من هو الكسائي

كتابة:

الكسائي

اسمه ونسبه وعلمه

هو علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي، كنيته أبو الحسن،[١] مولى بني أسد، أدّب ولد الرشيد،[٢] لُقِب بالكسائي لأنه كان أيام تلاوته على حمزة يلتف بكساء، وقيل لكساء أحرم فيه.[٣]


كان عالمً باللغة العربية والقرآن والآثار،[٤] هو أحد القراء السبع، تلا على ابن أبي ليلى وعلى حمزة، وحدث عن جعفر الصادق، والأعمش، وسليمان بن أرقم،[١] أخذ اللغة العربية عن الخليل، وسافر لبادية الحجاز لتعلم اللغة العربية،[٥] وقد انتهت إليه رئاسة الإقراء في الكوفة بعد حمزة الزيات.[٦]


مما قيل عن علمه

مما قيل عن علمه ما يلي:[٥]

  • قال عنه الشافعي: "مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَحَّرَ فِي النَّحوِ، فَهُوَ عِيَالٌ عَلَى الكِسَائِيِّ".
  • قَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ: "اجْتَمَعَ فِيْهِ أَنَّهُ كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالنَّحوِ، وَوَاحِدَهُم فِي الغَرِيْبِ، وَأَوحَدَ فِي عِلْمِ القُرْآنِ، كَانُوا يُكْثِرُوْنَ عَلَيْهِ، حَتَّى لاَ يَضبِطَ عَلَيْهِم، فَكَانَ يَجمَعُهُم، وَيَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيٍّ، وَيَتْلُو، وَهُم يَضبِطُوْنَ عَنْهُ، حَتَّى الوُقُوفِ".
  • قَالَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ:" سَمِعْتُ الكِسَائِيَّ يَقرَأُ القُرْآنَ عَلَى النَّاسِ مَرَّتَيْنِ".
  • قال يحيى بن معين:" ما رأيت بعيني هاتين أصدق لهجة من الكسائي".[٤]


شيوخه

تتلمذ على يد العديد من علماء اللغة والنحو والقُرَّاء منهم يونس بن حبيب النحوي، وقد تعلم النحو على كبر وأخذ عن الخليل بن أحمد، ومحمد بن سهل،[٧] وأخذ النحو عن الرؤاسي،[٨] وأخذ القراءة عن حمزة الزيات وقرأ عليه القرآن أربع مرات،[٩] وسمع من سليمان بن أرقم وعن أبي بكر بن عياش، وأبو زكريا الفراء.[١٠]


تلاميذه

أخذ عنه الكثير من العلماء والقراء منهم:[١١]

  • أبو عمر الدوري.
  • أبو الحارث الليث.
  • نصير بن يوسف الرازي.
  • قتيبة الأصبهاني.
  • عيسى الشيزري.
  • يحيى الفراء.
  • خلف البزاز.


من أصول قراءته

من أهم ما ورد عن منهجه في القراءة للقرآن الكريم:[١٢]

  • يُبسمل بين كل سورتين إلا بين سورتي الأنفال، والتوبة فيقف أو يسكت أو يصل.
  • يمد المد المتصل، والمد المنفصل بمقدار أربع حركات.
  • يدغم الفاء المجزومة في الباء، كقوله تعالى: (إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَفي سورة سبأ.
  • يدغم الذال في التاء في (عذتُ)، (فنبذتها)، (اتخذتم)، (أخذتم)، ويدغم الثاء في التاء في (أورثتموه)، (لبثت)، (لبثتم).
  • يميل ما يميله في الألِفات.
  • يميل ما قبل هاء التأنيث عند الوقف نحو: (رحمة)، (الملائكة) بشروط مخصوصة.
  • يقف على التاءات المفتوحة نحو: (شجرت، بقيت، جنت) بالهاء.
  • يسكن ياء الإضافة في (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا)، بسورة إبراهيم، و(يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ)، بسورة العنكبوت وسورة الزمر.
  • يثبت الياء الزائدة في (يَوْمَ يَأْتِ)، في سورة هود، و(كُنَّا نَبْغِ)، في سورة الكهف، في حال الوصل.


كتبه ومؤلفاته

له العديد من الكتب والمؤلفات منها:[١٣]

  • معاني القرآن.
  • مختصر في النحو.
  • القراءات.
  • العدد.
  • اختلاف العدد.
  • مقطوع القرآن وموصوله.
  • النوادر الكبير.
  • النوادر الصغير.


وقفات من حياة الكسائي

  • قال الكسائي: "صليت بالرشيد فأعجبته قراءتي، فغلطت في كلمة ما غلط فيها صبي قط، أردت أن أقرأ:(لعلهم يرجعون)، فقرأت: "لعلهم يرجعين" قال: فوالله ما اجترأ الرشيد أن يرد علي؛ ولكني لما سلمت، قال لي: يا كسائي، أي لغة هذه؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، قد يعثر الجواد! فقال: أما هذا فنعم".[١٣]
  • كان الإمام الكسائي ذا منزلة عالية ورفيعة لدى الرشيد، وعلَّم وأدَّب الأمين بن الرشيد، حتى أن الجاحظ قال أن الخليفة أخرجه من المؤدبين إلى طبقة الجلساء والمؤانسين له في المجلس.[١٤]
  • اجتمع الامام الكسائي واليزيدي ذات مرة في مجلس الرشيد، وحان وقت الصلاة فقدم القوم الكسائي فارتج عليه قراءة: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) فقال اليزيدي: قراءة (قُلْ يَا أَيُّهَا الكافرون) ترتج على قارئ الكوفة، ثم حضرت صلاة فقدموا اليزيدي للإمامة، فارتج في قراءة الحمد، فلما سلم من صلاته قال له الكسائي: احفظ لسانك لا تقول فتبتلي، إن البلاء موكل بالمنطق.[١٥]


وفاته

توفي -رحمه الله- بالرّي سنة تسع وثمانين ومائة، عن سبعين سنة، وتوفي معه محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة، وقد رثاه اليزيدي فقال:[١٦]

تصرمت الدنيا فليس خلود *** وما قد ترى من بهجة ستبيد

لكل امرئ كأس من الموت مترع *** وما إن لنا إلا عليه ورود

ألم تر شيبا شاملا يندر البلى *** وأن الشباب الغض ليس يعود

سنفنى كما أفنى القرون التي خلت *** فكن مستعدا فالفناء عتيد

أسيت على قاضي القضاة محمد *** وفاضت عيوني والعيون جمود

وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا *** بإيضاحه يوما وأنت فقيد

وأقلقني موت الكسائي بعده *** وكادت بي الأرض الفضاء تميد

وأذهلني عن كل عيش ولذة *** وآرق عيني والعيون هجود

هما عالمانا أوديا وتخرما *** فما لهما في العالمين نديد

فحزني متى يخطر على القلب خطرة *** بذكرهما حتى الممات جديد.


المراجع

  1. ^ أ ب شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 131. بتصرّف.
  2. أبو بكر الزبيدي، طبقات النحويين واللغويين، صفحة 127. بتصرّف.
  3. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 133. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ابن السلار، طبقات القراء السبعة وذكر مناقبهم وقراءاتهم، صفحة 89. بتصرّف.
  5. ^ أ ب شمس الدين البارودي، سير أعلام النبلاء، صفحة 132. بتصرّف.
  6. ابن الجزري، غاية النهاية في طبقات القراء، صفحة 535. بتصرّف.
  7. البخاري، التاريخ الكبير، صفحة 338. بتصرّف.
  8. أبو المحاسن التنوخي، تاريخ العلماء النحويين، صفحة 190. بتصرّف.
  9. ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، صفحة 313. بتصرّف.
  10. أبو البركات الأنباري، نزهة الألباء في طبقات الأدباء، صفحة 58. بتصرّف.
  11. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 554. بتصرّف.
  12. عماد الدين رمضان (14/7/2020)، "سيرة العالم الجليل الكسائي"، أقلام، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2022. بتصرّف.
  13. ^ أ ب أبو البركات الأنباري، نزهة الألباء في طبقات الأدباء، صفحة 61. بتصرّف.
  14. خير الدين الزركلي، الأعلام، صفحة 283. بتصرّف.
  15. ابن الجزري، غاية النهاية في طبقات القراء، صفحة 539. بتصرّف.
  16. ابن الجزري، غاية النهاية في طبقات القراء، صفحة 540.
4335 مشاهدة
للأعلى للسفل
×