجْهِهِ الحرْ

بُ كما انشقَّت الدُّجى عن ضياءِ

أيّها السَّائِلِي عنِ الحزْم والنَّجْدة ِ

والبأسِ والنَّدى والوَفَاءِ


قصيدة ومشتعل الخدين يسحر طرفه

يقول أبو النواس:

وَمُشتَعِلِ الخَدَّينِ يَسحَرُ طَرفُهُ

لَهُ سِمَةٌ يَحكي بِها سِمَةَ البَدرِ

إِذا ما مَشى يَهتَزُّ مِن دونِ نَحرِهِ

وَأَعطافِهِ مِنهُ إِلى مُنتَهى الخَصرِ

وَلَيسَت خُطاهُ حينَ يُزهى بِرِدفِهِ

إِذا ما مَشى في الأَرضِ أَكثَرَ مِن فِترِ

دَعَوتُ لَهُ بِاللَيلِ صاحِبَ حانَةٍ

بِمُنتَقَصِ الأَطرافِ مُنخَسِفِ الظَهرِ

فَجاءَ بِهِ في اللَيلِ سَحباً كَأَنَّما

يَجُرُّ قَتيلاً أَو نَشيراً مِنَ القَبرِ

فَقَرَّبَ مِن نَحوِ الأَباريقِ خَدَّهُ

وَقَهقَهَ مَسروراً مِنَ القَرقَفِ الخَمرِ

فَصَبَّ فَأَبدَت ثُمَّ شُجَّت فَكُتِّبَت

ثَمانٍ مِنَ الواواتِ يَضحَكنَ في سَطرِ

فَقُلتُ لَها يا خَمرُ كَم لَكِ حِجَّةً

فَقالَت سَكَنتُ الدُنَّ رَدحاً مِنَ الدَهرِ

فَقُلتُ لَها كِسرى حَواكِ فَعَبَّسَت

وَقالَت لَقَد قَصَّرتَ في قِلَّةِ الصَبرِ

سَمِعتُ بِذي القَرنَينِ قَبلَ خُروجِهِ

وَأَدرَكتُ موسى قَبلَ صاحِبِهِ الخِضرِ

وَلَو أَنَّني خُلِّدتُ فيهِ سَكَنتُهُ

إِلى أَن يُنادي هاتِفُ اللَهِ بِالحَشرِ

فَبِتنا عَلى خَيرِ العُقارِ عَوابِساً

وَإِبليسُ يَحدونا بِأَلوِيَةِ السِكرِ


قصيدة بالغتَ في شجني وفي تعذيبي

يقول ابن نباته:

بالغتَ في شجني وفي تعذيبي

ومعَ الأذى أفديكَ من محبوب

يا قاسياً هلاَّ تعلم قلبهُ

لينَ الصبا من جسمهِ المشروب

آهاً لوردٍ فوقَ خدِّك أحمر

لو أنَّ ذاك الوردَ كانَ نصيبي

ولواحظٌ ترِثُ الملاحةَ في الظبا

إرثَ السماحةِ في بني أيوب

فتحت بنو أيوبَ أبوابَ الرجا

وأتتْ بحار همو بكلِّ عجيب

وبملكهم رفعَ الهدى أعلامهُ

وحمى سرادِقَ بيتهِ المنصوب

وإلى عمادهُم انتهتْ علياؤُهم

وإلى العلاء قد انتهتْ لنجيب

ملكٌ بأدنى سطوِه ونوَاله

أنسى ندى هرمٍ وبأسَ شبيب

الجود ملءُ والعلم ملء

مسامع والعز ملءُ قلوب

ألِفت بأنبوبِ اليراعةِ والقنا

يمناهُ يومَ ندًى ويومَ حروب

فإذا نظرتَ وجدتَ أرزاقَ الورى

ودمَ العداةِ يفيضُ من أنبوب

كم مدحةٍ لي صغتها وأثابها

فزَهتْ على التفضيضِ والتذهيب
5355 مشاهدة
للأعلى للسفل
×