الجريمة
مع تطور المجتمع وتكاثر النَّاس بشكلٍ كبير لم تعدّ الجريمة تأخذ شكلًا واحدًا أو حتى لم تعدّ هناك إمكانيَّةٌ لحصرها في كلماتٍ قليلة، فالجريمة تلتقي في خطوطها العريضة بين جمبع الدول، وهي كل ما اتَّفق قانون العقوبات على تجريمه وجعله خطأً يُعاقب عليه فاعله، واجتماعيًّا تُعدُّ الجريمة كل فعل يتنافى مع الأخلاق العامّة لهذا المجتمع، إنَّ الجريمة في معناها الخطير تتفق عليها جميع القوانين الدولية مثل القتل والاغتصاب والرشوة فلا مجال لإخفائها أو التدليس عليها أبدًا وتكثر الجرائم في المجتمع الفقير لحاجته، لذلك كان لا بدَّ من تدعيم الحديث بصورة أخطر الجرائم التي عرفتها أمريكا وهي جرائم بوني وكلايد وفيما يأتي تفصيلها.[١]
بوني وكلايد
إنَّ الدَّافع الأوَّل لأي جريمةٍ هو الفقر فلو لم يكن هناك فقرٌ لما احتاج بعض ضعاف النفوس الاقتراب وزج أيديهم في الدماء، وربما يرى بعض النَّاس أنّ الفقر غير مبرر لأي جريمةٍ من الممكن أن يفعلها الإنسان لأنَّ الأخلاق تكون الحجاب والحاجز الأول الذي يمنعه، وتبقى تلك المسألة جدلية ما بين مؤيدٍ ومعارض، ولكن عند معرفة قصة بوني وكلايد سيتبيَّن أنَّ الفقر هو العامل الأول لتلك الجريمة، كانت البدايات من عائلةٍ صغيرةٍ في تكساس تقوم على رعي الأبقار في مزارع الأغنياء وكان لهم ابنٌ صغيرٌ يُدعى كلايد، نشأ ذلك الطِّفل حياةً غير عادية يشوبها الفقر والأسى حتَّى بدأت تظهر عليه بعض السلوكات غير الطَّبيعيَّة مثل ميوله للسادية والإجرام في الحيوانات وتعذيبهم، ونشأ على قلة نقودٍ وعوزٍ كبيرٍ من المال مما مهَّد الطريق له للتعرف على رفاق السوء الذين عادة ما تبدأ معهم أوَّل شرارة في حريقٍ كبير.
بدأ كلايد بتعلم فنون السَّرقة وأصبح على معرفةٍ وإتقانٍ بالكثير منها حتى اضطر في إحدى المرات لقتل طفلٍ من أجل الاستيلاء على نقوده وهذه كانت أول جريمةٍ في سجل كلايد وهي كانت البداية، حتَّى تتالت الأيام وتزوج من بوني المنفصلة حديثًا عن زوجها السَّابق وقاما بالتخطيط معًا لكلِّ شيء وتطوَّرت خططهم فباتت تمثل سطوًا على البنوك وقتلًا للشرطة وقد أفلتوا من العقاب مرَّات عديدة حتى انتهى بهما المطاف بأن قُتلا على أيدي رجال الشرطة، فيكون أول سجل إجرامي في أرهب النَّاس والمجتمع قد أُغلق للأبد، وفي ذلك تفصيلٌ لسيرة حياة بوني وكلايد.[٢]
فيلم بوني وكلايد
إنَّ القصص المثيرة في عالم الجريمة غالبًا ما تُشكِّل مغناطيسًا جاذبًا لمؤلفي ومنتجي الأفلام وكانت قصة بوني وكلايد وجبةً دسمةً لسينما هوليوود التي عملت على تصويره، وقد تمَّ إنتاج الفيلم الذي يُمثل قصتهما عام 1967م إذ تدور أحداثه بشكل رئيس حول هذين اللصين، ويتمُّ التصوير في أمريكا وإيضاح فكرة سرقتهما للبنوك من أجل سدّ الاحتياجات اليومية، لكن تكون نهايتهما الاغتيال على يد الشرطة نتيجة غدرٍ من صديقيهما، وقد حاز الفيلم على العديد من الجوائز مثل جائزة الأوسكار وجائزة أفضل تصوير سينمائي وكان الفيلم من إخراج أرثر بن.[٣]
المراجع
- ↑ "الجريمة والمسؤولية الجنائية"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 23-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "بوني وكلايد"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "أفضل الأفلام التي تناولت فكرة سرقة البنوك"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-01-2020. بتصرّف.