محتويات
من علامات حضور ملك الموت
توجد العديد من العلامات التي تظهر على الإنسان بحُضور ملك الموت إليه لقبض روحه، ومنها:
علامات ورد فيها دليل
- شُخوص بصره:
أي الانفتاح الشديد في العينين، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (إنَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ).[١][٢]
- سكرات الموت:
وهذه السكرات تختلف من شخصٍ لآخر، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (إنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ)،[٣]
والكافر تخرُج روحه بشدّةٍ وصُعوبة، لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (يجيءُ ملَكُ الموتِ حتَّى يجلِسَ عند رأسِه فيقولُ أيَّتُها النَّفسُ الخبيثةُ اخرجي إلى سخطِ اللهِ وغضَبِه فتتفرقُ في أعضائِه كلِّها فينزِعها نزعَ السَّفُّودِ من الصُّوفِ المبلولِ فتتقطُّعُ بها العروقُ والعصبُ).[٤][٥]
- البشارة التي يأتي بها ملك الموت:
البشارة التي يأتي بها عندما يجيء للمؤمن لقبض روحه، فيُقرِئه السّلام من ربِّه، ويُبشّرهُ بالمغفرة والجنّة، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ).[٦]
ويُبشّر الكافر بالنّار والعذاب، لقوله -تعالى-: (وَلَو تَرى إِذِ الظّالِمونَ في غَمَراتِ المَوتِ وَالمَلائِكَةُ باسِطو أَيديهِم أَخرِجوا أَنفُسَكُمُ اليَومَ تُجزَونَ عَذابَ الهونِ بِما كُنتُم تَقولونَ عَلَى اللَّـهِ غَيرَ الحَقِّ وَكُنتُم عَن آياتِهِ تَستَكبِرونَ).[٧][٨][٩]
- قبْض ملك الموت للرّوح:
إذ يقبضها بعد وُصولها إلى الحُلقومِ من قِبل الملائكة المُعاونون له، لقوله -تعالى-: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ)،[١٠] ولِقولهِ -تعالى-: (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ).[١١][١٢]
علامات لم يرد فيها دليل
من العلامات الأخرى العامّة التي لم يرد دليل صريح بشأنها، ولكنّ الكثير من العلماء أوردوها في كتبهم ما يأتي:
- انخساف في الصّدغين، أي ارتخاء فكّهُ السُفليّ، مع ارتخاء الأعضاء بشكلٍ عام، ومَيل الأنف باتّجاه اليمين أو الشمال، وانفصالٍ في كفّيه، ورجليه، وهُدوء القلب، وتمدّدٌ في جلدة وجههِ.[٢]
- التوقّف عن التنفس، وانفراج في الشّفتين.[١٣]
- بدء ملك الموت ومن معه من الملائكة بأخذ الروح من القدم اليُمنى.[١٤]
هل لملك الموت أعوان في قبض الأرواح؟
بيّنَ الله -تعالى- أن لِملك الموت أعواناً يكونون معه عند قبض الرّوح، فقال -تعالى-: (حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ المَوتُ تَوَفَّتهُ رُسُلُنا وَهُم لا يُفَرِّطونَ)،[١٥][١٦] وقيل إنَّ ملك الموت يَقبض الرّوح ثُمّ يُرسلها إلى ملائكة الرّحمة إن كان صاحبها مؤمناً، ويُرسلها إلى ملائكة العذاب إن كان صاحبها كافراً.[١٧][١٨]
ورَوى ابن كثير عن ابن عباس -رضيَ الله عنه- في تفسيره لقوله -تعالى-: (تَوَفَّتهُ رُسُلُنا وَهُم لا يُفَرِّطونَ)[١٥] أنَّ الملائكة يكونون مع ملك الموت يأخذون الرّوح من الجسد إلى الحُلقومِ، ثُمّ يتولّى ملك الموت قبضها بعد ذلك،[١٥] أنَّ الملائكة يكونون مع ملك الموت يأخذون الرّوح من الجسد إلى الحُلقومِ، ثُمّ يتولّى ملك الموت قبضها بعد ذلك،[١٩][٢٠]
هل يرى المحتضر ملك الموت؟
يرى الإنسان الملائكة الذين يقبضون روحه، ويرى كذلك ملك الموت، كما أنّهُ يَعرف مصيره إلى الجنّة أو النّار، لِقولهِ -تعالى-: (الَّذينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبينَ يَقولونَ سَلامٌ عَلَيكُمُ ادخُلُوا الجَنَّةَ بِما كُنتُم تَعمَلونَ).[٢١][٢٢]
فيرى المُحتِضر الملائكة وهي تنزل، ويُشاهدُهم وهم يتحدّثون عنده ومعهم الأكفان والحنوط، وقد يُسلِّمون عليه، ويردّ عليهم إمّا بقلبه أو بلفظه أو بالإشارة،[٢٣] والدّليلُ على ذلك، تبشير الملائكة للمؤمن، وتأنيبهم للكافر.[٢٤]
وذهب بعضُ العُلماء إلى عدم وُجود الدّليل الصّريح الذي يدُلّ على مُشاهدة المُحتضِر لِملك الموت، ولكن قد يَخصّ الله -تعالى- بذلك بعض عِباده، فقد رُوي أنَّ الملائكة تأتي المؤمن بصورة حسنة، وللكافر بصورة سيّئة، وجاء عن الإمام القُرطبيّ أنّهُ قد يُكشف للمُحتضِر بعض المشاهد ويُحدّثُ بها من حوله.[٢٥]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 920، صحيح.
- ^ أ ب سعيد بن علي بن وهف القحطاني، أحكام الجنائز في ضوء الكتاب والسُنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 207. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6510، صحيح.
- ↑ رواه ابن تيمية، في تلبيس الجهمية، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 6/567، مشهور.
- ↑ محمد عبد العزيز أحمد العلي (1424 هـ)، أحوال المحتضر (الطبعة 124)، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 84-85. بتصرّف.
- ↑ سورة فصلت، آية: 30.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 93.
- ↑ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي، شرح كتاب السنة للبربهاري، صفحة 11، جزء 9. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (1996)، شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور (الطبعة الأولى)، لبنان: دار المعرفة، صفحة 91-93. بتصرّف.
- ↑ سورة الواقعة، آية: 83.
- ↑ سورة السجدة، آية: 11.
- ↑ محمد بن صالح بن محمد العثيمين (1428 هـ)، الشرح الممتع على زاد المستقنع (الطبعة الأولى)، السعودية: دار ابن الجوزي، صفحة 245، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 266، جزء 18. بتصرّف.
- ↑ محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (1425 هـ)، التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع، صفحة 156-157. بتصرّف.
- ^ أ ب ت سورة الأنعام، آية: 61.
- ↑ محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (1426 هـ)، العَذْبُ النَّمِيرُ مِنْ مَجَالِسِ الشَّنْقِيطِيِّ فِي التَّفْسِيرِ (الطبعة الثانية)، مكة المكرمة: دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، صفحة 561، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ محمد بن جرير بن يزيد بن كثير، أبو جعفر الطبري (2000)، جامع البيان في تأويل القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 411، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ مجير الدين بن محمد العليمي المقدسي (2009)، فتح الرحمن في تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، سوريا: دار النوادر، صفحة 324، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من الباحثين (1433هـ)، الموسوعة العقدية، السعودية: موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 102، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر (1983)، عالم الملائكة الأبرار (الطبعة الثالثة)، الكويت: مكتبة الفلاح، صفحة 50-51، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة النحل، آية: 32.
- ↑ حسن محمد أيوب (1983)، تبسيط العقائد الإسلامية (الطبعة الخامسة)، بيروت - لبنان: دار الندوة الجديدة، صفحة 207. بتصرّف.
- ↑ أمين بن عبد الله الشقاوي (2013)، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (الطبعة الثالثة)، صفحة 467-468، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوّى (1992)، الأساس في السنة وفقهها - العقائد الإسلامية (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار السلام للطباعة، صفحة 1161، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ "رؤية المحتضر للملائكة"، www.islamweb.net، 9-3-2011، اطّلع عليه بتاريخ 8-3-2021. بتصرّف.