من هم أصحاب الكهف وكم عددهم

كتابة:
من هم أصحاب الكهف وكم عددهم


أصحاب الكهف

هُم فتيةٌ من الرّوم بُعثوا بعد المسيح، فرّوا بدينهم من ملكٍ ظالم يقتلُ كُل مَن يتخلّى عن دينه، إلى كهفٍ وكان بين دُخولهم وخُروجهم وبعثهم ثلاثُ مئةٍ وستين سنة، وذكر بعض العُلماء أنّ دُخولهم إلى الكهف كان بعد المسيح بإحدى وستين سنة، وتعدّدت آراءُ العُلماء في أسمائهم.[١]


عدد أصحاب الكهف 

أخبر الله -تعالى- عن عدد أصحاب الكهف بقوله: (سَيَقولونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُم كَلبُهُم وَيَقولونَ خَمسَةٌ سادِسُهُم كَلبُهُم رَجمًا بِالغَيبِ وَيَقولونَ سَبعَةٌ وَثامِنُهُم كَلبُهُم قُل رَبّي أَعلَمُ بِعِدَّتِهِم ما يَعلَمُهُم إِلّا قَليلٌ فَلا تُمارِ فيهِم إِلّا مِراءً ظاهِرًا وَلا تَستَفتِ فيهِم مِنهُم أَحَدًا)،[٢] وذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية: أنّ الله -تعالى- أخبر عن تعدّدُ آراء النّاس في عددهم، وأنّها كانت على ثلاثة أقوال، وضعّف الله -تعالى- القولين الأوليين بذكره بعدها أنّها من الرجم بالغيب.[٣]


ولمّا ذكر القول الثالث سكت عنه أو قرّره؛ أنّهم سبعةٌ وثامنهم كلبُهم؛ ليُدلّل على صحته، وذكر قتادة، وعطاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّه من القليل الذين استثناهم الله -تعالى- بأنّهم يعلمون عددهم أنّهم كانوا سبعة، وهذه الأسانيد الصحيحة تُثبتُ أنّ عددهم كان سبعة.[٣]


قصة أصحاب الكهف 

ذكر الله -تعالى- قصة أصحاب الكهف في كتابه، ووصفهم بأنّهم فتيةٌ آمنوا به وتركوا عبادة ما سواه من الأوثان والأصنام، فكافأهم بأن زادهم من الإيمان والهُدى، فاجتمعوا وقرّروا أن يعتزلوا قومهم وما عليه من العبادة.[٤]


اللجوء إلى الكهف

بعد أن اعتزل أصحاب الكهف قومهم لجؤوا إلى كهفٍ ضيقٍ مُظلم؛ راجين رحمة ربهم، ومن رحمة الله -تعالى- أنّه كام يميل الشمس عنهم عند شُروقها وعند غُروبها؛ لئلا تحرق أجسامهم، وضرب الله -تعالى- عليهم النوم ثلاث مئةٍ وتسعِ سنين، وأبقى أعينهم مفتوحة من غير انطباق، وكان يُقلّبهم ذات اليمين والشمال؛ لئلا تأكلهم الأرض.[٥]


بعث أصحاب الكهف من مرقدهم

بعد نوم أهل الكهف بعثهم الله -تعالى- وذكر أهل العلم أنّ المدة التي لبثها أصحاب الكهف لا يعلمها إلّا الله -تعالى- قال -تعالى-: (وَلَبِثوا في كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنينَ وَازدادوا تِسعًا* قُلِ اللَّـهُ أَعلَمُ بِما لَبِثوا لَهُ غَيبُ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَبصِر بِهِ وَأَسمِع ما لَهُم مِن دونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشرِكُ في حُكمِهِ أَحَدًا)،[٦] وقال قتادة: أنّ هذا دليلٌ على أنّ الله -تعالى- هو الوحيد العالم بما لبث أصحاب الكهف في كهفهم.[٧]


دروس وعبر من قصة أصحاب الكهف 

توجد العديد من الدُروس والعبر المُستفادة من قصة أصحاب الكهف، ومنها ما يأتي:[٨]

  • الدعوة إلى الله -تعالى- تحتاجُ من الداعيّة إلى ثباتٍ وصبر.
  • الاستدلال على توحيد الألوهيّة بتوحيد الربوبيّة، لقوله -تعالى- على لسانهم: (فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا).[٩]
  • التوجّه إلى غير الله -تعالى- بالدُعاء هو نوعٌ من الشرك، فالمؤمن لا يطلب إلّا من الله -تعالى-، فهو الضار النافع وكُل شيءٍ بيده.
  • الثبات على الحق حتى وإن كان الإنسانُ لوحده في طريق الحق؛ كما فعل أصحاب الكهف عندما فرّوا للحفاظ على دينهم.
  • المؤمنون يجب عليهم أن يكونوا أُمّةً واحدة كما فعل ذلك أصحاب الكهف، مع الدعوة إليه.

المراجع

  1. المطهر بن طاهر المقدسي، البدء والتاريخ، بور سعيد:مكتبة الثقافة الدينية، صفحة 128، جزء 3. بتصرّف.
  2. سورة الكهف، آية:22
  3. ^ أ ب ياسر برهامي، القصص القرآني، صفحة 2، جزء 13. بتصرّف.
  4. صالح المغامسي، لطائف المعارف، صفحة 1-2، جزء 2. بتصرّف.
  5. ياسر برهامي، القصص القرآني، صفحة 11-14، جزء 10. بتصرّف.
  6. سورة الكهف، آية:25-26
  7. محمد المكي الناصري (1985)، التيسير في أحاديث التفسير (الطبعة 1)، بيروت:دار الغرب الإسلامي، صفحة 434، جزء 3. بتصرّف.
  8. ياسر برهامي، القصص القرآني، صفحة 3-8، جزء 10. بتصرّف.
  9. سورة الكهف، آية:14
5861 مشاهدة
للأعلى للسفل
×