محتويات
من هم الصابئة؟
معنى كلمة صابئة
كثُر في القرآن الكريم ذِكر الأقوام والأديان السّابقة، ومن بينهم الصّابئة، حيث ذُكروا عدّة مرّات من غير تفاصيل كثيرة حول مكان وزمان وجودهم، وتفاصيل عقيدتهم وطقوسهم، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).[١]
و"صَبَأَ" أي خرج من دينٍ إلى دينٍ، والصّابئة مصطلح يشير إلى قوم زعموا أنّهم على دين نوح -عليه السلام-،[٢] وقيل إنّهم أتباع إبراهيم -عليه السلام-،[٣] وقد يكون إطلاق اسم الصّابئة عليهم بسبب أنّهم كانوا يتّبعون شريعة أحد الأنبياء ثمّ حرّفوها وغيّروا فيها، فكأنّهم خرجوا من دين إلى دين.
هل الصّابئة ديانة سماويّة
تعددّت أقوال المؤرّخين والمفسرين في أصل الصّابئة، فقيل: إنّهم قوم لا دين لهم، وقيل: بل هم عبدة الملائكة،[٤] وذهب ابن خلدون إلى أنّهم عبدة الكواكب،[٥] وقيل إنّهم موحّدون لا نبيّ لهم ولا كتاب.[٦]
وتشير آيات القرآن الكريم إلى أنّه كان أوّل أمرهم أتباعاً لأحد الأنبياء، وبالتالي أصحاب دين سماويّ، وذلك من تكرّر ذكرهم مع اليهود والنصارى وهم أهل كتاب، وتحديد مصطلحٍ خاصٍ بهم هو "الصابئون"، لكنّهم أشركوا وحرّفوا دينهم.[٧]
كمّا أنّ قريشاً اعتادت على نعت المسلمين بالصّابئة أو الصّباة؛ وهذا يشير إلى أنّ الصابئ في عقليّة القرشيّ المشرك هو الموحدّ، وأنّهم وصفوا الموحّد بالصّابئ لخروجه عن دين قريش.[٨]
كما يدلّ وصف ابن حزم لبعض عباداتهم أنّ لهم أصلا سماوياً، فهو يذكر أنّ الصّابئين يصلّون خمس صلوات في اليوم والليلة باتّجاه الكعبة المشرّفة، ويصومون رمضان، ويحرّمون الميتة والدّم ولحم الخنزير وما ذُبح لغير الله -تعالى-.[٩]
عقيدة الصّابئة
ينقسم الصّابئة إلى فرقتين أساسيّتين، فرقة حنيفيّة موحّدة، وفرقة مشركة،[١٠] أمّا الصّابئة الموحدون فكانوا يؤمنون بالله -تعالى- وحده،[١١] وأمّا الصّابئة المشركون -وهم الأشهر والأكثر انتشاراً- فيعبدون الكواكب والنجوم، لاعتقادهم أنّها أقرب الكائنات لله -تعالى-، ويعتقدون بوجود أكثر من قوّة مدبّرة للكون، ولكنّ واحدةً من هذه القوى هي القوّة العظمى،.[١٢]
ويجعل الصّابئة لكل كوكبٍ أو نجمٍ مقدسٍ تمثالاً، ويقدّسون مظاهر الطّبيعة المختلفة، كالنّار والشّهب، لأنّهم يعتبرونها مرتبطةً بالكواكب التي يعبدونها، وتتضمن عقيدة الصّابئة أموراً فلسفيّة متعلقة بظواهر الكون وحركة الكواكب، فهم يعتقدون أن الكواكب تؤثّر في الأشياء في ظروفٍ معيّنة.[١٣]
مواقع انتشار الصّابئة
ينتشر الصّابئة على ضفاف نهري دجلة والفرات، ويتواجدون في عددٍ من مدن العراق مثل بغداد وكركوك والموصل والسليمانيّة، كما ينتشرون على ضفاف نهري الكارون والدز، ويتواجدون في بعض مدن إيران السّاحليّة خاصّة، كالمحمرة.[١٤]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:62
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، صفحة 107-108. بتصرّف.
- ↑ جواد علي، المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، صفحة 287. بتصرّف.
- ↑ ابن جرير الطّبري، تفسير الطّبري، صفحة 146-147. بتصرّف.
- ↑ عبد الرّحمن ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ ابن جرير الطّبري، تفسير الطبري، صفحة 146-147. بتصرّف.
- ↑ جواد علي، المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، صفحة 278-279. بتصرّف.
- ↑ جواد علي، المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، صفحة 278-279. بتصرّف.
- ↑ ابن حزم، الفصل في الملل و الأهواء و النّحل، صفحة 36. بتصرّف.
- ↑ محمد الفيّومي، تاريخ الفكر الدّيني الجاهلي، صفحة 259. بتصرّف.
- ↑ ابن جرير الطّبري، تفسير الطّبري، صفحة 147. بتصرّف.
- ↑ عبد الرّزّاق الحسيني، الصّابؤون في حاضرهم و ماضيهم، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ عبد الرّزاق الحسيني، الصابؤون في حاضرهم و ماضيهم، صفحة 17-20. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موسوعة الملل و الأديان، صفحة 101. بتصرّف.