محتويات
من هم أصحاب الرس؟
نقل ابن كثير -رحمه الله- في كتابه عدة أقوالٍ في التعريف بأصحاب الرس، ومنها ما يأتي:[١]
- إنهم أهل قرية من قرى ثمود.
- إنهم قوم قبل قوم عاد بقرون طويلة.
- الرس بئر بأذربيجان.
- إن الرس كانت بئرًا، وأصحابها دَفنوا نبيّهم فيها.
ويقول كذلك: إنهم قوم كانت لهم بئر ترويهم، وكان لهم ملك صالح عادل، فلما مات افتتنوا وحزنوا عليه، فأتاهم الشيطان في صورته وأخبرهم أنه لا يموت، بل هو تغييب حتى يرى صنيعهم، ففرحوا أشد الفرح، وضرب بينهم وبينه حجاب وأمرهم بعبادته، فعبدوه، فبعث الله لهم نبيا ينهاهم عن عبادة الشيطان وأمرهم بعبادة الله وحده.[١]
وحينها قتلوه ورموه في البئر، فذهب ماؤها وعطشوا وماتت نباتاتهم، وماتوا جميعاً، وسكن مساكنهم الجن،[١] وقد تعدّدت الأقوال والروايات في قصة أصحاب الرس، ولكن لم يرد منها خبر صحيح في الكتاب أو السنة، بل هي اجتهادات، وقد يكون بعضها روايات من الأمم السابقة، وهذه كلها لا تزيد إيماننا بالله ولا تنقصه، فهم في النهاية قوم من الأقوام السابقين مثل عادٍ وثمود لم يؤمنوا بالله وحده، وكذبوا نبيهم فأهلكهم الله بقدرته.
وقد تكون تفاصيل القصة التي ذُكت من الإسرائيليات، والإسرائيليات هي ما يُروى عن بني إسرائيل، فإذا كانت لا تخالف أمراً في الشريعة الإسلامية فحكمها عدم التصديق وعدم التكذيب،[٢] يقول أبو هريرة -رضي الله عنه-: (كانَ أهْلُ الكِتَابِ يَقْرَؤُونَ التَّوْرَاةَ بالعِبْرَانِيَّةِ، ويُفَسِّرُونَهَا بالعَرَبِيَّةِ لأهْلِ الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: لا تُصَدِّقُوا أهْلَ الكِتَابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ…).[٣]
كم مرة ذكر أصحاب الرس في القرآن؟
ورد ذكر أصحاب الرس في القرآن مرتان؛ الأولى في سورة الفرقان، والثانية في سورة ق:
- قال -تعالى-: (وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا).[٤]
- قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ).[٥]
قصة أصحاب الرس في القرآن والسنة
لم يرد تفصيلٌ لقصة أصحاب الرس في القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة، وتجدر الإشارة إلى أن هناك الكثير من الرسل والأنبياء وأقوامهم الذين لم يذكر الله -تعالى- قصتهم على الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
قال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّـهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ)،[٦] وقد ذكر أصحاب الرس بأنهم قوم أهلكوا كما أهلك قوم عاد وثمود، ولم يفصّل في قصتهم أو كيف كان عذابهم.
تعريف كلمة الرس في المعجم
من التعريفات لكلمة الرس في المعجم ما يأتي:[٧]
- رَسَّ لَهُ الخَبَرَ: "ذَكَرَهُ لَهُ".
- رَسَّ الشَّيْءَ: "دَسَّهُ".
- رَسَّ البِئْرَ: "حَفَرَهَا".
- الرَّسّ: "البِئر التي لم تطول".
- أَصْحابُ الرَّسِّ: "أَصْحابُ البِئْرِ رَسُّوا نَبِيَّهُمْ فيها فَأهْلِكُوا".
المراجع
- ^ أ ب ت ابن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 375-379. بتصرّف.
- ↑ "الإسرائيليات"، إسلام ويب، 30/10/2013، اطّلع عليه بتاريخ 20/1/2022.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7542، صحيح.
- ↑ سورة الفرقان، آية:38
- ↑ سورة ق، آية:12
- ↑ سورة غافر، آية:78
- ↑ "تعريف و معنى رس في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني لكل رسم معنى، اطّلع عليه بتاريخ 20/1/2022.