محتويات
علم الفرائض
حين جاءت الشريعة الإسلاميّة للبشر فإنّها جاءت بنظام متكامل يمكن للإنسان السير معه وترك القوانين الأرضيّة التي وضعها البشر بما يعتريها من نقص وأخطاء، وممّا جاءت به الشريعة الإسلاميّة علمٌ يُسمّى علم الفرائض، وهو علم يُعنى بمعرفة كيفيّة تقسيم التركة على مستحقّيها، فهو بذلك يُعنى بالميراث؛ لذلك فإنّهم يسمّونه أيضًا علم المواريث، والذين يُقسّم عليهم الورث أو التركة يُسمَّونَ شرعًا أصحاب الفروض أو الفرائض، وهم اثنا عشر شخصًا؛ الزَّوج، والزَّوجة، والأب، والأمّ، والجدّ الصحيح، والجدّة الصحيحة، والابنة، وابنة الابن، والأخ لأم، والأخت الشقيقة، والأخت لأب، والأخت لأم، ونصيب هؤلاء الأشخاص مفروض في الكتاب والسنة والإجماع، ومن المصطلحات الواردة في علم الفرائض مصطلح العصبات، وسيقف المقال هذا لبيان من هم العصبات وما أقسامهم.[١]
من هم العصبات
بعد الحديث عن علم الفرائض أو علم المواريث تقف هذه الفقرة مع بيان من هم العصبات، والعصبات جمع عصبة، والعصبة لغةً هم الجماعة من الرجال أو الخيل أو الطير، وعددهم ما بين العشرة إلى الأربعين، وهم كذلك بنو الرجل وقرابته لأبيه وقومه الذين ينصرونه ويتعصّبون له،[٢] وأمّا اصطلاحًا في علم الفرائض فهم "كل من يحوز التَّرِكة إذا انفرد بها، أو يحوز ما أبقاه أصحاب الفرائض، وإذا لم يبقَ عنهم شيء فلا يرث شيئًا؛ فهم في المرتبة بعد أصحاب الفرائض"، إذًا فالعصبات هم الذين يكون لهم نصيبٌ في التَّرِكَة، وهي الإرث، ولكنّهم لا يرثون حتى يرثَ الذين لهم نصيب مفروض في التَّرِكَة، فإن ورِثَ أصحاب الفرائض أو الفروض وبقي شيء من التّركة فإنّهم يأخذونه كاملًا، وإن لم يكن معهم من يرث من أصحاب الفروض فإنّهم يأخذون التَّرِكَة كاملة، وإن ورِثَ أصحاب الفروض ولم يبقَ شيء من التّركة فإنّهم لا يرثون شيئًا، والله أعلم، وهذا باختصار بيانُ من هم العصبات في علم المواريث أو الفرائض.[٣]
أقسام العصبات
بعد الوقوف مع تبيين من هم العصبات يقف المقال في هذه الفقرة مع بيان أقسام العصبات في علم المواريث، والحقيقة أنّ العصبات قسمان، قسم يتعلّق بالموالي أو الرقيق وهذا القسم يسكت عنه علماء هذا العصر لعدم وجود هذه الظاهرة اليوم، واسمها العصبة السببيّة، وهي تتعلّق بالمولى الذي أُعتِقَ كيف يرِثُ وكيفَ يورَث، وأمّا القسم الآخر من العصبات فهو العصبة النَّسَبيّة أو العصبة بالنّسب، والعصبة النسبيّة هم أقارب الميت الذين لا تتوسّط بينهم وبين الميت أنثى، ويُقسمون ثلاثة أقسام:[٤]
العصبة بالنفس
وهم "كلّ ذكرٍ قريبٍ للمتوفّى لا تدخل في نسبته إلى الميت أنثى. وهم أربع جهات مقدم بعضها على بعض، ينحصرون في اثني عشر نفسًا، ولهم ترتيب عند الجمهور وترتيب عند الإمام أبي حنيفة، فأمّا ترتيبهم عند الإمام أبي حنيفة فهو:[٥]
- جهة البنوّة: وهي جزء الميت من الابن وابن الابن مهما نزل.
- جهة الأبوّة: وهي جزءُ أبي الميت من الأخ الشقيق أو الأخ لأب، وابن الأخ الشقيق وابن الأخ لأب.
- جهة الأخوّة: وهي جزء أبي الميت من الأخ الشقيق أو الأخ لأب، وابن الأخ الشقيق وابن الأخ لأب.
- جهة العمومة: وهي جزء جد الميت من العم الشقيق ثم العم لأب، وبعدهما ابن العم الشقيق ثم ابن العم لأب مهما نزل درجة بعد درجة، ثم عم أبيه الشقيق أو عم أبيه لأب أو ابن عم أبيه الشقيق أو ابن عم أبيه لأب، ثم عم الجد، ثم ابنه، ويُقدم القريب على البعيد هنا.
وأمّا ترتيب جمهور باقي المذاهب الأربعة والصاحبان فهو:[٦]
- جهة البنوة أو جزء الميت: وهم البنون وأبناؤهم وإن نزلوا.
- جهة الأبوّة أو أصل الميت: وهي قاصرة على الأب فقط.
- الجد مع الإخوة الأشقاء أو الإخوة لأب دون أبنائهم.
- أبناء الإخوة الذكور الأشقّاء أو ابناء الإخوة الذكور لأب مهما نزلوا.
- جهة العمومة: وتشمل أعمام الميت وأعمام أبيه وجده مهما علوا وأبناءهم.
العصبة بالغير
وتعريفها أنّها "كلّ أنثى لها فرضٌ مُقدّرٌ وجد معها ذكرٌ من درجتها، فتصير به عصبة، ولا يكون هذا النوع إلا فيمن فرضه النصف عند الانفراد والثلثان عند التعدد"، وبعد تعريفها ينبغي العلم بأنّها تُقسم إلى أنواع أربعة، وهذه الأنواع الأربعة هي:[٧]
- البنت الواحدة أو أكثر: مع ابن من درجتها، أمّا لو كانت مع ابن الابن فإنّها تكون عندها ذات فرض.
- بنت الابن الواحدة أو أكثر: مع ابن الابن من درجتها، سواء كان أخاها أم ابن عمها، وكذلك مع ابن ابن الابن الذي هو أنزل منها؛ فإنّها تتعصب به إذا احتاجت إليه بأن لم يكن لها شيء من الثلثين، ولو كان أدنى منها درجة؛ وذلك لئلّا تُحرم من الميراث، وتأخذه مَن هي أدنى منها، فإن لم تحتج إليه كبنت وبنت ابن فلا يعصبها، ولكن إذا كان ابن الابن أعلى درجة من بنت الابن فإنّه يحجبها، كبنت ابن ابن مع ابن ابن.
- الأخت الشقيقة بشقيقها: فإن كان معها أخٌ لأبٍ فلها النصف فرْضًا، وللأكثر الثلثان.
- الأخت لأب مع الأخ لأب: سواء كان شقيقًا لها أم لا، وأما الأنثى التي ليس لها فرض وأخوها عصبة كالعمة مع العم، وبنت العم مع ابن العم، وبنت الأخ مع ابن الأخ، فإنّها لا تكون عصبة بأخيها؛ لأنّها ليست صاحبة فرض.
العصبة مع الغير
وآخر نوع من أنواع العصبات في هذا المقال الذي يبيّن من هم العصبات هو العصبة مع الغير، وقال العلماء في تعريف هذا النوع إنّه كلّ أنثى تصير عصبة باجتماعها مع أنثى أخرى، وهذا النوع هو أبسط أنواع العصبات، وله حالتان فقط هما:[٨]
- الأخت الشقيقة: الواحدة فأكثر مع ابنة أو بنات، أو ابنة ابن أو بنات ابن.
- الأخت لأب: الواحدة فأكثر، وكذلك مع ابنة أو بنات، أو ابنة ابن أو بنات ابن، فالباقي عن الابنة أو البنات أو ابنة الابن أو بنات الابن للأخت أو للأخوات بالتعصيب معهن.
المراجع
- ↑ "الفرائض"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
- ↑ "العصبة "، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
- ↑ أ. د. وهبة بن مصطفى الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة 4)، دمشق: دار الفكر، صفحة 7795، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ أ. د. وهبة بن مصطفى الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة 4)، دمشق: دار الفكر، صفحة 7795، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ "العصبة بالنفس"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
- ↑ "العصبات"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
- ↑ "العصبة بالغير"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
- ↑ " العصبة مع الغير"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.