محتويات
أوّل من بني السجون في الإسلام
لقد كان عدد المسلمين قليلٌ في بداية تأسيس الدولة الإسلامية وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يعيش بين الناس وبالتالي ففي أي مشكلةٍ أو قضيةٍ كان المسلمون يرجعون فيها إليه عليه الصلاة والسلام ليحكم بينهم، وبعد أن يحكم بينهم عليه الصلاة والسلام يحاسب المخطئ ويأخذ صاحب الحقّ حقّه، لذلك لم تكُن هناك حاجةٌ للسجون أو ما شابه وإن دعتْ حاجةٌ إلى الحبس فقد كان في المسجد ويوّكل مجموعةٌ من المسلمين لحراستهم، فقد سجن أبو لبابة نفسه ست ليالٍ في المسجد، كما سَجَنَ المتخلّفون عن الغزو مع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنفسهم في أعمدة المسجد، واستخدمت البيوت في حبس بعض المجرمين كما حصل مع بعض يهود بني فريضة، كما استخدمت الخيام للحبس أيضاً.
بالنسبة للنساء اللواتي كنّ يستحققن المحاكمة كنّ يسجنّ في أحد البيوت لا يحق للسجينة أن تغادر هذا البيت حتى يتمّ محاسبتها، وبشكلٍ عامٍ كانت الجرائم قليلةً ويتمّ الحكم فيها حسب الشريعة الإسلامية.
السجون زمن الخلفاء أبو بكر وعمر بن الخطاب
بعد أن انتقل رسولنا الكريم إلى الرفيق الأعلى وفي زمن الخليفة أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه دخل في الإسلام أناس من أجناس متعددة وتوسعت رقعة الدولة الإسلامية أكثر وأكثر، فأصبح من الضروريّ أن يُخصّص بيتٌ لحبس المجرمين فيه بعد الحكم عليهم، وقد ورد في بعض الأقوال أنّ الخليفة عمر بن الخطاب هو أوّل من اشترى بيتاً من أحد الصحابة رضوان الله عنهم وخصّصه كسجنٍ للمجرمين وكان هذا أول دارٍ مخصّصةٍ للسجن في الإسلام.
السجون زمن الخليفة على بن أبي طالب
علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه هو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم تربّى في بيته منذ سن الطفولة، فرافق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم طيلة حياته فتعلّم الفقه وأصول الدين وكان من صفاته الذكاء والفطنة لذلك يعتبر رضي الله عنه من فقهاء وعلماء المسلمين.
يرجّح الكثير من الرواة على أنّ أول بيتٍ بُني خصيصاً ليكون سجناً للمجرمين كان في الكوفة وقد بناه الخليفة علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه، كان تصميمه بسيطاً جداً فقد كان عبارةً عن بناءٍ من الطين تمّت تقوية بنائه باستخدام الحجارة، والجبس للحيلولة دون هروب المجرمين منه وكان يسمى موقع التذليل، لكن على الرغم من تخصيص بيوتٍ للسجن لم يكن هناك أناسٌ قائمون عليه أي مخصّصون لإدارته.