من هو الأسود العنسي

كتابة:
من هو الأسود العنسي


الأسود العنسي

هو رجلٌ من أهل اليمن ادَّعى النبوة واسمه عبهلة بن كعب العنسي، من قبيلة عنس، أما كنيته ذو الخمار فقيل إنَّ السبب فيها أنه كان دائماً مختمراً بخمار رقيق يغطي وجهه، ويغمغم من ورائه، أما إطلاق اسم الأسود عليه فقد قيل إنَّه بسبب اسوداد وجهه.[١]


بماذا اشتهِر الأسود العنسي

كان الأسود العنسي يعيش في جنوب اليمن وتحديداً في كهف خبَّان من بلاد مذحج، وقد عرِف عنه القوة والشجاعة بالإضافة إلى ضخامة في الجسم، أما أهم ما اشتهر به فهو السحر والكهانة، فكان يُري الناس أعاجيب الفعل والقول، وعِرف عنه كذلك البلاغة وجزالة اللفظ حتى أنَّه كان يدَّعي أنَّ ملكين يأتيانه فيوحيان له.[٢]


ادَّعاء النبوة

مرِض الرسول عليه الصلاة والسلام بعد حجة الوداع، ولما تناهى هذا الخبر إلى الناس استغلَّه الأسود العنسي بأن ادَّعى النبوة لنفسه، وأطلق على نفسه لقب: رحمن اليمن، تأسيَّاً بمسيلمة الكذاب الذي سمَّى نفسه: رحمن اليمامة، بل وقال إن هناك ملكين يوحيان إليه بالقول وأطلق عليهما اسمي: سحيق وشريق.[٢]


وكان العنسي يعمل في الخفاء، حتى إذا جمع لنفسه أتباعاً أعلن أمر ادّعائه النبوة، وكان أول من تبعه أبناء قبيلته: عنس، ثمَّ العوام من قبيلة مذحج، كما راسله بنو الحارث بن كعب من أهل نجران، ليفِد عليهم، فلما جاءهم اتَّبعوه، وتبعه أناس من قبائل: أود، ومسلية، وزبيد.[٣]


موقفه من المسلمين وموقفهم منه

عذَّب الأسود العنسي المسلمين المتمسكين بالإسلام، في المناطق التي تقع تحت سيطرته، فقد قيل إنه أخذ أحد المسلمين وكان يدعى النعمان فعذّبه، وهذا الأمر الذي دفع باقي المسلمين ليتعاملوا بمبدأ التقية، أي يخفون عنه أمر إسلامهم، لكي لا يستطيع تعذيبهم.[٣]


أما المسلمون الذين لم يكونوا في نطاق سلطته فقد بدأوا بالتجمع وتنظيم الصفوف، وقد أرسلوا بخبر الأسود العنسي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد راسلهم الرسول وحثَّهم على الثبات في وجهه والسعي إلى قتله، كما أرسل عليه الصلاة والسلام إلى بعض زعماء القبائل من: حمير وهمدان، ليتكاتفوا مع المسلمين في القضاء عليه، وظلَّت المكاتبات تتوالى بين الهمدانيين والحميرين وبين معاذ بن جبل، وكان عامر بن شهر الهمداني أول من اعترض على الأسود العنسي.[٣]


مقتل الأسود العنسي

اجتمعت قبائل اليمن أخيراً على كلمة واحدة وقرار واحد وهو قتل الأسود العنسي، وقد كانت الخطة أن يقوموا بقتله هو وحده، لظنهم أنَّه بمجرد قتله سيتفكك أتباعه ويعودون إلى رشدهم، وقد اتفق على قتله: فيروز الديلمي، وداذويه، وجشيش، وقيس بن مشكوح قائد جيشه.[٣]


وتم الأمر بمساعدة زوجته التي كان قد تزوجها قسراً، حيث حددت لهم الليلة المناسبة، ودلتهم على بوابة لا يقف عليها الحراس،[٤] وقد دخل عليه الأربعة الذين اتفقوا على قتله ومن بينهم قائد جيشه قيس بن مشكوح فخنقه فيروز الديلمي حتى ظنَّ أنه قد مات، ثمّ تبيَّن أنه لا يزال حياً، فعادوا إليه وقطعوا رأسه، أما وقت قتله، فقد قيل إنه كان قبل وفاة النبي عليه الصلاة والسلام بيوم وليلة.[٢]





المراجع

  1. اسماعيل الأغبري (19-5-2020)، "من هو الأسود العنسي"، المحيط، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "الأسود العنسي ..مدعي النبوة"، قصة الإسلام، 10-2-2015، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث فريق عمل طريق الإسلام (27-9-2019)، "القضاء على فتنة الأسود العنسي"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2022. بتصرّف.
  4. نعيم عبدالغني، "الأسود العنسي كذابٌ قتلته زوجته"، الشرق، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2022. بتصرّف.
3066 مشاهدة
للأعلى للسفل
×