من هم أهل الزكاة

كتابة:
من هم أهل الزكاة

النظام الاقتصادي الإسلامي

يعدُّ النظام الاقتصادي في الإسلام من أكثر الأنظمة الاقتصادية شمولاً ومراعاة لحاجات الفرد والمجتمع معًا، والسبب الذي يجعله كذلك أنه نظام رباني، حيث إنّ هناك العديد من الأنظمة الاقتصادية الأخرى التي كانت من وضع الإنسان، لكن جميع هذه الأنظمة احتوت على العديد من الثغرات التي أوجدت فجوات اقتصادية بين أفراد المجتمعات التي طبقت هذه الأنظمة، على عكس النظام الاقتصادي في الإسلام الذي عمل على جعل المجتمع في حالة من التقارب ليسد الفجوة الحاصلة بين الفقراء والأغنياء من خلال بعض التشريعات كالزكاة، والصدقات، وزكاة الفطر، بالإضافة إلى تحريم الاعتداء على أموال الناس وأكلها بالباطل، وفي هذا المقال سيتم الإجابة عن سؤال من هم أهل الزكاة. [١]

من هم أهل الزكاة

يُطلقُ مفهوم أهل الزكاة على فئات محددة من المجتمع الإسلامي التي يجب أن تدفع لهم الزكاة عن بلوغ شروطها، وللزكاة أهمية خاصة في الدين الإسلامي العظيم، فهي رابع أركان الإسلام التي لا يقوم الدين إلا بها، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المباركة التحذير من عدم إعطاء أهل الزكاة الأموال التي يستحقونها بحكم الشرع، كما ورد بيان أهل الزكاة في القرآن الكريم بشكل تفصيلي، قال تعالى"إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" [٢]، وفيما يأتي بين أهل الزكاة: [٣]

  • الفقراء والمساكين: وهم ثلة موجودة في معظم مجتمعات العالم، والذين لا يملكون حاجتهم أو بعض حاجتهم من متطلبات الحياة الأساسية.
  • العامل على الزكاة: وهم من يتم تكليفهم من قبل خليفة المسلمين بجمع أموال الزكاة، وقد لا يكونون من الذي تجب لهم الزكاة بوصف الفقير أو المسكين، بل إنهم يُعطون من أموال الزكاة حتى لو كانوا أغنياء.
  • المؤلفة قلوبهم: وهم تلك الفئة من غير المسلمين الذي دخلوا في دين الإسلام حديثًا.
  • في الرقاب: ويطلق هذا المفهوم على الرقيق المسلم، والأسير المسلم، والمُكاتب المسلم، حيث تجب أموال الزكاة لهؤلاء ليتم تحريرهم ممّا هم فيه.
  • الغارمون: وهم المسلمون الذي ضاقت بهم ديونهم وعجزوا عن سدادها لمستحقيها مع رغبتهم في سداد هذه الديون وعدم القدرة على ذلك.
  • من هم في سبيل الله: ويطلق هذا المفهوم على المجاهدين في سبيل الله، المرابطين على ثغور الإسلام، كما يتم استخدام أموال الزكاة في الحرب ضد أعداء المسلمين من أجل تجهيز الجيوش وإعداد المجاهدين للقتال في سبيل الله تعالى.
  • ابن السبيل: وهو من انقطعت به السبل ووردَ ديار المسلمين، فيُطعى من أموال الزكاة ما يسد حاجته في بلاد المسلمين، ويجعله قادرًا على الإنفاق من أجل العودة إلى بلاده.

حكمة مشروعية الزكاة

إن من عظمة الدين الإسلامي الحنيف أنه احتوى على ما لا تحتويه الديانات الأخرى، حيث راعى حاجات الفرد والمجتمع، وجعل الحياة بين أفراد المجتمع قائمة على التشارك والتعاون وحب الخير للآخر على خلاف العديد من مجتمعات غير المسلمين، وفيما يأتي ذكر لحكمة مشروعية الزكاة في الدين الإسلامي: [٤]

  • خلق حالة من التوازن داخل أفراد المجتمع الإسلامي فلا يشعر الفقير بالحقد على الغني ولا يفكر في الاعتداء عليه للأخذ من أمواله لأنه يعلم حق العلم ما يجب له بحق الشرع من مال الغني.
  • زيادة اللحمة بين أفراد المجتمع الإسلامي من خلال بحث الأغنياء عن حاجة الفقراء وسد غرامة الغارمين، والوقوف مع المحتاجين في أزماتهم، فيشعر الفقير بالأمان، ويشعر الغني بالراحة والطمأنينة لأنه كان سببًا في سد حاجة أخيه المسلم.
  • تربية أفراد المجتمع المسلم على البعد عن بعض العادات والأخلاق السيئة كالبخل والكذب على الناس كي لا يُعطي أحد الأفراد من ماله شيئًا لفرد آخر في المجتمع.
  • زياة ترغيب الداخلين في دين الإسلام حديثًا فيه، حيث يُعطى هؤلاء من أموال الزكاة ترغيبًا لهم في دين الإسلام، وتأليفًا لقلوبهم التي قد لا يكون الإيمان قد ثبت فيها حقًّا لدخولهم في الإسلام قبل فترة وجيزة.
  • زيادة رزق الإنسان وحصول البركة من خلال إعطاء الأموال الفائضة عن الحاجة إلى من يحتاجها في المجتمع الإسلامي.
  • سد الذريعة حصول الجريمة في المجتمع الإسلامي، فلا يعود للفقير حاجة في الاعتداء على أموال الناس بالسرقة أو الاحتيال أو أكل المال بالباطل لأنه يتم سد حاجته من أموال الزكاة.

المراجع

  1. النظام الاقتصادي في الإسلام, ، "www.alukah.net"، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2018، بتصرّف
  2. {التوبة: الآية 60}
  3. مصارف الزكاة والمراد بكل منها, ، "www.islamweb.net"، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2018، بتصرّف
  4. الزكـاة : وجوبها - مصارفها - فوائدها, ، "www.saaid.net"، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2018، بتصرّف 
3443 مشاهدة
للأعلى للسفل
×