محتويات
الخلافة الراشدية
تُعرَّف الخلافة الراشديَّة بأنَّها أولى دول الخلافة الإسلامية التي تقوم بعد وفاة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فبعد وفاة رسول الله في السنة 11 للهجرة، اجتمع المسلمون ووضعوا أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- خليفةً لرسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- على المسلمين، ثمَّ عمر بن الخطاب ثمَّ عثمان بن عفان ثمَّ علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم أجمعين-، وقد استمرَّت الخلافة الراشدية مدة ثلاثين سنة؛ أي منذ عام 11 حتَّى عام 41 هجرية، لتأتي بعدها الخلافة الأموية التي بدأت عند معاوية بن أبي سفيان، وهذا المقال مخصَّصٌ للإجابة عن سؤال: من هو آخر الخلفاء الراشدين.
من هو آخر الخلفاء الراشدين
في الإجابة عن سؤال: من هو آخر الخلفاء الراشدين؟ يمكن القول إنَّ آخر الخلفاء الراشدين هو ابن عم النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أوَّل من أسلم من الصبيان الصحابيّ الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حيث بايع المسلمون عليَّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- خليفة رابعًا للمسلمين بعد وفاة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وبعض المؤرخين يعتبرون الخليفة عمر بن عبد العزيز وهو خليفة أموي وتابعي جليل خامس الخلفاء الراشدين لما شهدت فترة حكمه من عدل وتطبيق لحدود الله -سبحانه وتعالى-، ولكنَّ المعروف والمتفق عليه هو أنَّ علي بن أبي طالب هو آخر الخلفاء الراشدين الأربعة، وقد استمرَّ علي بن أبي طالب في الخلافة مدَّة خمس سنوات، من عام 35 حتَّى عام 40 هجرية تقريبًا، والله تعالى أعلم.[١]
نشأة آخر الخلفاء الراشدين
إنَّ آخر الخلفاء الراشدين هو الخليفة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، اسمه الكامل علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشيّ الهاشميّ -رضي الله عنه-، وهو ابن عم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وصهره زوج ابنته فاطمة، وكان علي يُكنَّى بأبي الحسن أبي تراب وحيدرة وأسد الله، وُلدَ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في مكة المكرمة قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة، والده سيِّدٌ من سادات قريش، وهو عم رسول الله عبد مناف أبو طالب بن عبد المطلب، كافل النَّبيِّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- عد وفاة جده، أمُّ علي بن أبي طالب هي فاطمة بنت أسد الهاشمية، كان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من أوائل الداخلين في الإسلام، فقد أسلم قبل الهجرة وكان أول المسلمين من الصبيان وثاني أو ثالث المسلمين بشكل عام.[٢]
وعندما جاء الأمر بالهجرة هاجر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بثلاثة أيام بعد أن نام في فراش رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وعندما هاجر علي آخاه رسول الله مع نفسه وزوجه ابنته فاطمة -رضي الله عنها- في السنة الثانية للهجرة، وقد شهد علي بن أبي طالب كلَّ الغزوات مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- باستثناء غزوة تبوك حيث تركه رسول الله على المدينة، وكان علي شديدًا في القتال، عُرفت عنه قصص عدَّة أبرزها قصة قتاله يوم خيبر ويوم الخندق، كما كان كاتبًا من كتَّاب الوحي، والله تعالى أعلم.[٢]
خلافة آخر الخلفاء الراشدين
بعد وفاة عثمان بن عفان -رضي الله عنه مقتولًا عام 35 للهجرة، استلم آخر الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- خلافة المسلمين في المدينة بعد أن بايعه جميع أهل المدينة من الصحابة والتابعين، وكانت رقعة الدولة الإسلامية آنذاك تمتد من بلاد فارس حتَّى مصر مع الجزيرة العربية كاملة، وقد أعلن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- للناس أنَّه سيحكم بأمر الله تعالى، وسيقضي بكتابه الحكيم وسنة نبيه -صلَّى الله عليه وسلَّم- وسينشر العدل والأمن والأمان بين الناس، فقام بداية بعزل ولاة الأمصار الذين عيَّنهم عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ووضع ولاة يثق بهم بنفسه، وفي هذا القرار خالف نصيحة بعض الصحابة الكرام في ضرورة الهدوء والتروِّي في اتخاذ القرارات.[٣]
وبعد أن استلم علي خلافة المسلمين بدأ الناس يطالبونه بالثأر من قتلة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ولكنَّ هذا ما عجز عنه علي فبدأت ملامح الفتنة الكُبرى تلوح في الأفق، حيث قامت معركة الجمل بين علي بن أبي طالب من جهة، وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- من جهة، هذه المعركة التي انتهت بمقتل الزبير وطلحة، وتشير الروايات إلى أنَّ فترة خلافة علي لم تشهد أي توسعات، إلّا أنَّها شهدت بعض الإنجازات الحضارية في الدولة، حيث نظَّم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الشرطة، وبنى المدارس ومراكز تدريس الفقه واللغة العربية السليمة، كما نشطت في عهده السبئية التي أنشاها عبد الله بن سبأ وهي أصل التشيُّع عند بعض الباحثين، وتذكر الروايات أنَّ علي بن أبي طالب قام بحرق هؤلاء ولم يبقَ منهم إلَّا ما ندر، والله تعالى أعلم.[٣]
وفاة آخر الخلفاء الراشدين
في نهاية الحديث عن آخر الخلفاء الراشدين، تجب الإشارة إلى وفاة هذا الخليفة -رضي الله عنه-، حيث تقول الرواية إنَّ علي بن أبي طالب كان يُصلِّي بالناس في مسجد الكوفة صلاة الفجر، حين ضربه رجل اسمه عبد الرحمن بن ملجم على رأسه بسيف مسموم، وتقول روايات أخرى إنَّ ابن ملجم ضرب علي بن أبي طالب وهو في طريقه إلى المسجد، وبعد أن حمله الناس على الأكتاف، قال علي -رضي الله عنه-: "أبصروا ضاربِي أطعِمُوه من طعامي، واسقوه من شرابي، النَّفس بالنَّفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلني وإنْ بقيت رأيتُ فيه رأيي"، وقد توفِّي علي بن أبي طالب بعد هذه الحادثة بثلاثة أيام، في الواحد والعشرين من رمضان من عام 40 للهجرة، والله تعالى أعلم.[١]
المراجع
- ^ أ ب "الخلفاء الراشدون"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "علي بن أبي طالب رضي الله عنه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "علي بن أبي طالب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 06-07-2019. بتصرّف.