محتويات
الطلاق
شرع الدين الإسلامي للمسلمين الطلاق، وجعله الله أبغض الحلال عنده؛ إنهاءً لبعض المشكلات العائلية المتفاقمة بين الزوجين والحد من الضرر النفسي الواقع على الطرفين، وذلك عندما يستحيل إكمال العلاقة الزوجية بسلام، فيلجأ الرجل أو المرأة لطلب الانفصال بعد سنين من المعاناة مع الشريك لانعدام الألفة أو الرحمة أو التفاهم بينهما بوجود أو عدم وجود أطفال، ظناً منهما أنّ المشكلة سوف تحل بهذه الطريقة التي قد تولد جحيماً أكبر بعد الانفصال لما تتركه من آثار نفسية واجتماعية على كل منهما وعلى أطفالهما خصوصاً في المجتمعات العربية. وقرار الطلاق ليس بالأمر السهل على الطرفين؛ إذ يأخذ فترة تفكير طويلة من كليهما لإنهاء الميثاق الغليظ بينهما لسبب أو لتراكم عدد من الأسباب نذكر أهمها فيما يلي:
أسباب الطلاق
الخيانة
سواء كانت من قبل الزوج أم الزوجة، وهي من أهم وأولى الأسباب لاتخاذ قرار الطلاق؛ إذ إنّ الزواج لا بد أن يقوم على قواعد الوفاء والإخلاص من الطرفين حتى يدوم ويستمر بهدوء، فإذا حدثت الخيانة من أحد الطرفين اهتز أساس البيت واختل توازنه وانعدمت الثقة ودخل الشك في العلاقة، لتتطور إلى حدوث النزاعات الكبيرة التي تنهي العلاقة وتقتلها تماماً ويكون مصيرها الطلاق الحتمي.
سوء المعاملة
حيث إنّ الدين الإسلامي شرع الزواج لتحقيق الهدوء والسكينة والمودة بين الزوجين على أساس من الرحمة والاحترام والتقدير المتبادل؛ فإذا تعرّض أحد الزوجين لسوء التعامل أو التحقير أو الأذى البدني أو النفسي من الآخر بالضرب أو التجريح اللفظي بصورة متكررة فإنه يولّد شرخاً صعب ترميمه ويدخل المتضرر بحالة من الكآبة والحقد والإحباط والكره، فيكون وقتها الطلاق هو الحل لإنهاء المعاناة.
الأوضاع المالية
حيث إنها أصبحت من أهم العوامل وراء الطلاق حالياً بسبب ارتفاع تكاليف الحياة والفقر والبطالة وتدني مستوى الرواتب، لذا فإن عجز الزوج عن تأمين احتياجات زوجته من المسكن أو الملبس أو المأكل، يولد مشاحناتٍ لا تنتهي بين الزوجين تؤدي في كثير من الأحيان إلى طلب الطلاق، لذا لا بد من السعي المشترك بين الزوجين لتأمين مصادر دخل مناسبة لتأمين حاجات المنزل والحفاظ على استمرار الحياة الزوجية.
عدم التوافق في العلاقة الخاصة
وهي من العوامل التي تزعج أحد الطرفين أو كليهما وتهدد استمرار العلاقة الزوجية، لذلك لا بد من علاج الأسباب التي تجعل أحدهما أو كلاهما ينفر من الآخر أو ليس لديه الرغبة في ممارسة العلاقة الخاصة.
الملل
وهو من أكثر الأسباب شيوعاً لإتمام الطلاق؛ خاصة بعد مرور أعوام طويلة على الزواج، حيث يدخل الروتين والتكرار في أجواء الحياة الزوجية وينعدم التجديد أو التغيير داخلها مما يولّد شعوراً بالملل والرتابة قد يؤدي إلى الطلاق، لذا لا بد من إجراء التجديد من قبل الزوجين للحفاظ على دوام المحبة والشوق واللهفة بينهما.