الصحابة
يُطلق مصطلح الصحابي على كلِّ من لقي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو مؤمن به ثمَّ مات على إيمانه ولو ارتدَّ فيما بقي من حياته ورجع عن ردِّته، وحتّى من لقي رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- ولم يره لمانع كالعمى فهو معدود من الصحابة، فعبد الله بن أم مكتوم -رضي الله عنه- كان ضريرًا ولم يرَ وجهَ رسولِ الله ولكنَّه معدودٌ من الصحابة الكرام، أمَّا من آمن برسول الله ولم يلْقَهُ فهو لا يُعدُّ من الصحابة كأويس القرني الذي أسلم ولم يرَ رسول الله فعُدَّ من التابعين لا الصحابة، وهذا المقال سيجيب عن السؤال القائل من هو أبو موسى الأشعري كما سيتحدَّث عن وفاة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.[١]
من هو أبو موسى الأشعري
أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- هو عبد الله بن قيس بن سليم يرجع نسبه إلى قبيلة الأشعريين القحطانية في اليمن، جاء أبو موسى الأشعري إلى مكة قبل البعثة، ثمَّ أسلم في مكة ورجع إلى أهله في اليمن، ثمَّ بعد عودتِهِ إلى اليمن خرج منها ومعه خمسون رجلًا من أهله، ولمَّا ركبوا البحر جرفهم الموج إلى الحبشة فالتقوا في الحبشة بالمسلمين المهاجرين إلى الحبشة، ورجعوا معهم إلى المدينة المنورة ووصلوا إليها يوم فتح خيبر، فقال لهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "بلْ لكم الهِجرةُ مَرَّتَينِ: هِجرتُكم إلى الحَبشةِ، وهِجرتُكم إلى المدينةِ"،[٢]وقد استعمل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل -رضي الله عنهما- على اليمن.[٣]
وبعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام، شارك أبو موسى في فتح بلاد الشام، ثمَّ تولَّى ولاية البصرة في عهد خلافة عمر بن الخطاب، وقد أوكل إليهِ عمر مهمة فتح الأهواز وأصفهان ففتحهما سنة 23هـ، وشارك أيضًا في فتح تستر والرُّها وسميساط، وبعد مقتل عمر بن الخطاب واستلام عثمان بن عفان خلافة المسلمين، عزلَ عثمان أبا موسى من ولاية البصرة وعيَّن مكانه عبد الله بن عامر بن كريز، فانتقل أبو موسى إلى مدينة الكوفة، ثمَّ استعمله عثمان بن عفان على الكوفة بعد أن عزل سعيد بن العاص، وعندما انتقلتِ الخلافة إلى علي بن أبي طالب عزل علي أبا موسى من ولاية الكوفة، ولمّا اشتعلتِ الفتنة الكبرى كان من المحكمين بين الأطراف المتنازعة في موقعة صفين، وقد اختلف المؤرخون في وقت وفاته؛ فقيل: توفي أبو موسى سنة اثنتين وخمسين وقيل اثنتين وأربعين وقيل أربع وأربعين، والله تعالى أعلم.[٤]
قراءة أبي موسى الأشعري للقرآن
كان أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- من حفظة القرآن الكريم، وقد أوتي صوتًا حسنًا في ترتيل كتاب الله تعالى، فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "سمعَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قراءةَ أبي موسى فقالَ: لقد أوتيَ هذا مزمارًا من مزاميرِ آلِ داودَ"،[٥]وقال أبو عثمان النهدي: "ما سمعتُ مزمارًا ولا طنبورًا ولا صنجًا أحسن من صوت أبي موسى الأشعري، إنْ كان ليصلي بنا فنود أنَّه قرأَ البقرة، من حسن صوته"، وفي فترة ولايته للبصرة كان أبو موسى يقرأ القرآن على أهلها ويعلِّمهم الفقه في الدين، فقال عنه الحسن بن علي بن أبي طالب: "ما أتاها راكب خير لأهلها منه"، والله تعالى أعلم.[٤]
المراجع
- ↑ "معرفة الصحابة والتابعين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 19694، حديث صحيح.
- ↑ "أبو موسى الأشعري"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "أبو موسى الأشعري"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1020، حديث إسناده صحيح.