الدعوة إلى الله
الدعوة إلى الله لها أُسس عظيمة ينبغي على الداعي التَّنبه إليها، فهي إحدى أهمِّ أساسات بناء الدين الإسلامي وانتشاره، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}،[١] فمن خلال الدعوة إلى الله قام الدين الإسلامي وبلغ جميع أصقاع الدنيا، ومن خلالها يُعبد الله، وبها يعرف الناس دينهم ويُميزون الحلال عن الحرام، ومن خلالها يتَّصل المرء بخالقه بعد الوصول إلى توحيده ومعرفة حدود ما أنزل من أحكام، لذلك فهي وظيفةٌ ساميةٌ وقد كان أول الدعاة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اشتهر خلال فترة ظهور الإسلام وحتى هذه الأيام العديد من الدعاة، ومنهم الداعية أحمد ديدات، فمن هو أحمد ديدات؟.[٢]
من هو أحمد ديدات
الشيخ أحمد ديدات داعية مسلم من قارة أفريقيا، حيث ولد في قرية اسمها تادكهار فار، وكان مولده عام 1918م، أما اسم والده فهو أحمد حسين كاظم، فيكون اسمه كاملًا هو: أحمد حسين كاظم ديدات، كان أبواه مسلمان وكانا يعملان في الزراعة في قريتهما التي ولد فيها الشيخ، ثم انتقل والد الشيخ أحمد إلى منطقة في جنوب أفريقيا واستقر فيها وعمل ترزيًا، وخلال ذلك التحق الشيخ أحمد ديدات في مدرسة المركز الإسلامي في منطقة ديربان التي كان يُقيم فيها مع أبيه وتعلم فيها منهج أهل السنة، وفي الأربعينيات من القرن الماضي قدمت جماعة تنصيرية إلى الدكان الذي كان يعمل فيها حينه، وبدأوا بتوجيه الكثير من الأسئلة عن الإسلام إلا أنَّ الشيخ عجز عن الإجابة عنها.[٣]
بعد تلك الحادثة توجه الشيخ إلى دراسة الأناجيل كلها بلغاتها المختلفة حتى العربية، وعمل لها دراسةً مقارنةً ليجد الثغرات الموجودة فيها، وبدأ الشيخ في التصدي للتنصيريين بكامل قوته، في عام 1959 ترك الشيخ جميع أعماله ليتفرغ بعدها لهدفه الأساسي الذي هو الدعوة إلى الله ومحاربة التنصيريين، وشرع في عقد المناظرات والمحاضرات التي يردُّ فيها على الشبهات التي يُثيرها التنصيريون عن الإسلام، وخلال ذلك تنقل بين العديد من دول العالم وعُرف بمناظراته الحادة مع كبار رجال الدين المسيحي، ثم أنشأ الشيخ مدرسةً لتخريج الدعاة إلى الله في ديربان، كما أسس معهد الدعاة المختص بذلك.[٣]
إنجازات أحمد ديدات ووفاته
ساهم الشيخ أحمد ديدات رحمه الله في نشر الدين الإسلامي ودحض الالتهامات التي شنَّها التنصيريون للتشكيك بالدين الإسلامي، ومن بين أهمِّ إنجازاته أن قام بتأليف أكثر من عشرين ألف كتابٍ طُبعت ووزعت في أرجاء المعمورة، كما نُشر له العديد من التسجيلات الصوتية والمرئية للمناظرات والمحاضرات والندوات التي كان يعقدها أو يُحاضر فيها، ولخدمته تلك للإسلام والمسلمين تمَّ منحه جائزة الملك فيصل العالمية وكان ذلك عام 1986م، داهم الشيخ أحمد ديدات مرضٌ خطير وذلك تحديدًا عام 1996م، وقد أُصيب على إثره بالشلل التام في جسده كُلِّه باستثناء دماغه ومع ذلك واصل دعوته من خلال الإجابة على ما يرد إليه من رسائل والتي تصل إلى حوالي 500 رسالة يوميًا.[٤]
المراجع
- ↑ سورة يوسف، آية: 108.
- ↑ "أهمية الدعوة إلى الله تعالى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-2-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "سيرة الشيخ أحمد ديدات"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-2-2020. بتصرّف.
- ↑ "نبذة مختصرة عن الشيخ أحمد ديدات"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-2-2020. بتصرّف.