من هم أصحاب الرس

كتابة:
من هم أصحاب الرس

الروايات التاريخية حول أصحاب الرس

تتعد الروايات حول أصحاب الرس، حيث لم يفصّل القرآن في وصفهم، ولم يرد حديثٌ صحيح عن الرسول عليه الصلاة والسلام فيهم،[١] وفيما يلي بعض الروايات التاريخية حولهم:


قوم عبدوا شجرة الصنوبر

سُئل الصَّحابي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن قوم أصحاب الرَّس فقال أنَّهم قوم سكنوا أراضٍ خصبة ذات مياهٍ عذبة وكان ملكهم يتَّصل نسبه بالنَّمرود بن كنعان، وكانوا يعبدون شجرة الصَّنوبر التي نبتت بجانب عين مياهٍ عذبة في أراضيهم وذلك بعد حادثة الطُّوفان، وحرَّموا شرب مياه تلك العين لأنهم اعتبروها روح آلهتهم شجرة الصُّنوبر، ومن خالف هذا القانون قُتل، وكانوا يقدمون القرابين في كل سنة لشجرة الصُّنوبر.[٢]


وعندما ضلوا بعث الله فيهم نبيًا يدعوهم إلى وحدانية الله فكذَّبوه، فدعى عليهم ويبست شجرات الصُّنوبر جميعها، فمنهم من آمن ومنهم من ازداد كفرًا وانتقم الفريق الكافر لشجرة الصُّنوبر وأرسووا نبيهم بأنابيب من الرَّصاص أسفل الشَّجرة -ولذلك سمُّوا أصحاب الرَّس- وما إن قتلوا نبيهم، حتَّى بعث الله عليهم العذاب وأهلكهم أجمعين.[٢]


قوم يس

وقال ابن عباس أنَّه سأل كعبًا عن أصحاب الرَّس ما المقصود بهم، فقال له كعب أنَّ أصحاب الرَّس هم قوم يس، ويس هو الذي جاء يدعوا قومه إلى الهدى وقد ورد هذا في قوله تعالى: {يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ}،[٣] لكن قومه كذَّبوه وقتلوه، وأرسوه وثبَّتوه في قاع بئرٍ يُقال لها الرَّس ولهذا سموا بأصحاب الرَّس، وبهذا قال مقاتل أيضًا.[٤]


قوم عبدوا الأصنام

أمَّا هذا الرأي فقد قال به الكلبي ووهب، بأنَّ أصحاب الرَّس كانوا قومًا يملكون الآبار والمواشي إلَّا أنَّهم كانوا على ضلالةٍ ويعبدون الأصنام، فبعث الله -سبحانه وتعالى- إليهم بالنَّبيشعيب معلمًا ونبيًَا، ولكنهم رفضوا الإيمان به وتمادوا في تكذيبه وإيذائه وكانوا حولَ بئرٍ اسمه الرَّس، فخسف الله الأرض بديارهم وانهارت بهم تلك البئر.[٥]


قوم نبي يُدعى بحنظلة بن صفوان

يقال في هذا قولين اثنين، الأول أنَّ أصحاب الرَّس كانوا قومًا أولي نعمة فملكهم عادل وهم أصحاب بئر كثيرة المياه وأراضٍ خصبة، فمات ملكهم واستغلَّ الشَّيطان حبَّهم له وتصوَّر بصورته وأغراهم بعبادته، فبعث الله لهم نبيًا يُقال له حنظلة بن صفوان عليه السَّلام، وبدأ يدعوهم لعبادة الله وإخبارهم أنَّ هذا من عمل الشَّيطان فقتلوه ورموه في بئرهم تلك، فجفَّت المياه ويبست الأشجار، وأهلكوا جميعًا وسكنت الأرض بعدهم من الوحوش والجن.[٦]


أمَّا القول الثَّاني فقد قيل أنَّهم قومٌ ابتلاهم الله بطائر العنقاء التي كانت تصطاد أبناءهم وأطفالهم في حال جوعها الشَّديد، فلجؤوا للنَّبي حنظلة بن صفوان كي يخلصهم من هذا الطَّائر، فدعى الله فسلط الله عليه صاعقةً أحرقت ذاك الطَّائر، إلَّا أنَّهم بعد فترة قتلوا نبيهم حنظلة، فأهلكهم الله جراء فعلتهم تلك.[٧]


روايات أخرى حول أصحاب الرس

وقد وردت عدَّة روايات متفرِّقة عن أصحاب الرَّس فمنهم من قال أنَّهم قرية من قرى ثمود وبقايا قوم ثمود، بعث الله لهم نبيًَا فكذَّبوه فأهلكهم الله، ومنهم من قال أنَّ أصحاب الرَّس هم أصحاب الأخدود، وهناك من قال أنَّهم قوم البئر في أنطاكيا وقد قتلوا حبيبًا النَّجار،[٨] ومن أقوال ابن عباس أنَّ أصحاب الرَّس هم أهل بئرٍ في أذربيجان.[٦]

المراجع

  1. [صلاح الخالدي]، كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان، صفحة 165. بتصرّف.
  2. ^ أ ب الثعلبي، تفسير الثعلبي الكشف والبيان عن تفسير القرآن، صفحة 135 136. بتصرّف.
  3. سورة يس، آية:20
  4. القرطبي شمس الدين، تفسير القرطبي، صفحة 32. بتصرّف.
  5. أبو حيان الأندلسي، البحر المحيط في التفسير، صفحة 107. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ابن كثير، البداية والنهاية ط هجر، صفحة 7 8. بتصرّف.
  7. أبو حيان الأندلسي، البحر المحيط في التفسير، صفحة 107. بتصرّف.
  8. صلاح الخالدي، كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان، صفحة 165. بتصرّف.
3950 مشاهدة
للأعلى للسفل
×