حول مضار التدخين السلبي يقول الباحثون أنه يكفي الجلوس لمدة 30 دقيقة في منطقة التدخين لكي ينخفض مستوى الأداء الوظيفي للخلايا البطانيةإلى المستوى الموجود لدى شخص يدخن علبة كاملة في اليوم.
يشير بحث جديد حول مضار التدخين السلبي إلى أن المكوث حتى ولو لفترة قصيرة بالقرب من شخص مدخن يكفي لكي يسبب تباطؤا مؤقتا في تدفق الدم. مع مرور الوقت، يسبب التعرض المتكرر لدخان السجائر في ازدياد خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الذين لا يدخنون. وقد نشرت نتائج هذه الدراسة في العدد الأخير من مجلة The Journal of the American Medical Association.
الدراسة، التي أجريت في اليابان، فحصت تأثير دخان السجائر على الأوعية الدموية. ووجد الباحثون أن التعرض إلى التدخين السلبي لمدة 30 دقيقة قد سبب انخفاضا في سرعة تدفق الدم في الشرايين التاجية (CFVR - Coronary Flow Velocity). ويسمح فحص الـ CFVR ، بصورة غير غزوية، بمعاينة نشاط الخلايا الموجودة في جدار الأوعية الدموية. هذه الخلايا، تدعى الخلايا البطانية (Endothelial)، التي تساعد الأوعية الدموية على التمدد والاستجابة لتدفق الدم وتساعد في منع انسدادها. تضرر الخلايا البطانية يؤدي إلى تضيق وتصلب شرايين القلب. من هنا فان الانخفاض في الـ CFVR الذي يسببه التدخين السلبي، يشير إلى تضرر الأداء الوظيفي للخلايا البطانية للشرايين التاجية عند غير المدخنين.
في مقال مرفق بهذه الدراسة، يشير باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان - فرانسيسكو، إلى إن أهمية هذه النتائج لا تقتصر فقط على كونها تثبت أهمية تجنب الأشخاص غير المدخنين التعرض لدخان السجائر، بل تتعداها إلى أنها تساعد في توضيح مدى خطر الوفاة وبالإصابة بأمراض القلب المرتبطة بالتدخين السلبي.
حول مضار التدخين السلبي يقول الباحثون أنه يكفي الجلوس لمدة 30 دقيقة في منطقة التدخين لكي ينخفض مستوى الأداء الوظيفي للخلايا البطانية بشكل مؤقت إلى المستوى الموجود لدى شخص يدخن علبة كاملة من السجائر في اليوم الواحد.
وبهذا، تناقض هذه الدراسة ادعاء الشركات التي تقول بأنه من أجل التسبب بضرر تدخين سيجارة واحدة، يجب على المدخنين السلبيين الجلوس لساعات طويلة بالقرب من المدخنين.
من اجل هذه الدراسة، تم استخدام نوع من الموجات فوق الصوتية لفحص قيم الـ CFVR لدى 30 من الرجال الأصحاء حيث كان نصفهم من المدخنين. تم قياس الـ CFVR قبل وبعد تعرض المشاركين لدخان السجائر. قبل التعرض كانت قيم الـ CFVR لدى أولئك الذين ليسوا من المدخنين أعلى من تلك التي لدى المدخنين. ولكن بعد التعرض للتدخين، انخفضت قيم الـ CFVR عند الذين لا يدخنون إلى المستوى نفسه عند المدخنين، الذين بقي مستوى الـ CFVR لديهم على حاله، بعد التعرض لدخان السجائر أيضا.
ولم يكن للتدخين أي تأثير على وتيرة نبضات القلب أو ضغط الدم لدى اولئك الذين لا يدخنون. لكن التغييرات التي كانت واضحة في الأداء الوظيفي للأوعية الدموية عند المشاركين يمكن أن تشكل سببا أو تفسيرا آخر للعلاقة بين التدخين السلبي وأمراض القلب وبالتالي مضار التدخين السلبي. حتى الآن لا يعرف كم من الوقت يجب التعرض لدخان السجائر لكي يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب عند غير المدخنين، ومع ذلك فمن المعروف أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من مدخنين يواجهون مخاطر اكبر بنسبة 30٪ للإصابة بأمراض القلب من أولئك الذين لا يتعرضون لدخان السجائر