الكعبة المشرفة
الكعبة أول بيت وضع للناس، فقد قال سبحانه: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}،[١] وقد أمر الله تعالى إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- ببناء الكعبة ورفع قواعدها، والكعبة هي قبلة المسلمين، والكعبة مقصد المسلمين في الحج والعمرة، والكعبة تقع وسط المسجد الحرام تقريباً الذي يُعدّ أول المساجد التي تشد إليها الرحال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأقْصَى".[٢][٣]
من هو أبرهة الحبشي
هو أبرهة بن الصّباح كان عاملاً لملك الحبشة على اليمن، كان العرب يذهبون في كل عام للحج في مكة المكرمة، فحاول أبرهة الحبشي صدّ الناس عن الكعبة المشرفة ببناء كنيسة في اليمن، ولقد اعتنى فيها غاية الاعتناء، وعندما علم رجل من بني كنانة بذلك، ذهب إلى الكنيسة ليلاً وأخذ يعبث فيها، فلما علم أبرهة الحبشي بذلك غضب وقرر هدم الكعبة المشرفة، فطلب من النجاشي أن يبعث له بفيلٍ عنده، وكان هذا الفيل معروفاً بقوته وضخامته، فخرج أبرهة الحبشي متوجهاً هو وجيشه لهدم الكعبة المشرفة.[٤]
حادثة الفيل
سار أبرهة الحبشي هو وجيشه إلى مكة المكرمة، وفي الطريق وجد ذو نفر أحد ملوك اليمن، ولقد حاول ذو نفر قتاله ومنعه من هدم الكعبة، لكن أبرهة هزمه وجيشه وأخذه أسيراً عنده، ثم خرج لقتال أبرهة نفيل بن حبيب ومعه بعض القبائل العربية، لكن أبرهة استطاع هزيمتهم أيضاً، ثم أرسل أبرهة حناطة الحميري إلى مكة ليسأل عن شريفها وسيدها، ويبلغه أنّه أتى لهدم الكعبة وليس لقتالهم، وكان عبدالمطلب بن هاشم هو شريف مكة، فقال لحناطة الحميري: "والله ما نريد حربه، وما لنا بذلك من طاقة، هذا بيت الله الحرام، وبيت خليله إبراهيم عليه السلام - أو كما قال - فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه، وإن يُخل بينه وبينه، فوالله ما عندنا دفع عنه"، ثم خرج عبدالمطلب هو وقريش إلى الشعاب، وفي الصباح تهيأ أبرهة هو وجيشه لهدم الكعبة المشرفة، وعندما حاول المسير إلى الكعبة المشرفة توقف الفيل عن الحركة، وعندها أرسل الله -تعالى- طير على جيش أبرهة، ومع كل طير حجران في رجليه وحجر في منقاره، فأرسلت هذه الطير الحجارة على جيش أبرهة، وكانت لا تصيب أحد إلا هلك، وأرسل الله -تعالى- الداء على أبرهة حتى مات هو ومن معه جميعا، وهذه الحادثة ذكرها الله -تعالى- في القرآن الكريم في سورة الفيل، فقد قال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ}،[٥] فقد حَفِظَ الله -تعالى- الكعبة المشرفة من كيد أبرهة وجيشه.[٦]
المراجع
- ↑ سورة آل عمران، آية: 96-97.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1189، حديث صحيح.
- ↑ "مكانة الحرم المكي وخصائصه"، islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "أصحاب الفيل"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الفيل، آية: 1-5.
- ↑ "عام الفيل"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.