من هم أشهر المفسرين من الصحابة

كتابة:
من هم أشهر المفسرين من الصحابة

عبد الله بن مسعود

لماذا كثُرت الرواية في التفسير عن عبد الله بن مسعود؟

هو عبد الله بن مسعود الهذلي ويكنى بأبي عبد الرحمن، من أوائل من أسلم، كما أنّه أول من جهر بتلاوة آيات الله تعالى أمام المشركين وكان يلازم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ويخدمه، وكان ممن شهد الهجرتين،[١] وشهد جميع الغزوات مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان قارئًا وحافظًا للقرآن الكريم ومفسرًا له.[٢]


اشتهر ابن مسعود -رضي الله عنه- بتفسير للقرآن الكريم وكان حريصًا على فهم كتاب الله تعالى وتدبر آياته حيث قال: "والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت، وأين نزلت"، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته".[٣]


رُويَ عن ابن مسعود -رضي الله عنه- الكثير من التفسير لكتاب الله تعالى وآياته؛ وذلك بسبب قربه وملازمته لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ونقل عدد من العلماء رواياته في التفسير ومنهم الأعمش ومجاهد وأبي وائل عن طريق الأعمش.[٤]


نشأت مدرسة ابن مسعود في العراق وعرفت بمدرسة الرأي فأخذ عنه علقمة بن قيس والأسود بن زيد ومرة الهمذاني وعامر الشعبي وقتادة بن دعامة السدوسي والحسن البصري وغيرهم.[٥]


علي بن أبي طالب

ما هي أشهر الطرق التي نقلت التفسير عن علي بن أبي طالب؟

هو القرشي الهاشمي ابن عم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، وكنيته أبو الحسن، وهو زوجفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كان أول من آمن برسول الله من الصبيان،[٦] وشهد مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المشاهد جميعها باستثناء غزوة تبوك.[٧]


لم يكن علي -رضي الله عنه- مشهورًا بالقضاء وحسب وإنما اشتهر بالفتوى والتفسير؛ فقد كان عالمًا بارعًا في علوم القرآن الكريم فكان يفسر الآيات ويوضح معانيها ويعلم أسباب النزول وأسرار التأويل كما روي عنه إنه قال: "والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت، وأين نزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا، ولسانا سؤولا"،[٧] ومن أشهر الطرق التي نقلت روايات التفسير عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- طريق هشام وابن أبي الحسن والزهري،[٨] وهو الذي كان يقول: "سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، وفي سهل أم في جبل".[٩]



ابن عباس

بمادا لّقب ابن عباس؟

هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، وكنيته أبو العباس وهو ابن عم النبي صلّى الله عليه وسلّم،[١٠] ولد ابن عباس رضي الله عنه قبل الهجرة بثلاثة سنوات ولازم النبي -صلّى الله عيله وسلّم- وكان كثير القرب منه؛ فقد كانت خالته ميمونة زوجةٌ للنبي صلّى الله عليه وسلّم.[١١]


كان ابن عباس -رضي الله عنه- من أعلم الناس بكتاب الله تعالى وتفسيره وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس".[١٢]


فقد كان عالمًا في تفسير كتاب الله تعالى؛ وذلك ببركة دعاء رسول لله -صلّى الله عليه وسلّم- له إضافة لما تعلّمه عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وعن كبار الصحابة وفقهائهم أمثال أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وغيرهم، كما نقلت روايات ابن عباس في التفسير من عدة طرق من أشهرها طريق معاوية بن صالح، وقيس بن مسلم الكوفي، ومن طريق ابن إسحاق صاحب كتاب السيرة.[١٣]


وفيما بعد نشأت مدرسة عبد الله بن عباس في مكة المكرمة ونشأ علي يده العديد من العلماء أمثال سعيد بن جبير، ومولاه عكرمة وطاوس بن كيسان اليماني وعطاء بن أبي رباح وغيرهم.[١٤]


زيد بن ثابت

بماذا اشتهر زيد بن ثابت بين الصحابة؟

هو زيد بن ثابن بن الضحاك الأنصاري من قبيلة خزرج، يكنى بأبي خارجة وأبي سعيد، وهو من كبار الصحابة وقرائهم وكان من كتاب الوحي في عهد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وأمّنه رسول الله عليه، كما كان ممن جمع القرآن في عهد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وممن كتبه في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وكذلك كتبه في عهد عثمان -رضي الله عنه- عندما نسخ المصاحف ليوزعها على الأمصار.[١٥]


اشتهر بأنّه من مفسرين الصحابة حيث قال أبو هريرة -رضي الله عنه- يوم وفاته: "اليوم مات حبر هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفًا له" وقد عدّه العلماء ممن اشتهر بالتفسير من الصحابة.[١٦]


أبي بن كعب

بماذا لّقب عمر بن الخطاب أبي بن كعب؟

هو أبي بن كعب بن قيس الأنصاري وكنيته أبو المنذر، أسلم قبل الهجرة وكان من الأنصار الذين بايعوا النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في بيعة العقبة الثانية، وكان من كتاب الوحي في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم، وشهد معه غزوة بدر وغزوة أحد وغيرها، تعلم أبي بن كعب -رضي الله عنه- كتاب الله تعالى فظهر ذلك في خُلقه فكان ورعًا تقيًا زاهدًا في دنياه.[١٧]


كان قبل دخوله في الإسلام من أحبار اليهود أي عالمًا بما تتضمنه كتب الأمم السابقة من أسرار وأحكام وكان على دراية بكل ما ورد فيها كما كان مرجعًا لكثير من الصحابة ومن لحقهم من التابعين في قراءة القرآن الكريم وتفسيره ومن ضمنهم حبر القرآن ابن عباس رضي الله عنه.[١٨]


ومما ساعده بالتفسير هو معرفته بأسباب النزول للآيات ومواطن هذه الآيات، كما أن أبي بن كعب -رضي الله عنه- من كتاب الوحي وكان عند كتابته للآيات يسأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن معنى الآيات ويعرف منه أين نزلت وسبب نزولها، وغيرها من العلوم فكان أبي من الصحابة الذين نُقل عنهم الكثير من التفسير للآيات القرآنية الكريمة.[١٨]


ونُقلت روايات أبي بن كعب -رضي الله عنه في التفسير بعدة طرق أشهرها طريق أبي جعفر الرازي ووكيع عن سفيان،[١٩] وقد اشتهر بالتفسير في المدينة المنورة وأخذ عنه عدد من العلماء منهم: أبو العالية الرياحي، وزيد بن أسلم، ومحمد بن كعب القرظي.[٢٠]


عبد الله بن الزبير

ما صلة قرابته من رسول الله؟

هو أول من ولد بعد هجرة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وأبوه هو الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي القرشي، ويكنى عبد الله بأبي بكر وأبي خبيب وهو من قادة قريش وفرسانِها وكان عبد الله راويًا عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وروى أيضًا عن أبيه الزبير بن العوام، وعن خالته أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر، وعن جده أبي بكر الصديق -رضي الله عنهم- جميعًا، وهذا ما جعلّه متمكنًا من العلوم الدينية كما روى عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن العفان، وعلي بن أبي طالب وهو ممن اشتهر بتفسير القرآن الكريم من الصحابة الكرام.[٢١]


أبو موسى الأشعري

بماذا اشتهر أبو موسى الأشعري؟

عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار، وعرف بكنيته وهي أبو موسى الأشعري، صحابي جاء من اليمن، واستعمله رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على عدن وزبيد في اليمن،[٢٢]وقد نقل عنه شيء من التفسير لكنه قليل.[٢٢]


أبو هريرة

هل نُقل التفسير عن أبي هريرة؟

هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي ويلقب بأبي هريرة اشتهر أبو هريرة -رضي الله عنه- بكثرة روايته للحديث الشريف وكان كثير الحفظ لحديث رسول لله -صلَّى الله عليه وسلَّم- جاء إلى المدينة المنورة من أرض اليمن وأعلن إسلامه، ولازم رسول الله حتى التحق بالرفيق الأعلى، وهو من الصحابة الذين اشتهروا بالحديث والتفسير إلا أنه لم يكن له تفسير مكتوب ولم ينقل عنه الكثير. [٢٣]


عبدالله بن عمرو بن العاص

هل نُقل التفسير عن عبد الله بن عمرو؟

هو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي يكنى بأبي محمد وقيل أبي نصير وكناه بعضهم بأبي عبد الرحمن، اشتهر بتقواه وورعه ووفرة علمه وكان من الكتّاب في الجاهلي، دخل في الإسلام قبل والده وكان راويًًا لحديث النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وأخذ الإذن من النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لكي يكتب عنه فأذن له وقام بتسمية الصحيفة التي كتب عليها الحديث الشريف بالصحيفة الصادقة، كما روى عن كثير من الصحابة، وقد كان يتقن اللغة السريانية،[٢٤]وله عدد كبيرٌ من الأحاديث وشيء يسير من تفسير القرآن الكريم.[٢٥]

 

المراجع

  1. مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 222. بتصرّف.
  2. مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 223. بتصرّف.
  3. مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 224. بتصرّف.
  4. مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 225. بتصرّف.
  5. محمد معبد، نفحات من علوم القرآن، صفحة 131. بتصرّف.
  6. مصطفى دين البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 219. بتصرّف.
  7. ^ أ ب مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 220. بتصرّف.
  8. مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 221. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 166. بتصرّف.
  10. مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 225. بتصرّف.
  11. مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 226. بتصرّف.
  12. مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 227. بتصرّف.
  13. مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 228. بتصرّف.
  14. محمد معبد، نفحات من علوم القرآن، صفحة 130. بتصرّف.
  15. عادل نويهض، معجم المفسرين، صفحة 197. بتصرّف.
  16. عادل نويهض، معجم المفسرين، صفحة 198. بتصرّف.
  17. مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 229. بتصرّف.
  18. ^ أ ب مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 30. بتصرّف.
  19. مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 231. بتصرّف.
  20. محمد معبد، نفحات من علوم القرآن، صفحة 131. بتصرّف.
  21. عادل نويهض، معجم المفسرين، صفحة 307. بتصرّف.
  22. ^ أ ب عادل نويهض، معجم المفسرين، صفحة 319. بتصرّف.
  23. عادل نويهض، معجم التفسير، صفحة 266. بتصرّف.
  24. عادل نويهض، معجم المفسرين، صفحة 318. بتصرّف.
  25. عاعدل نويهض، معجم المفسرين، صفحة 319. بتصرّف.
5981 مشاهدة
للأعلى للسفل
×