من الذى جهز جيش العسرة

كتابة:
من الذى جهز جيش العسرة

من الذي جهز جيش العسرة

عثمان بن عفان يجهّز ثلث الجيش

رغّب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه في الإنفاق على جيش العُسرة ليتمّ تجهيزه، فبدأ الصحابة يتنافسون في تلبية نداء رسول الله كلٌّ منهم بحسب استطاعته، وكان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أكثرهم وأعظمهم إنفاقاً.

حيث أقبل على رسول الله بألفِ دينار، ووضعها في حجر رسول الله، فأخذ النبي ينظر إليها ويقول: (ما ضرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ)،[١] كرّرها مرتين،[٢] فكان مقدار ما قدّمه كافياً لتجهيز ثُلث الجيش.[٣]

بقية الصحابة الذين ساهموا في تجهيز الجيش

استجاب عددٌ كبير من الصحابة لرسول الله، فبدؤوا يُنفقون أموالهم في سبيل الله،[٤] ومن هؤلاء:

  • عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-؛ تصدّق بمئتي أوقية، ولم يبقَ من أمواله شيئاً لأهله، فجاء عمر بن الخطّاب إلى رسول الله يخبره أنّ عبد الرحمن لم يُبقِ شيئاً من أمواله لأهل بيته، فدعا رسول الله عبد الرحمن وسأله إن ترك لأهله شيئاً، فأجابه: نعم، تركت أكثر وأطيب مما أنفقته، فسأله رسول الله: كم؟ فقال: ما وعد الله ورسوله من الرزق والخير.[٤]
  • عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنفق مئة أوقية.[٤]
  • عاصم الأنصاري -رضي الله عنه- تصدّق بتسعين وَسَقاً من التمر.[٤]
  • أبو عقيل -رضي الله عنه- جاء إلى رسول الله، فقدّم صاعاً من التمر، وكان على استحياءٍ من رسول الله ممّا يُقدّم، وكان قد أبقى لأهل بيته صاعاً وقدّم صاعاً.[٤]
  • أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- جاء بأربعةِ آلاف درهم، وفي ذلك يروي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: (جِئْتُ بنصفِ مالي، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: ما أبقيتَ لأَهْلِكَ؟، قلتُ: مثلَهُ، قالَ: وأتى أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ بِكُلِّ ما عندَهُ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: ما أبقَيتَ لأَهْلِكَ؟ قالَ: أبقَيتُ لَهُمُ اللَّهَ ورسولَهُ).[٥][٣]

سبب تسمية جيش العسرة بهذا الاسم

قال -تعالى-: (لَقَد تابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهاجِرينَ وَالأَنصارِ الَّذينَ اتَّبَعوهُ في ساعَةِ العُسرَةِ مِن بَعدِ ما كادَ يَزيغُ قُلوبُ فَريقٍ مِنهُم ثُمَّ تابَ عَلَيهِم إِنَّهُ بِهِم رَءوفٌ رَحيمٌ)،[٦] والمُراد هنا غزوة تبوك.

أمّا العُسرة فهو حال المسلمين في هذه الغزوة، وقد سُمّيت بذلك؛ نسبةً إلى ما كان به المسلمون في وقتها، فقد افتقر المسلمون إلى ما يكفيهم من الدواب التي يركبون عليها فلكلِّ عشرةٍ من الصحابة دابة واحدة يتناوبون عليها، إضافةً إلى قلّة الطعام، فلكلِّ اثنين من الصحابة تمرة واحدة يتقاسمونها، ثمّ إنّ النّاس كانوا في جَدْب وقَحط من شدّة الحرّ، الذيّ أدّى انعدام المياه بين الصحابة.[٧]

وقد كانت دعوة الناس للخروج إلى الجهاد في وقت إيناع الثمار، وهو الوقت الذي حان فيه قطفها، فشقّ على الناس وعَسُرَ عليهم الخروج للجهاد، وترك ثمارهم.[٨]

المراجع

  1. رواه الألباني ، في صحيح الترمذي ، عن عبدالرحمن بن سمرة ، الصفحة أو الرقم:3701، حسن .
  2. محمد الكاندهلوي (1999)، حياة الصحابة (الطبعة 1)، بيروت :مؤسسة الرسالة، صفحة 418، جزء 2. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد باشميل (1988)، من معارك الإسلام الفاصلة (الطبعة 3)، القاهرة :المكتبة السلفية، صفحة 49، جزء 10. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ابن منظور (1984)، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (الطبعة 1)، سوريا :دار الفكر ، صفحة 159، جزء 1. بتصرّف.
  5. رواه الألباني ، في صحيح أبي داود ، عن عمر بن الخطاب ، الصفحة أو الرقم:1678، حسن .
  6. سورة التوبة ، آية:117
  7. محمد المقدم ، تفسير القرآن الكريم، صفحة 16، جزء 80. بتصرّف.
  8. حسن الفيومي (2018)، فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب (الطبعة 1)، الرياض :مكتبة دار السلام، صفحة 511، جزء 2. بتصرّف.
5354 مشاهدة
للأعلى للسفل
×