بئر زمزم
هو بئر ماءٍ طيِّبٍ مباركٍ، باركه ربُّ السماوات والأرض، وباركه رسول ربّ العالمين في سنّته الشريفة المباركة، ويقع بئر زمزم في مدينة مكّة المكرمة، الكائنة اليوم في المملكة العربية السعودية، يتواجد تحديدًا داخل الحرم المكي، ويبعد عن الكعبة الشريفة حوالي عشرين مترًا فقط، وقد وفَّى بئر زمزم سقاية الحجاج منذ عهد إبراهيم -عليه السلام- وهو لم يزل عامرًا بالماء بفضل الله -سبحانه وتعالى- ورحمته بالعباد.[١]
من حفر بئر زمزم؟
ترتبط قصّة ماء زمزم بقّصّة نبيّ الله إبراهيم -عليه الصَّلاة والسَّلام-، حين ترك -بأمرٍ من الله- ابنه إسماعيل وزوجته هاجر في وادٍ غير ذي زرعٍ، وغادر، وعندما سألته زوجته هاجر وقال: (يا إبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وتَتْرُكُنَا بهذا الوَادِي، الذي ليسَ فيه إنْسٌ ولَا شيءٌ؟ فَقالَتْ له ذلكَ مِرَارًا، وجَعَلَ لا يَلْتَفِتُ إلَيْهَا، فَقالَتْ له: آللَّهُ الذي أَمَرَكَ بهذا؟ قالَ نَعَمْ، قالَتْ: إذَنْ لا يُضَيِّعُنَا)،[٢] فنفّذ إبراهيم -عليه السلام- أمر ربه وترك زوجته وابنه في الوادي.[٣]
ومع مرور الوقت نفد الماء من هاجر وإسماعيل -عليهما السلام-، فقامت هاجر تسعى بين الجبلين تبحث عن الماء، فأرسل الله -سبحانه وتعالى- جبريل -عليه السَّلام-؛ فضرب بجناحه بين قدمي إسماعيل ففار الماء، من تحت قدميه ونبع بقدرة الله، فجعلت هاجر تزم الماء وتحوِّضه حتَّى سُمِّي ماء زمزم، وقد جاءت القصة في صحيح الإمام البخاري فيما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله قال: (فَإِذَا هي بالمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بعَقِبِهِ، أَوْ قالَ بجَنَاحِهِ، حتَّى ظَهَرَ المَاءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وتَقُولُ بيَدِهَا هَكَذَا، وجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ المَاءِ في سِقَائِهَا وهو يَفُورُ بعدما تَغْرِفُ، قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: قالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إسْمَاعِيلَ، لو تَرَكَتْ زَمْزَمَ، لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا، قالَ: فَشَرِبَتْ وأَرْضَعَتْ ولَدَهَا).[٢][٣]
والخلاصة أنّ من حفر بئر زمزم؛ هو جبريل -عليه السلام- بأمر من رب العالمين، في زمن نبي الله إبراهيم -عليه السلام- حين ضرب بين قدمي نبي الله إسماعيل -عليه السلام- ففار ما زمزم الذي لم يزل ينبع بالماء بفضل الله تعالى. [٣]
فضائل ماء زمزم
إنّ لماء زمزم اعتبارٌ دينيّ عند المسلمين، بسبب قصّة هاجر ونبيّ الله إسماعيل، التي جاءت في صحيح السنة النبوية، وبسبب ما جاء عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من أحاديث نبويَّةٍ شريفة تبيّن وتُظهرُ قيمة هذا الماء العظيم وفضله وأهميته، ومن أبرز ما جاء عن رسول الله من أحاديث نبوية تبين فضائل ماء زمزم في الإسلام ما يأتي:[١][٤]
- عن أبي ذرٍّ الغفاري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله قال عن ماء زمزم: (إنَّها مُباركةٌ، إنَّها طعامُ طُعمٍ يَعني زمزمَ).[٥]
- عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله قال: (ماءُ زمزمَ لِما شُرِبَ له، فإنْ شرِبته تستَشفي شفاك اللهُ، وإنْ شربته مستعيذًا أعاذك اللهُ، وإن شرِبته لتقطعْ ظمأكَ قطعَه).[٦]
المراجع
- ^ أ ب "فضل ماء زمزم وخصائصه"، الإسلام سؤال وجواب، 25/6/1999، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3364، حديث صحيح.
- ^ أ ب ت قصة ماء زمزم, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 25-02-2019، بتصرّف
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2438، حديث صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:7741، حديث صحيح.