محتويات
من هم رجال الحجر
رجال الحجر هم قوم ثمود، وقد ذكرهم الله -تعالى- في القرآن الكريم، قال -تعالى-: (وَلَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلينَ)،[١]وسموا بأصحاب الحجر نسبةً للمنطقة التي يسكنونها ويطلق عليها الحجر؛ وهي منطقة تقع بين المدينة المنورة والشام، وهم ثمود قوم سيدنا صالح -عليه السلام-، ويُطلق عليهم أيضاً لقب "عاد الثانية"، وأصل الحجر يرجع في اللغة إلى كل ما يحيط بالشيء.[٢]
مكانة أصحاب الحجر
عاش أصحاب الحجر في منطقة الحِجر، وكان يُطلق عليهم قديماً الثموديين، وقد تميز الثموديون بنحت الحجر وصناعة البيوت والمقابر منها، وقد كانوا ذو قوة وبأس شديدين، وذُكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما مر على آثار مساكن أهل الحجر نهى الصحابة -رضوان الله عليهم- الدخول عليها.[٣]
وقد قام هذا النهي من النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لإحدى أمرين اثنين؛ للتأكيد على كفر أصحاب الحجر وضلالهم وطغيانهم، أو ربما خاف على المسلمين من أن يكون قد نُصب لهم فخ في هذا المكان لكيلا يقعوا فيه، فقد كان المكان صحراوياً ومن يمشي فيه يعاني من الحر والعطش والجوع.[٣]
دعوة رجال الحجر للإيمان
أرسل الله -سبحانه وتعالى- لأهل الحجر سيدنا صالح -عليه السلام- وذلك لدعوتهم إلى عبادة الله -تعالى- وحده، وترك ما هم عليه من الشرك والطغيان وعبادة الأوثان؛ ولكنهم استكبروا وطغوا في الأرض، واستهزؤوا بالنبي صالح -عليه السلام- وبدعوته، وظنوا أن قوتهم ستغنيهم عن حلول العذاب بهم.[٤]
قال -تعالى-: (وَإِلى ثَمودَ أَخاهُم صالِحًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ قَد جاءَتكُم بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكُم هـذِهِ ناقَةُ اللَّـهِ لَكُم آيَةً فَذَروها تَأكُل في أَرضِ اللَّـهِ وَلا تَمَسّوها بِسوءٍ فَيَأخُذَكُم عَذابٌ أَليمٌ* وَاذكُروا إِذ جَعَلَكُم خُلَفاءَ مِن بَعدِ عادٍ وَبَوَّأَكُم فِي الأَرضِ تَتَّخِذونَ مِن سُهولِها قُصورًا وَتَنحِتونَ الجِبالَ بُيوتًا فَاذكُروا آلاءَ اللَّـهِ وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ).[٥]
عذاب أصحاب الحجر
استمر أصحاب الحجر بالظلم والعدوان، ولم يعتبروا بقوم عاد وما حصل لهم من قبلهم، بل ازدادوا كفراً وطغياناً، وقاموا بالاعتراض على أوامر الله -تعالى- التي أخبرهم بها نبيهم -صالح عليه السلام-؛ حيث أخبرهم بعدم قتل الناقة وجعل يوم لها ويوم لهم للسقاية؛ فخالفوا أمر الله -تعالى- وقاموا بقتل الناقة.[٦]
وأمهلهم الله -تعالى- مدة ثلاثة أيام قبل إرسال العذاب، وحين حلول الوقت أرسل الله -تعالى- عليهم صاعقة من السماء جعلتهم في أماكنهم وأسقتطهم على وجوههم فأهلكتهم جميعاً، ولم تُبقي لهم أثراً كأن لم يكونوا موجودين من قبل، ونجّى الله صالح ومن آمن معه من المؤمنين.[٦]
قال الله -سبحانه وتعالى-: (لَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا صالِحًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَمِن خِزيِ يَومِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ القَوِيُّ العَزيزُ*وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ).[٧]
المراجع
- ↑ سورة الحجر، آية:80
- ↑ مجموعة من المؤلفين، التفسير الوسيط، صفحة 571. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد العزيز صالح، تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة، صفحة 139. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 145.
- ↑ سورة الأعراف، آية:73- 74
- ^ أ ب ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 114. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:66- 67