محتويات
من هو الأحمق المطاع؟
هو رجل اسمه عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، وكنيته أبا مالك، من قبيلة فزارة، وهي من أعظم القبائل العربية النجدية، وهي قبيلة عدنانية وكانت كثيرة العدد في عهد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكانت أيضاً شديدة العداوة للمسلمين؛[١]وذلك بسبب منازلهم التي كانت بالقرب من المدينة المنورة.
وكان عيينة هو السيد في قومه، وكانت قبيلته وثنية، وقد كان يستأجرهم اليهود ليقوموا بمحاربة المسلمين، وكانت بعض أفخاذ هذه القبيلة تنزل تسكن في وادي القرى وتقع بين المدينة المنورة وخيبر.[١]
وقد قيل إنّ عيينة بن حصن الفزاري من المؤلفة قلوبهم الذين دخلوا الإسلام في عهد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان في الجاهلية من الجرارين، ويقود معه عشرة آلاف رمح تتبعه أينما ذهب، وكان يقوم بتوجيه أصحابه في أي حرب يريد أن يخوضها فيطيعونه.[٢]
الآية القرآنية التي نزلت في الأحمق المطاع
في روايات أخرى ذُكر أن اسمه حذيفة، لكن المتعارف عليه هو عيينة، وسُمي بذلك لأنّ عينه كان فيها ما يُسمّى بالشتر؛ وهو انقلاب الجفن من أعلى ومن أسفل وانشقاقه، وقيل نزلت فيه آية، قال -تعالى-: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).[٣][٢]
الأحمق المطاع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
من مواقف الأحمق المطاع في عهد النبي ما يأتي:
- النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو من أطلق على عيينة لقب المطاع، فالأحمق أي عقله فاسد، والمطاع لأنّ قومه كانوا يتبعونه ولا يسألونه عن وجهته.
ومن المواقف التي تدل على حماقته أيضاً؛ أنه في يوم من الأيام دخل على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد كانت السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- زوجة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عنده.[٤]
وكان ذلك قبل أن تنزل آية الحجاب، فقال عيينة للنبي -صلى الله عليه وسلم- من هذه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- إنها عائشة، فقال عيينة ألا أنزل لك عن أم البنين، فغضبت السيدة عائشة -رضي الله عنها-، وقالت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: من هذا الرجل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الأحمق المطاع في قومه.[٤]
- في يومٍ ما دخل على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بلا إذن، فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يخرج ويستأذن، فقال عيينة للنبي -صلى الله عليه وسلم- إنها يمين علي ألّا أستأذن على مضري.[٥]
- قال للصحابي عمر بن خطاب -رضي الله عنه- عندما تولى الخلافة لا تعطي الجزل ولا تحكم بين الناس بالعدل، فغضب عمر ثم تركه، ثم ذهب عيينة إلى الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فأغلظ عليه في القول، فقال له عثمان لو كان عمر ما أقدمت عليه.[٥]
المراجع
- ^ أ ب محمد بن أحمد الباشميل، من معارك الإسلام الفاصلة، صفحة 61. بتصرّف.
- ^ أ ب أبو عبد الله محمد بن علي البلنسي، تفسير مبهمات القرآن، صفحة 526. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية:28
- ^ أ ب أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي الزرقاني، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، صفحة 29. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد الله بن سعيد بن محمد اللّحجي، منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول، صفحة 469. بتصرّف.