من الذي حفر قبر الرسول

كتابة:
من الذي حفر قبر الرسول

من الذي حفر قبر الرسول

إن أبا طلحة زيد بن سهل الأنصاري -رضي الله عنه- هو الصحابي الذي حفر قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-،[١] فعندما أرادوا حفر قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كان لأهل مكة رجلٌ يحفر القبور لهم بطريقة الضريح، وهو أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه-، وكان لأهل المدينة رجلٌ يحفر القبور لهم بطريقة اللَّحد، وهو أبو طلحة زيد بن سهل -رضي الله عنه-، فاستدعى العبّاس رجلين، وبعث إحداهما للبحث عن أبي عبيدة، والآخر للبحث عن أبي طلحة، وقال العبّاس -رضي الله عنه-: "اللهُمَّ خِرْ لِرَسُولِكَ أَيَّهُمَا جَاءَ حَفَرَ لَهُ"، فوجد أحدهما أبو طلحة وجاء به إلى العباس، أما الذي ذهب يبحث عن أبي عبيدة لم يجدْه وعاد، فجاء أبو طلحة -رضي الله عنه- ولَحَدَ قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وبنى على اللّحْد تِسع لبنات.[٢] والفرق بين اللّحد والضريح؛ أنّ اللّحْد هو الحفر للميّت في جانب القبر، بحيث يوضع الميّت في ناحيته لا في وسطه، ولذلك سُمّي لحداً، أما الضريح فهو الحفر في وسط القبر لا في جانبه، ويكون مستقيماً.[٣]


تجهيز الرسول عند وفاته

عندما توفّي الرسول -صلى الله عليه وسلم- قام أبو بكر الصديق والصحابة -رضوان الله عليهم جميعاً- بتجهيزه للدفن، وعلى الرغم من صعوبة الموقف وشدّة وقعه على نفوسهم إلا أن الله -عز وجل- قد ربط على قلوبهم وقاموا بما يجب، فقام بتغسيله علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، وأسامة بن زيد، وابنا العباس الفضل وقثم، وشقران مولى الرسول -رضي الله عنهم جميعاً-، وكان العباس وابناه يقبّلون الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثناء غسله، ويصبّ الماء على جسده الطاهر شقران وأسامة، وغسّله علي -رضي الله عنه- من فوق ثيابه دون أن ينزعها، فقد اختلف الصحابة في نزع ثياب النبيّ أم تغسيله بها، فأنزل الله -سبحانه وتعالى- عليهم النّعاس فناموا، وفي أثناء ذلك إذْ بقائلٍ يقول بعدم نزع ثياب الرسول -صلى الله عليه وسلم- عنه، وأن يُغسّل بها، ففعلوا ذلك، وكان علي -رضي الله عنه- يُردّد أثناء الغسل: "بأبي أنت وأمي ما أطيبك حياً وميتاً"! ثم قاموا بتكفينه بثلاث قِطَعٍ من القماش.[٤]


من تولى دفن الرسول

تولّى دفْن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والنزول إلى قبره: علي بن أبي طالب، والفضل بن عباس، والقثم بن عباس، وشقران مولى الرسول -رضوان الله عليهم جميعاً-،[٥] وقد اختلف الصحابة -رضي الله عنهم- بمكان دفن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فتشاوروا -رضوان الله عليهم- في ذلك، فقال أحدهم بدفنه مع أصحابه، وقال آخر بدفنه في مسجده، أما أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- فقال إنه سمِع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول إن الأنبياء يُدفنوا في المكان الذي قُبضت فيه أرواحهم، فتمّ حفر قبره أسفل فراشه الذي ينام عليه، ثم بدأ الصحابة بالدخول على الحجْرة لتوديع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكانوا يُصلّون عليه دون أن يؤمّهم أحد، ودخل من بعدهم الصحابيّات ثم الأطفال، وبعد ذلك دفنوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ليلة الأربعاء.[٦]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 3817. بتصرّف.
  2. أبو بكر البيهقي، دلالئل النبوّة، صفحة 252. بتصرّف.
  3. بدر الدين الدماميني (2009)، مصابيح الجامع (الطبعة الاولى)، سوريا: النوادر، صفحة 278، جزء الثالث. بتصرّف.
  4. "وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، www.islamweb.com، 28-12-2010، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2020. بتصرّف.
  5. السهيلي، الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، صفحة 598. بتصرّف.
  6. عبد الملك هشام، سيرة ابن هشام، صفحة 663-664. بتصرّف.
4334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×