من هو ابن الذبيحين؟

كتابة:
من هو ابن الذبيحين؟

من هو ابن الذبيحين

ابن الذبيحينِ هو رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- في حال صحّ الحديث الذي وردَ في شأنِ ابن الذبيحينِ،[١] حيث ذُكر في كتاب تفسير القرآنِ حديثًا بإسنادٍ غريبٍ متنه: (كنَّا عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجاءه رجلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ عُدْ عليَّ ممَّا أفاء اللهُ عليك يا بنَ الذَّبيحَيْن، فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم).[٢]

ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف من قبيلةِ قريش، ويصلُ نسبه إلى نبيِّ الله إسماعيلَ بن إبراهيمَ -عليهما السلام- وُلدَ رسول الله يومَ الاثنين، في الثاني عشر من ربيع الأول من عامِ الفيلِ،[٣] وتُوفي في يومِ الاثنين في الثاني عشر من ربيعِ الأول من العام الحادي عشر للهجرة.[٤]

من هم الذبيحين

ورد في الحديث الذي أخرجه ابن كثير في كتاب تفسير القرآن الكريم أنَّ الذبيحين هما: إسماعيل -عليه السلام- وعبد الله بن عبد المطلب والد النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-،[١] وبيانُ قصةِ كلِّ واحدٍ منهما بشيءٍ من التفصيلِ فيما يأتي:

الذبيح إسماعيل عليه السلام

رأى نبيَّ الله إبراهيم -عليه السلام- في المنامِ أنَّه يذبح ابنه إسماعيلَ، ومعلومٌ أنَّ رؤيا الأنبياءِ حقٌ، فقصَّ إبراهيمُ هذه الرؤيا على ولده، وعرضَ عليه الأمرَ، فتقبل إسماعيل هذا الأمرَ الإلهيِّ بالرضا والتسليمِ، وبالفعلِّ همَّ إبراهيمُ بذبحِ ابنه الذي يحبُّه، لكن قبلَ أن يتمَّ الذبحُ، نادى الله -عزَّ وجلَّ- إبراهيمَ، وأمره بالكفِّ والتوقفِ عمَّا همَّ به، وافتداهُ بكبشٍ عظيمٍ.[٥]

جاء ذكر هذه القصة في قول الله -تعالى-: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ* فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ).[٦]

الذبيح عبد الله والد رسول الله

أُمر عبد المطلب جدُّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفرِ بئرِ ماءِ زمزم، ونذر حينها أن يذبحَ أحدَ أولاده إن سهَّل الله -عزَّ وجلَّ- عليه ذلك، وبالفعلِ قام واقترعَ بين أولاده، فوقعت القرعةُ على ابنه عبد الله والد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبالفعلِ همَّ بذبحه، إلَّا أنَّ أخواله لم يقبلوا.[٧]

واقترحَ أخوال عبد الله على عبد المطلبِ أن يفتدي ابنه بمائةِ ناقةٍ،[٧] وقد جاء ذكر هذه القصةِ في حديث غريب الإسناد: (إنَّ عبدَ المطَّلبِ لمَّا أمر بحفرِ زمزمَ نذر للهِ إن سهَّل اللهُ أمرَها عليه ليذبَحَنَّ أحدَ ولدِه، قال: فخرج السَّهمُ على عبدِ اللهِ فمنعه أخوالُه وقالوا افْدِ ابنَك بمائةٍ من الإبلِ، ففداه بمائةٍ من الإبلِ).[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب إبراهيم بن محمد بن حمزة الحسيني، البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف، بيروت:دار الكتاب العربي، صفحة 293، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب رواه ابن كثير، في تفسير القرآن ، عن عبدالله الصناجي، الصفحة أو الرقم:29، غريب جدا.
  3. مجموعة من المؤلفين، التعريف في الإسلام، صفحة 178. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 272. بتصرّف.
  5. وهبة الزحيلي (1991)، التفسير المنير (الطبعة 1)، دمشق- سورية:دار الفكر، صفحة 117-118، جزء 16. بتصرّف.
  6. سورة الصافات، آية:102-107
  7. ^ أ ب أحمد بن الصديق الغماري (1987)، الهداية في تخريج أحاديث البداية (الطبعة 1)، بيروت- لبنان:دار عالم الكتب، صفحة 165، جزء 6. بتصرّف.
4587 مشاهدة
للأعلى للسفل
×