التكليف
التكليف باللغة المشقة، وهو مصدر الفعل كلَّف، وتطلق على الفعل الذي يشق على العبد، أمّا في الاصطلاح فيعرف التكليف بأنّه: "خطاب الله -عزّ وجلّ- المتعلق بأفعال المكلفين بالإقتضاء أو التخيير أو الوضع"،[١] وقيل: الخطاب بأمرِِ أو نهي، حيث قال الجوهري: والكلفة ما يتكلفه من نائبة أو حق، وقال: إلزامٌ بما يشق،[٢] أما المُكلف فهو: "البالغ الذي تُهَيِّئُه سِنُّه وحاله لأَن تجرى عليه أَحكامُ الشرع"،[٣] وورد التكليف على نوعان:[٤] الأول وهو تكليف ما هو ممكن ومعهود: وهو تكليف ما يطيقه العبد؛ "كالعبادات والأفعال"، وتكليف ما لا يطيقه "كحمل ثقيل"، أمّا الثاني فهو تكليف ما هو غير ممكن ومعهود؛ كتكليف الأعمى أن يبصر، وقد استثنت الشريعة الإسلامية الصبي والمجنون والمعتوه من الأحكام التكليفية، لذلك سيتم في هذا المقال التعرف على: من هو المعتوه في الإسلام وما شروط المكلف.
من هو المعتوه في الإسلام
إنَّ من رحمة الله -عزّ وجلّ- أن جعل في الشريعة الإسلامية عدلٌ لبني الإنسان، فقد وردت عدمية التكليف لكل من به علّة ومرض، وهذا من تمام وكمال هذه الشريعة، ودليل ذلك ما نص عليه حديث علي بن أبي طالب، حيث قال: "رُفِعَ القلَمُ عَنْ ثلاثَةٍ: عنِ النائِمِ حتى يستيقِظَ، وعن الصبيِّ حتى يشِبَّ، وعنِ المعتوهِ حتى يعْقِلَ"،[٥] فمن هو المعتوه في الإسلام، حيث إنَّ كلمة العته جاءت في اللغة بمعنى: نقصان العقل من غير جنونِِ أو دهش، يقال: عته عتهًًا فهو معتوه والجمع معتوهون ومعاتيه،[٦] أما في الاصطلاح الشرعي فهو: "آفَةٌ تُوجب خللاً في العقل، فيصيرُ صاحبها مُخْتَلَطَ الكلام، فيُشبهُ بعض كلامه كلام العقلاء، وبعضهُ كلام المجانين"، وأما عن تكليفه بالأحكام الشريعة فهو بإجماع الفقهاء غير مكلف لا بالصلاة ولا بغيرها من العبادات، حيث قال ابن عثيمين: "من لا عقل له فإنه لا تلزمه الشرائع"،[٧] ومن الجدير بالذكر أنَّ المعتوه له عقل ضعيف بعكس المجنون الذي لا عقل له، وقد يكون المعتوه مميزًا أو غير مميز، لذلك اختلف الفقهاء إنْ كان مميزًا هل يكلف، فذهب الجمهور إلى عدم التكليف مطلقًا قياسًا على المجنون، ومنهم من ذهب إلى تكليفه واستدلوا بتكليف المجنون والصبي بدفع الزكاة، أما عن العبادات فهي تسقط عنه بالإجماع،[٨] فإذًا بعد أن تم التعرف على المعتوه في الإسلام، وجب أن تُعلم شروط المكلف، وفيما يأتي بيان ذلك.
شروط المكلف
عُرِفَ المكلف في الاصطلاح الشرعي بأنه: البالغ العاقل الذي يفهم خطاب الشارع، ولذلك ذكر العلماء شروطًا معينة إذا توافرت بالإنسان أصبح مكلفًا وفيما يأتي بيان ذلك:[٩]
- أن يكون بالغًا: ويكون باستكمال خمسة عشرة سنة أو بالاحتلام أو بإنبات الشعر في بعض المواضع، والأثنى تزيد عن ذلك بالحيض.
- أن يكون عاقلًا: والعقل هو مناط التفكير والإدراك ويخرج بذلك المجنون والمعتوه.
- أن يكون فاهمًا للخطاب: بمعنى تهيئة الذهن وجودته لفهم خطاب الشارع بالأمر والنهي.
المراجع
- ↑ "تعريف التكليف"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-4-2020. بتصرّف.
- ↑ " تعريف التكليف"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى المكلف"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-4-2020.
- ↑ "التكليف نَوْعَانِ"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-4-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 3513، صحيح.
- ↑ "تعريف و معنى المعتوه"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "المعتوه.. والتكاليف الشرعية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "الفرق بين المجنون والعتوه:"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-4-2020. بتصرّف.
- ↑ " بيان شروط المكلَّف"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-4-2020. بتصرّف.