محتويات
ابن عطاء الله السكندري: لقبه ونشأته
كيف سلك ابن عطاء الله طريق التصوف؟
ابن عطاء الله السكندري أو الإسكندري أو الإسكندراني (658هـ - 1259م / 709هـ - 1309م) هو أحد أقطاب التصوّف في العالم الإسلامي منذ ذيوع اسمه مع نهايات القرن السابع الهجري، اسمه الكامل كما أثبته أهل التراجم هو: "أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله بن عبد الرحمن بن عبد الكريم بن الحسن المالكي"، كنيته أبو الفضل، وكان لقبه تاج الدين وترجمان العارفين، ولد في الإسكندريّة ونشأ فيها زمنًا ثمّ انتقل إلى القاهرة وأقام فيها حتى وفاته، نشأ في بيت من بيوت العلم، إذ كان جدّه الشيخ عبد الكريم من العلماء أرباب المؤلفات والتصانيف، فنشأ محبًّا للعلم وأهله، وكان في بداياته مبغضًا للتصوف مثل جدّه عبد الكريم.[١]
نشأ الشيخ ابن عطاء الله كما ينشأ أكثر أهل زمانه من الذين يوجههم أهلهم نحو العلم، فحفظ القرآن الكريم ودرس الحديث النبوي والفقه والأصول وعلوم اللغة العربية العربية وغير ذلك من علوم الشريعة في مساجد الإسكندريّة، ثمّ ما لبث أن قرّر الرحيل إلى القاهرة لاستكمال طلب العلم[٢]، كون القاهرة وقتها من حواضر العالم الإسلامي وفيها يجتمع العلماء وتتلاقى الأفكار، خاصّة أنّ ذلك الوقت كان في أعقاب صعود المماليك إلى سدّة الحكم وحالة الأمان التي كانت تحظى بها مصر والقاهرة على وجه الخصوص كونها كانت العاصمة السياسية للمماليك بعد إثبات أنفسهم حرّاسًا أمناء للعالم الإسلامي بعد دحر المغول في معركة عين جالوت سنة 658هـ وقتال الحملات الصليبية.[١]
رحل الشيخ ابن عطاء الله وكان قصده تعلّم الفقه والشريعة من علماء القاهرة، وكما مرّ فقد كان الشيخ مبغضًا للتصوف وأهله، ولكن في القاهرة حدث أمرٌ قلب الموازين في رأس ابن عطاء الله وجعله يعيد النظر في رأيه في الصوفية، فقد التقى هناك بالشيخ أبي العباس المرسي وصار يسمع كلامه فيقع في قلبه وعقله موقع الرضا والقبول، ومنذ ذلك الوقت صار ابن عطاء الله صوفيّ المشرب والطريق، وصار من أشدّ الملازمين للشيخ أبي العباس المرسي، حتى إنّه قد خلفه على كرسيه في الجامع الأزهر بعد وفاته، وصار يعِظ الناس بكلام "يروّح القلوب" كما قيل عنه.[٣]
اتّبع ابن عطاء الله طريق التصوف، تحديدًا الطريقة الشاذلية التي أسّسها الشيخ أبو الحسن الشاذلي المتوفّى "656هـ"، فخلفَ أبا الحسن الشاذلي الشيخ أبو العباس المرسي، ثمّ خلفَ المرسي ابنُ عطاء الله، فصار شيخ الطريقة الشاذلية في عصره، وكان مالكيًّا في الفقه حاله حال كثير من أهل مصر والمغرب العربي في ذلك الوقت،[٤] غير أنّ تاج الدين السبكي -وهو من المعاصرين له وكان والده تقي الدين من تلامذته- صاحب طبقات الشافعية قد وضع الشيخ ابن عطاء الله في كتابه وقال إنّه يراه شافعيًّا، ثمّ قال إنّ بعض الناس يقولون إنّه كان مالكيًّا.[٣]
كتب ابن عطاء الله السكندري
من أبرز الذين شرحوا الحكم العطائية؟
لقد ترك الشيخ ابن عطاء الله كثيرًا من الكتب، بعضها مشهور أكثر من بعض، وتختلف الشهرة بحسب البلد وبحسب الكتاب والاهتمام به، ومن كتبه:
الحكم العطائية على لسان أهل الطريقة
هو أحد أشهر كتب الشيخ ابن عطاء الله السكندري، حتى إنّ معظم الناس لا يعرفون للشيخ سوى هذا الكتاب، يحتوي الكتاب على حِكَم هي عبارة عن عبارات قصيرة -وقد تطول أحيانًا- تحملُ في طيّاتها كثيرًا من المعاني الجليلة النافعة، حتى إنّ شرح الجملة الواحدة قد يأخذ من الشارح عدّة صفحات حتى يستكمل ما في ذهنه عنها، قال عنها الشيخ العلامة السوري محمد سعيد رمضان البوطي -رحمه الله- فيما ينقله عن بعض مشايخه: لو ساغ أن يُقرأ في الصلاة بغير القرآن الكريم لقُرئت الحكم العطائية، وكان الشيخ البوطي من أشهر من شرح هذه الحِكَم، وفيما يأتي نبذة عن الكتاب.[٥]
موضوعات الكتاب
إنّ كتاب الحكم العطائية هو كتاب صغير الحجم ولكنّه ذو فائدة عظيمة لمن قرأه، يتكون من حكم قد استقاها ابن عطاء الله من القرآن الكريم وسنّة النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ويمكن تقسيم الكتاب إلى ثلاثة أقسام رئيسة تدور حولها حكم ابن عطاء الله رحمه الله، وتلك الأقسام هي:[٥]
- القسم الأول: وهو قسم التوحيد، فالحكم التي تدور في فلك القسم الأول تدور حول معاني التوحيد وإفراد الله عز وجل بالعبودية وصيانة المسلم والحفاظ عليه وعلى عقيدته من الانجراف وراء أهواء الإلحاد أو من أن يتسرّب إليها شيء من الشرك الخفي الذي لا يشعر به الإنسان عادة.
- القسم الثاني: وهو القسم الذي يُعرف به التصوف على مر التاريخ والعصور، وهو القسم الخاص بتزكية النفس وتهذيبها وتنقيتها مما قد يشوبها من الأخلاق الدنيّة وغيرها، وفيه رفع للأخلاق وحمل لها على المكارم.
- القسم الثالث: وهو القسم الذي يدور حول السلوك وأحكامه المختلفة في طريق السير إلى الله تعالى، وهذا القسم قد أُلّفَ فيه في التصوف كثير من الكتب، ونُظمت في معانيه كثير من الشعر الصوفي.
ينبغي العلم أنّ هذا التقسيم ليس هو تقسيم الكتاب كما كان عندما وضعه مؤلّفه، وإنّما هذا التقسيم من حيث ماهيّة الموضوعات التي يتألّف منها هذا الكتاب بعد قراءته وتمحيص النظر فيه.[٥]
شروحات الكتاب
شرح كتاب الحكم العطائية كثير من شيوخ الإسلام منذ مئات السنين وحتى اليوم، وكانت الشروحات تختلف بين مؤلّف وآخر بحسب النظرة التي ينظر من خلالها إلى الكتاب، ولكنّها في النهاية تدور حول فلك واحد ومعنى واحد وإن اختلفت الطرق في الوصول إلى المعنى، فإذا كانت المادة التي جاء فيها الكتاب واحدة فإنّ المعاني ستكون واحدة بلا شك،[٥] وفيما يأتي سردٌ لأبرز شروحات الحكم العطائية:
- شرح الشيخ البوطي: أصل هذا الكتاب دروس صوتية كان قد أملاها الشيخ -رحمه الله- في مساجد دمشق مثل السنجقدار وتنكز والإيمان، فأشرف على تحويلها من دروس مسموعة إلى كتاب، وصدر الكتاب عام 2000م، دمج البوطي في شرحه بين روحانية التصوف وعقلانيته المعروفة، وقد تستغرق الحكمة الواحدة منه 5 صفحات.[٥]
- شرح الشيخ زروق الفاسي: اسمه الكامل "قرة العين في شرح حكم العارف بالله ابن عطاء الله السكندري"، وقد حققه الشيخ عبد الحليم محمود وصدر عام 1985م في القاهرة، وهو عبارة عن كتاب من جزء واحد، فيه شرح للحكم العطائية بطريقة موجزة أخف مما شرحه به الشيخ البوطي، ويقع الكتاب في نحو 300 صفحة.[٦]
- شرح ابن عبّاد النفري الرندي: اسمه الكامل "غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية" ألّف هذا الكتاب الإمام ابن عبّاد المتوفى 792هـ، يقع الكتاب في نحو 210 صفحات، يستغرق شرح الحكمة الواحد صفحة أو اثنتين، فيه شرح بروح القرن الثامن ولغته، وقد حقّق الكتاب محمد عبد المقصود هيكل وصدر عام 1988م.[٧]
- شرح الشيخ ابن عجيبة: واسم الكتاب الكامل "إيقاظ الهمم في شرح الحكم"، وضعه الشيح أحمد بن عجيبة الإدريسي المتوفى عام 1224هـ وحققه محمد أحمد حسب الله وصدر عام 1983م، وهو كتاب ضخم يقع في نحو 600 صفحة، ألّفه بناء على طلب من شيخه، وفيه شرح يميل إلى ألفاظ التصوف، ويستطرد في شرح الحكمة ويأتي لها بشواهد من الكتاب والسنة النبوية .[٨]
- شرح الشيخ محمد صحري: وهو شرح لطيف يقع في نحو 60 صفحة واسمه "مراحل السلوك الصوفي من خلال الحكم العطائية" وضعه الشيخ د. محمد صحري ونُشر عام 1998م، يمكن القول إنّ الكتاب فيه محاولة لإذكاء نار التصوف وبعثها من تحت الرماد من خلال دراسة الحكم العطائية بوصفها نهجًا يفسر سلوك التصوف، وهو شرح قصير لا يتجاوز بضعة أسطر تحت الحكمة، وأحيانًا تكون الحكمة أطول منه.[٩]
كتب صنفها ابن عطاء الله السكندري
- كتاب "تاج العروس وأُنس النفوس": طُبع الكتاب سنة 2006م، وهو كتاب في تزكية النفس وتقويمها للوصول إلى حقيقة التصوف والشعور بلذة القرب إلى الله تعالى، يبدأ الكتاب بباب التوبة إلى الله تعالى، ويمرّ على مجاهدة النفس وحقيقة الإيمان والتحذير من الحسد وآفات النفس وأسباب دخول النار وحقيقة التقوى وغير ذلك.[١٠]
- كتاب "الله القصد المجرّد في معرفة الاسم المفرد": طُبع الكتاب سنة 2002م، وهو كتاب في أصله رسالة صغيرة قد وضعها ابن عطاء الله في التوحيد، ومدارها حول اسم الله تعالى "الله" من خلال الوقوف على اشتقاق هذه الكلمة وذكر معانيها وفوائد الذكر بها وغير ذلك.[١١]
- كتاب "لطائف المنن": طُبع الكتاب سنة 2006م، وهو كتاب عبارة عن ترجمة لشيخين يُدين لهما ابن عطاء الله بالولاء، وهما: أبو العباس المرسي شيخه الأقرب الذي لازمه كثيرًا، والشيخ الأكبر للطريقة الشاذلية أبو الحسن الشاذلي مؤسس الطريقة والمنظّر لها وواضع أسسها.[١٢]
- كتاب "مفتاح الفلاح في ذكر الله الكريم الفتّاح": وهذا الكتاب في نسبته للشيخ ابن عطاء الله شك، فقد نفى خير الدين الزركلي صاحب كتاب الأعلام نسبته إليه، ولكن ذكرَ الشيخ عماد الدين أنّ والده الشيخ عبد القادر عيسى قال إنّ الكتاب لابن عطاء الله، ولكن نقل مسائل الكتاب ابن القيّم وأضاف إليها بعض الأمور ولم ينسبها لابن عطاء الله فاعتقد الناس أنّه لابن القيم.[١]
طريقة ابن عطاء الله السكندري الصوفية وأفكاره
متى جلس ابن عطاء الله على كرسي التصوف في الأزهر؟
إنّ الطريقة التي اتبعها ابن عطاء الله السكندري في التصوف هي الطريقة الشاذلية التي تلقّفها عن الشيخ أبو العباس المرسي وريث الإمام أبي الحسن الشاذلي مؤسس الطريقة الشاذلية وواضع أسسها، وقدر طالت مرافقته للشيخ المرسي حتى ورث عنه كرسيه في الجامع الأزهر سنة 686هـ، كانت طريقة ابن عطاء الله وأفكاره في نشر التصوّف تقضي أن يمزج بين آثار السلف الصالح وأقوالهم وأقوال الصحابة والحديث الشريف والقرآن الكريم وبين الفكر الصوفي الصافي الخالي من الشوائب والشطحات التي لا تنتمي إلى الإسلام في شيء.[٢]
لذا فقد جذب إليه أنظار كثير من علماء عصره من الموالين للصوفية ومن المخالفين لها، ولا سيّما أنّ العصر الذي عاش فيه ابن عطاء الله كان فيه صراع شديد بين الصوفية وبين المنكرين عليهم ممّن يرمون التصوف بالبِدَع مثل ابن تيمية الذي كان بينه وبين الشيخ ابن عطاء الله شأن بسبب وقوف الشيخ ابن تيمية ضدّ التصوّف وأهله عمومًا، ولكن كان لأفكار ابن عطاء الله صدى واسع قد بلغ الملوك والأمراء والعوام والخواص، وهذا ربما يعود لأنّه قد مزج بين كلام أهل التصوف وبين القرآن والسنة وكلام السلف، وصحيح أنّ التصوف الحقيق يرجع في أصله إلى الكتاب والسنة ولكنّ كلامهم لا يفهمه إلّا من كان منهم.[٢]
من هنا انطلق ابن عطاء الله في دروسه التي أملاها على الناس في التصوف، ولذلك فقد لقي استحسان رجل من أئمة المسلمين مثل الإمام الذهبي الذي قال عنه: "كَانَت لَهُ جلالة عَجِيبَة وَوَقع فِي النُّفُوس ومشاركة فِي الْفَضَائِل، وَرَأَيْت الشَّيْخ تَاج الدّين الفارقي لما رَجَعَ من مصر مُعظما لوعظه وإشارته، وَكَانَ يتَكَلَّم بالجامع الْأَزْهَر فَوق كرْسِي بِكَلَام يروح النُّفُوس ومزج كَلَام الْقَوْم بآثار السّلف وفنون الْعلم فَكثر أَتْبَاعه وَكَانَت عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر"، وكان الشيخ ابن عطاء الله من شيوخ التصوف المشهورين بكراماتهم التي قد أكرمهم الله تعالى بها.[١٣]
يروي عنه الإمام الذهبي فيقول: "يُقَال إنّ ثَلَاثَة قصدُوا مَجْلِسه فَقَالَ أحدهم لَو سلمت من العائلة لتجردت وَقَالَ الآخر أَنا أُصَلِّي وَأَصُوم وَلَا أجد من الصّلاح ذرة فَقَالَ الثَّالِث إِن صَلَاتي مَا ترضيني فيكيف ترضي رَبِّي فَلَمَّا حَضَرُوا مَجْلِسه قَالَ فِي أثْنَاء كَلَامه وَمن النَّاس من يَقُول فَأَعَادَ كَلَامهم بِعَيْنِه"، ومن هذه الأحوال ذاع صيت الشيخ ابن عطاء الله وطار في الآفاق حتى بلغ ما بين المشرقين كما قيل.[١٣]
وفاة ابن عطاء الله السكندري
أين دفن ابن عطاء الله؟
لم يذكر مَن ترجموا لابن عطاء الله -رحمه الله- أنّه قد أصابه مرضٌ أو ألمّ به شيء في أواخر حياته، والظاهر أنّ وفاته كانت طبيعية وربما لم يشكُ من علّة قريبًا من وفاته؛ فعلى الأغلب كان عمره عند الوفاة نحوًا من خمسين عامًا كونهم قد اختلفوا في تحديد تاريخ الوفاة، ولكنّهم أجمعوا على أنّه ولد في 656هـ أو بعدها، فذكروا أنّه كان كهلًا حين مات، والكهولة هي السن التي بين الأربعين والستين، فمات ابن عطاء الله في نصف جمادى الآخرى في المدرسة المنصورية سنة 709هـ، وكانت جنازته حافلة كما يروي ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة، وقد دُفن في سفح جبل المقطم.[٢]
تلاميذ ابن عطاء الله السكندري
كيف صار ابن عطاء الله أستاذ القرافي؟
لقد تتلمذ على ابن عطاء الله السكندري كثير من الخلق من المسلمين، ولعلّ أشهرهم:
- تقي الدين السبكي: وهو شيخ مبرّز من شيوخ الشافعية ووالد الشيخ تاج الدين السبكي، تتلمذ على ابن عطاء الله في التصوف كما يذكر ابنه تاج الدين،[٣] وقد كان فقيهًا مُحدّثًا مفسرًا مُقرئًا شافعي المذهب، وكان شيخ الإسلام في عصره.[١٤]
- شهاب الدين القُرافي: وهو من أعلام الفقه المالكي، تتلمذ على ابن عطاء الله في التصوف كما يذكر البوطي في شرحه للحكم، والظاهر أنّها كانت تلمذة غير طويلة، فقد كان القرافي معاصرًا لابن عطاء الله ومات قبله بزمن طويل قبل أن يخلف المرسي في كرسي التدريس في الأزهر بعامين.[٥]
- داود بن عمر بن إبراهيم الشاذلي: وهو من الأئمة الراسخين في العلم ومن أعلام المذهب المالكي كما يروي الكمال الشُّمُنّي، كان من الأئمّة المتكلّمين، ومن الصوفية الأعلام، صحب ابن عطاء الله زمنًا وأخذ عنه التصوف الحق.[١٥]
اقتباسات لابن عطاء الله السكندري
متى يكون المنع هو عين العطاء كما يشرح ابن عطاء؟
لقد كانت أقوال ابن عطاء الله موردًا مهمًّا من موارد التصوّف تلقّفها عنها تلامذته ودوّنوها في كراريس، ومن تلك الأقوال:[٣]
- "إرادتك التَّجْرِيد مَعَ إِقَامَة الله لَك فِي الْأَسْبَاب من الشَّهْوَة الْخفية وإرادتك الْأَسْبَاب مَعَ إِقَامَة الله إياك فِي التَّجْرِيد انحطاط عَن الذرْوَة الْعلية".
- "ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك، ومتى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء".
- "مَا أَرَادَت همة سالك أَن تقف عِنْدَمَا كشف لَهَا إِلَّا ونادته هواتف الْحَقَائِق الَّذِي تطلب أمامك وَلَا تبرجت ظواهر الكرامات إِلَّا نادت حقائقها {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ}".
قد يهمك هذا المقال: أبرز حكم ابن عطاء الله السكندري.
أقوال عن ابن عطاء الله السكندري
كيف وصف الداودي ابن عطاء الله؟
لقد أشاد غير واحد من أئمة الإسلام بالشيخ ابن عطاء الله، وممّا قالوه عنه:
- قال عنه ابن حجر العسقلاني: "كَانَ الْمُتَكَلّم على لِسَان الصُّوفِيَّة فِي زَمَانه".[٢]
- قال عنه شمس الدين الداودي: "كان جامعًا لأنواع العلوم من تفسير وحديث، ونحو وأصول وفقه، وغير ذلك"، وقال أيضًا: "كان رحمه الله متكلمًا على طريقة أهل التصوف، واعظًا، انتفع به خلق كثير وسلكوا طريقه، وكان شاذلي الطريقة، ينتمي إلى الشيخ أبي الحسن رحمه الله، وكان أعجوبة زمانه في كلام التصوف".[١٦]
- نقل عادل نويهض عن جمع من العلماء: "قدم القاهرة وتكلم بالجامع الأزهر وغيره بكلام على طريقة القوم، فأحبه الناس وكثرت أتباعه".[١٧]
المراجع
- ^ أ ب ت ابن عطاء الله السكندري، عنوان التوفيق في آداب الطريق _ مقدمة المحقق، حلب:دار الغزالي، صفحة 11 - 15. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، حيدر أباد - الهند:مجلس دائرة المعارف العثمانية، صفحة 324 - 326، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث تقي الدين السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، القاهرة:دار هجر للطباعة والنشر، صفحة 23، جزء 9. بتصرّف.
- ↑ ابن عطاء الله السكندري، تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس _ مقدمة المحقق، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 4. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح محمد سعيد رمضان البوطي، الحكم العطائية شرح وتحليل، دمشق:دار الفكر، صفحة 5 - 10، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أحمد بن عيسى الفاسي زروق، شرح حكم ابن عطاء الله، القاهرة:مطابع دار الشعب، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ ابن عباد النفري، شرح الحكم العطائية، القاهرة:مركز الأهرام للترجمة والنشر، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ أحمد ابن عجيبة الحسني، إيقاظ الهمم في شرح الحكم، القاهرة:دار المعارف، صفحة 7 - 16. بتصرّف.
- ↑ محمد صحري، مراحل السلوك الصوفي من خلال الحكم العطائية، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ ابن عطاء الله السكندري، تاج العروس وأُنس النفوس، القاهرة:المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ ابن عطاء الله السكندري، القصد المجرد في معرفة الاسم المفرد، القاهرة:مكتبة مدبولي، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ ابن عطاء الله السكندري، لطائف المنن، القاهرة:دار المعارف، صفحة 7. بتصرّف.
- ^ أ ب الشوكاني، الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، بيروت:دار المعرفة، صفحة 107 - 111، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، القاهرة:دار هجر للطباعة والنشر، صفحة 139، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ حاجي خليفة، سلم الوصول إلى طبقات الفحول، إسطنبول:مكتبة إرسيكا، صفحة 93 - 95، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الداودي، طبقات المفسرين، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 77، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عادل نويهض، معجم المفسرين من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر، بيروت:مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر، صفحة 67، جزء 1. بتصرّف.