تعرف كيف يمكن لنظافة المنزل أن تساعد في منع انتشار الأمراض المعدية، منها ال MRSA وال E. coli والعديد من البكتيريا والفيروسات
يقول خبراء الصحة العامة أن التقدم في مجال التطعيم والعلاج بالمضادات الحيوية قد جعل الناس راضين عن أنفسهم بما يتعلق بالنظافة الصحية. وذلك بشكل خاص في المنازل، والتي كانوا يفترضون، بشكل خاطئ، أن احتمالية الإصابة بالالتهابات بها طفيفة، غير أن القصص المخيفة التي ظهرت في الآونة الأخيرة حول مرض السارس (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) وإنفلونزا الطيور (H5N1) وتسمم الطعام وجرثومة التقيؤ الشتوي (rotavirus) والالتهابات المكتسبة من المستشفيات (المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين MRSA والمِطَثِّيَّةُ العَسيرَة clostridium difficile) جعلت النظافة الصحية أمرا مقلقا.
وتشير التجارب أيضا إلى أنه بمجرد السيطرة على مرض التهابي واحد يظهر مرض آخر. وبالرغم من تكهنات الخبراء، فإن المضادات الحيوية لم تقضي على الأمراض الالتهابية. فظهور التهابات، منها المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين والمِطَثِّيَّةُ العَسيرَة يلام ظهورها على سوء استخدام المضادات الحيوية خارج وداخل المستشفيات. وقد ذكرت اختصاصية الأحياء الدقيقة، البروفيسورة سالي بلومفيلد، وهي من كلية لندن لطب النظافة الصحية والاستوائية، أن الممارسات الجيدة المتعلقة بالنظافة الصحية تكمن في كيفية مواجهة مقاومة المضادات الحيوية. ومن الجدير بالذكر أن عادات النظافة الصحية تعني التهابات أقل، واحتياج أقل للمضادات الحيوية وأمراض أقل.
ويدرك عاملو الرعاية الصحية الآن أن البيت له دور أساسي في المعركة ضد الأمراض الالتهابية. فهناك أشياء بسيطة بإمكاننا القيام بها لنصنع فرقا.
وتشير بلومفيلد إلى أن ما نفعله في المنزل يعد مهما بشكل كبير. فإن أصبح بإمكاننا الوقاية من الإصابة بانتشار الالتهابات داخل المنزل من خلال تطبيق ممارسات النظافة الصحية، فبإمكاننا أن نمنع انتشارها في المجتمع الأكبر وفي المستشفيات.
فإن ذهبت إلى المستشفى لعمل جراحة، فإن الشخص الأكثر عرضة للإصابة بالاتهاب هو أنت. لذلك، فمن المنطقي أن تقي نفسك وعائلتك من التعرض لجراثيم منها (المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين والمِطَثِّيَّةُ العَسيرَة في المنزل)، وذلك بأن لا تصبح حاملا لها.
المنزل هو المكان الذي نقوم بالسيطرة عليه، وذلك المكان الذي نصنع فيه فرقا في التقليل من انتشار الالتهابات.
اختبر نفسك: هل أنت مهوس بالنظافة؟
المقاييس الضعيفة
لكن الباحثين قد أظهروا أن ثلثي البريطانيين لا يتبعون المقاييس الأساسية للنظافة الصحية، والرجال يعدون الأكثر خرقا لهذه المقاييس.
وفي مسح أجرته لجنة النظافة الصحية عام 2007، ظهر أن العديدين ﻻ يقومون بتغسيل أيدبهم بعد استخدام المرحاض وقبل تحضير الطعام وبعد السعال والعطس.
ونحو ربع السكان يتعاملون مع الطعام بعد تمسيد حيواناتهم من دون استخدام معقم أوﻻ.
ويقول خبير الفيروسات جون أكسفورد، وهو مسؤول لجنة النظافة الصحية وبروفيسور في علم الفيروسات في بارتس أند ذي لندن، أن الناس ﻻ ينظرون للمنزل على أساس كونه مصدرا للالتهابات. "فهم يرون المنزل 'آمنا' إلا أنه، في الحقيقة، مكان يمكن للشخص الإصابة بالالتهاب داخله." ويضيف أن "معظم الناس ليس لديهم فكرة عن مدى أهمية تغسيل اليدين، والذي يعد فعلا بسيطا، في الوقاية من انتشار الالتهابات."
فإيقاف انتشار الأمراض الالتهابية في المنزل يتضمن التركير على النقاط الساخنة للتخلص من البكتيريا متى وأين هناك خطورة لانتشارها وتسببها بالالتهابات. "هذا ﻻ يعني بأن عليك تعقيم المنزل بأكمله،" تقول بلومفيلد، فمن المتوقع أن تكون كثرة التعقيم قد تسببت بتصاعد الحساسية في السنوات الأخيرة.
وتشير بلومفيلد إلى أنه على الرغم من أن الأبحاث تشير إلى أن التعرض للميكروبات في فترة الطفولة المبكرة يبني نظاما مناعيا متوازنا، إلا أنه لا يوجد دﻻئل على أننا بحاجة إلى التعرض للجراثيم المؤذية أو إلى الإصابة بالالتهابات. فليس هناك رابط مؤكد بين مقاييس النظافة الصحية، منها تغسيل اليدين ومقاييس نظافة الطعام، وزيادة الإصابة بالحساسية.
"ففكرة أن الأوساخ 'جيدة' والنظافة 'غير طبيعية' إلى حد ما قد انتشرت في وسائل الإعلام." تقول بلومفيلد. "وهذه الفكرة تحمل تأثيرا سلبيا على إدراك العوام لمخاطر الأمراض الالتهابية في المنزل وضرورة ممارسة مقاييس النظافة الصحية للسيطرة على هذه المخاطر."