محتويات
من أين أتى الحجر الأسود؟
يعد الحجر الأسود من أحجار الجنّة؛ حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الحجَرُ الأسوَدُ من الجنَّةِ)،[١] وقيل هو ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وقد نزل به جبريل -عليه السّلام- إلى الأرض ليكون حجرًا مُشرفًا من أجزاء الكعبة.[٢]
وهو أول بيت في الأرض جعله الله -تعالى- ليتعبدّ به الناس حيث قال -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)،[٣] وأول من بنى الحجر الأسود هو نبي الله إبراهيم -عليه السلام-.[٤]
وقد جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ سبب نزول الحجر الأسود ليكون أُنسًا لآدم -عليه السّلام- في هذه الأرض؛ حيث قال ابن عباس -رضي الله عنه-: "إن الله -تعالى- أنزل الركن -يعني الحجر الأسود-، والمقام مع آدم -عليه السلام- ليلة نزل ليستأنس بهما، وأنه كان يأنس بالحجر".[٥]
وصف الحجر الأسود
هو عبارة عن حجر يتكون من عدة أجزاء، له شكل بيضاوي، وله لون أسود يميل للاحمرار قليلاً، ويبلغ قطره 30 سنتميتراً تقريباً، ويقع في الاتجاه الجنوبي الشرقي من خارج الكعبة، وحسب العقيدة الإسلامية هو بداية الطواف، وأيضاً نهايته، ويصل ارتفاعه إلى متر ونصف، ويحيط به إطار من الفضة لحمايته والمحافظة عليه.[٦]
قصة وضع الحجر الأسود
عندما أرادت قريش إعادة بناء الكعبة كانت في اختلاف على من يضع الحجر، ونشأت بينهم خلافات ومشاكل كادت أن تصل إلى الحرب، ثم اتفقوا فيما بينهم على أن أول من يدخل من باب الصفا هو الذي يضعه.[٧]
فكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أول من دخل من ذلك الباب، وكان عمره في ذلك الوقت حوالي خمسةً وثلاثين عاماً ، أي قبل البعثة، فقام بإحضار قطعة قماش وجعل كل شيخ قبيلة يحمل قطعة القماش من جهة، فوضعوه على مكانه، وهكذا حل الخلاف.[٧]
فضل الحجر الأسود
فيما يأتي ذكر لبعض الأحاديث عن فضل الحجر الأسود:
- ارتبط الحجر الأسود بشعائر الدين، قال الله -تعالى-: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ).[٨]
- يعتبر الحجر الأسود قبلة المسلمين في الصلاة، قال -تعالى-: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).[٩]
- يبتدئ الحاج والمعتمر الطواف باستلام الحجر الأسود وجعله على يمينه، فعن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَتَى الحَجَرَ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ مَشَى علَى يَمِينِهِ).[١٠]
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ مسحَ الحجرِ الأسودِ، والركن اليمانيِّ، يَحُطَّانِ الخطايا حطًّا).[١١]
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كانَ إذا طافَ بالبيتِ استلمَ الحَجَرَ والركن في كلِّ طواف).[١٢]
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنَّهُ جَاءَ إلى الحَجَرِ الأسْوَدِ فَقَبَّلَهُ، فَقالَ: إنِّي أعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ، لا تَضُرُّ ولَا تَنْفَعُ، ولَوْلَا أنِّي رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ).[١٣]
المراجع
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي ، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:877، صحيح.
- ↑ المتقي الهندي، كنز العمال، صفحة 215. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران ، آية:96
- ↑ "الحجر الأسود "، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2022. بتصرّف.
- ↑ التقي الفاسي ، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، صفحة 255. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 151. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد مصطفى الدبيسي، السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية، صفحة 220. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية:26
- ↑ سورة البقرة، آية:145
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:1218، صحيح .
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2432 ، صحيح.
- ↑ رواه ابن خزيمة، في صحيح ابن خزيمة، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:375 ، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1597 ، صحيح.