من هو الشهيد

الشهيد

الشهيد لُغَةً: أي قتل مسلم على يد غير المسلم، أو قتل المسلم ظلمًا ووجب به القصاص، وسُمِّي شهيداً لأنَّه مَشهود له بالجنَّة،^[١] الشهيد شرعاً: هو من قُتِلَ بحرب مُباشرةً أو غير مباشرة، أو من قُتِلَ على يد البُغاة أو على يد قُطّاع الطُرُقْ، أو من قَتَلَهُ لصٌ في منزِلِهِ مُدافِعاً عن نَفسِهِ، أو من قَتَلَهُ مسلمٌ عمداً بأداة حادةٍ أو بشيءٍ ثقيل.^[٢]

سبب تسمية الشهيد بهذا الاسم 

أمّا سبب تسمية الشهيد بهذا الاسم فيعود ذلك لأنَّ الشهيد مشهودٌ له بالجنَّة، وهو حيٌّ عند ربِّه شاهد حاضر، وكذلك هو مِمَّن تشهد مَوتَهُ الملائكة، وأمَّا من يستحقُّ هذه الفضائل فهو شهيد المعركة وهو ممن يشهد أصعب المواقف ويبقى محارباً لِيُعلي كلمة الله.^[٣]

الشهيد في القرآن الكريم 

إنَّ كلمة الشهيد جاءت في القرآن الكريم على سبعةِ أوجهٍ ومنها ما يأتي:

• (فكيف إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً)،^[٤] أي النبي المُبَلِّغ.
• (وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ)،^[٥] وقال -تعالى-: (وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء)،^[٦] أي المَلَك الحافظ.
• (فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)،^[٧] أي أمَّة سيدنا محمد-عليه الصلاة والسلام-.
• (لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)،^[٨] قال -تعالى-: (وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ)،^[٩] أي الشاهد بالحقِّ على المشهود عليه.
• (فأولئك مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً﴾،^[١٠] أي من قُتل في سبيل الله.
• (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ)،^[١١] أي حاضرين، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)،^[١٢] أي لا يحضرون الزور قولاً ولا فعلاً.
• ( وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾،^[١٣] أي الشريك في العبادة وهو الصنم.^[١٤]

أنواع الشهداء

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنواع من الشهداء، وسنذكرهم فيما يأتي لنتعرّف عليهم:

• قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (المائدُ في البحرِ الَّذي يصيبُه القَيءُ لَه أجرُ شَهيدٍ والغرِقُ لَه أجرُ شَهيدينِ)،^[١٥] أي الغريق في البحر منزلتُهُ عند الله كأجرِ الشهيد.
• قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهمَّ اجعلْ فَناءَ أمَّتي قتلًا في سبيلِك بالطَّعنِ والطَّاعونِ)،^[١٦] أي أنَّ من مات في الطاعون فهو مأجور في تلك المِيتة كالشهيد.
• قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (الشُّهَداءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والمَبْطُونُ، والغَرِقُ، وصاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ في سَبيلِ اللَّهِ)،^[١٧] فاللذين يُتَوَفَّون في إحدى هذه الحالات يكتب الله -تعالى- لهم الشهادة.^[١٨]

بعض ثمرات الشهادة 

إنَّ للشهيد منزلةً عظيمةً عند الله -تعالى-، فلم تكن موتَتُهُ عادية، فهناك عِدّة خِصال وثمرات ينالها الشهيد عند الله -تعالى- ومنها ما يأتي:^[١٩]

• الشهداء أحياء عند الله -تعالى- يُرزقون، يتنعَّمون بصفات الأحياء فرحين.
• يستبشرون بمصير مَن بعدَهم من أهلهم من المؤمنين.
• الشهداء تُغفر ذنوبهم، وتُكفَّر سيئاتهم، وهم ناجون من النار.

المراجع

1. ↑ عبد المحسن القاسم، كتاب المسبوك على منحة السلوك في شرح تحفة الملوك، صفحة 377.
2. ↑ نجاح الحلبي، كتاب فقه العبادات على المذهب الحنفي، صفحة 124. بتصرّف.
3. ↑ وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 1583. بتصرّف.
4. ↑ سورة النساء، آية:41
5. ↑ سورة ق، آية:21
6. ↑ سورة الزمر، آية:69
7. ↑ سورة آل عمران، آية:53
8. ↑ سورة البقرة، آية:143
9. ↑ سورة البقرة، آية:282
10. ↑ سورة النساء، آية:69
11. ↑ سورة البقرة، آية:133
12. ↑ سورة الفرقان، آية:72
13. ↑ سورة البقرة، آية:23
14. ↑ ابن الجوزي، كتاب نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر، صفحة 378.
15. ↑ رواه شعيب الارناؤؤط، في سنن أبي داود، عن أم حرام بنت ملحان ، الصفحة أو الرقم:2493، حسن.
16. ↑ رواه المنذري ، في الترغيب والترهيب، عن أبي بردة بن قيس، الصفحة أو الرقم:2/293، اسناده حسن.
17. ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2829 ، حديث صحيح.
18. ↑ سعيد حوى، كتاب الأساس في السنة وفقهها العبادات في الإسلام، صفحة 33344. بتصرّف.
19. ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 298. بتصرّف.