من هم أصحاب الكهف
ورد ذكر فتية أصحاب الكهف في القرآن الكريم، وهم فتية من قوم الروم، عاشوا بعد بعث سيدنا عيسى -عليه السلام-، وكانوا يعيشون في منطقة يحكمها حاكم ظالم أراد أن يقتلهم لإيمانهم بالله -تعالى-، ففروا هرباً بدينهم من هذا الحاكم الظالم إلى كهف، ويقال أنهم لبثوا في كهفهم ثلاثمئة وستين سنة.[١]
وقد تعددت آراء العلماء في عددهم، وذلك وفقاً للآية الكريمة في القرآن الكريم: (سَيَقولونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُم كَلبُهُم وَيَقولونَ خَمسَةٌ سادِسُهُم كَلبُهُم رَجمًا بِالغَيبِ وَيَقولونَ سَبعَةٌ وَثامِنُهُم كَلبُهُم قُل رَبّي أَعلَمُ بِعِدَّتِهِم ما يَعلَمُهُم إِلّا قَليلٌ فَلا تُمارِ فيهِم إِلّا مِراءً ظاهِرًا وَلا تَستَفتِ فيهِم مِنهُم أَحَدًا).[٢][٣]
وقال ابن كثير إن الله -سبحانه وتعالى- أخبر عن تعداد آراء الناس في أصحاب أهل الكهف، وأنها كانت على ثلاثة أقوال، وأن الله -تعالى- ضعّف القولين الأوليين بوصفهما بأنهما من الرجم بالغيب، وعندما ذكر الله -تعالى- القول الثالث سكت عنه أو قرّره؛ بأنّهم سبعةٌ وثامنهم كلبُهم؛ ليُدلّل على صحته، وذكر قتادة، وعطاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن عدد أصحاب الكهف سبعة وثامنهم كلبهم.[٣]
قصة أصحاب الكهف
التجأ فتية أصحاب الكهف الذين آمنوا بالله -سبحانه وتعالى- إلى كهف ضيق وصغير؛ وذلك فراراً بدينهم من القوم الظالمين ومن حاكمهم الظالم الذي أراد قتلهم؛ لأنهم يعبدون الله -تعالى- ويوحدونه، وزادهم الله -تعالى- إيماناً وأكرمهم بمعجزات عديدة.[٤]
حيث ألقى الله -تعالى- عليهم النوم، وكانت الشمس تميل عنهم عند شُروقها وعند غُروبها؛ لئلا تحرق أجسامهم، وضرب الله -تعالى- عليهم النوم ثلاثمئةٍ وتسعِ سنين، وأبقى أعينهم مفتوحة من غير انطباق، وكان يُقلّبهم ذات اليمين والشمال؛ لئلا تأكلهم الأرض، وكلها معجزات لأهل الكهف.[٤]
قال -تعالى-: (وَلَبِثوا في كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنينَ وَازدادوا تِسعًا* قُلِ اللَّـهُ أَعلَمُ بِما لَبِثوا لَهُ غَيبُ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَبصِر بِهِ وَأَسمِع ما لَهُم مِن دونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشرِكُ في حُكمِهِ أَحَدًا).[٥]
أهمية دراسة قصة أصحاب الكهف
إن معرفة قصة أصحاب الكهف لها الكثير من الفوائد والعبر المستفادة؛ ومنها ما يأتي:[٦]
- الدعوة إلى الله -تعالى- تحتاج إلى صبر
- الاستدلال على توحيد الألوهيّة بتوحيد الربوبيّة، لقوله -تعالى- على لسانهم: (فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا).[٧]
- التوجه إلى الله -تعالى- وحده بالدعاء والفرار إلى الله -تعالى-.
- الدعوة لغير الله -تعالى- تعد من الشرك، والمؤمن يلجأ لله -تعالى- وحده.
- فتية الكهف أمة واحدة، فنتعلم من قصة أصحاب الكهف أن نكون معاً، وأن ننصر بعضنا بعضاً، فالقوة تأتي من الجماعة.
- دعوة أصحاب الكهف قومهم للإيمان، والبعد عن الشرك والطغيان.
- الثبات على الحق حتى وإن كان الإنسانُ لوحده في طريق الحق؛ كما فعل أصحاب الكهف عندما فرّوا للحفاظ على دينهم.
المراجع
- ↑ المقدسي، البدء والتاريخ، صفحة 128. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية:22
- ^ أ ب ابن كثير، تفسير ابن كثير، صفحة 147- 152. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن كثير، تفسير ابن كثير، صفحة 148- 152. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية:25- 26
- ↑ ياسر برهامي، القصص القرآني، صفحة 3- 10.
- ↑ سورة الكهف، آية:14