أشهر مفسري القرآن الكريم
تناوب على تفسير القرآن الكريم منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم وإلى يوم الناس هذا جمع غفير من أئمّة المسلمين العلماء، فمنذ عهد الصحابة كان هناك أُبيّ بن كعب وابن مسعود وابن عبّاس وعليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وهم أشهر من نُقل عنهم تفسير القرآن الكريم من الصحابة الكرام، تلاهم في ذلك التابعين كسعيد بن جبير والضّحّاك ومُجاهد والحسن البصريّ وغيرهم، ثمّ تابعيهم، ثمّ من تلاهم كالإمام الشافعيّ، ثمّ جاء الطبريّ وبعده الزمخشريّ ثمّ الفخر الرازي والقرطبيّ، وقبل القرطبي، وتحديدًا في القرن السادس ظهر المفسر ابن عطية الأندلسي في غرناطة في الأندلس، وسيقف هذا المقال مع لمحة عن المفسر ابن عطية الأندلسي.[١]
المفسر ابن عطية الأندلسي
هو القاضي أبو محمّد عبد الحقّ بن غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عبد الرؤوف بن تمام بن عطية بن خالد بن عطية المحاربي الداخل،[٢] وينتمي في الأصل إلى قبيلة مشرقيّة هي قبيلة قيس غيلان بن مضر، القبيلة العربية المعروفة، وقد ولد في غرناطة أيّام دولة المرابطين التي كانوا يسمونها دولة الفقهاء، وكان فقيهًا وعالمًا بالتفسير والحديث الشريف والأحكام،[٣] وقد تتلمذ على عدد من الفقهاء منهم والده الحافظ أبو بكر غالب بن عبد الرحمن، وأيضًا الحافظ الحسين بن محمد بن أحمد أبو علي الغساني الذي كان محدّثًا لديار الأندلس، ومن شيوخه أيضًا الفقيه أبو محمد بن عتاب القرطبي، والإمام أبو الحسن بن خلف الأنصاري الذي يعرف باسم ابن الباذش، وغيرهم كثر من كبار علماء الأندلس المشهود لهم بالعلم، وأيضًا تتلمذ على يده ثلّة من العلماء منهم الإمام أبو بكر بن أبي جمرة المرسيّ، والإمام ابن حبيش، والإمام الفيلسوف ابن طفيل القيسيّ، والإمام العالم أبو جعفر بن مضاء اللخميّ القرطبيّ، وللإمام المفسر ابن عطية الأندلسي مصنّفات كثيرة من أهمّها كتابه في تفسير القرآن الكريم المُسمّى المُحرّر الوجيز، وستقف الفقرة القادمة مع منهج المفسر ابن عطية الأندلسي في تفسيره للقرآن الكريم.[٢]
منهج المفسر ابن عطية الأندلسي
بعد التعريف بالإمام المفسر ابن عطية الأندلسي بقي أن يوقف على منهجه في تفسير القرآن الكريم في كتابه الأشهر المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، فإنّ المفسر ابن عطية الأندلسي قبل أن يلِجَ باب تفسير القرآن امتلك أوّلًا الأدوات التي تخوّله دخول هذا الباب العظيم الذي لم يدخله بحقّ سوى من شهدت له الأمّة بالعلم والفضل، فقد أعدّ نفسه إعدادًا علميًّا جيّدًا قبل أن يدخل باب تفسير القرآن الكريم، فقد قرأ كتب التفاسير التي سبقته وكان على دراية وعلم بها، وكذلك كان على علم بكتب علم القراءات واللغة وعلم النحو والحديث الشريف وكلّ ما يحتاجه إليه مفسّر القرآن من علوم تعينه على تأدية الأمانة التي ألزم نفسه بها،[٤] ومن الأسس التي قام عليها منهج المفسر ابن عطية الأندلسي في تفسير القرآن الكريم هي:[٢]
- الجانب الأثري: كان المفسر ابن عطية الأندلسي ينقل في تفسيره ما يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن صحابته الكرام كذلك، ولكنّه لا يذكر أسانيد تلك النقول والمرويّات، وكان كثيرًا لا يذكر تخريج الحديث، وإنّما يكتفي في كثير من الأحيان بذكر اسم الصحابي الراوي، وأيضًا جدير بالذكر أنّ ابن عطية ينقل كثيرًا عن ابن جرير الطبريّ، ويردّ عليه في كثيرٍ ممّا ينقله عنه.
- جانب الرّأي: اهتم المفسر ابن عطية الأندلسي بجانب الرّأي في تفسيره؛ فكان يُكثر من ذكر وجوه الاحتمالات التي يمكن حمل الآية عليها، وذلك نقلًا عمّن سبقه من المفسّرين، أو عن علماء اللغة والنحو وغيرهم، فينقل تفسير الآية بلغته ويناقش الآراء الممكنة لتفسير هذه الآية، وأيضًا كان يستشهد كثيرًا حين يفسّر بالشّعر العربيّ، وكان يحتكم إلى اللغة العربيّة حين يوجّه بعض المعاني الواردة في الآيات الكريمة، وكان يهتمّ كذلك بالصناعة النحويّة عند توجيه المعاني، وكثيرًا ما يتعرّض للقراءات ولدورها في توجيه آي القرآن الكريم، وقد أثنى عليه الإمام الكبير أبو حيّان الأندلسيّ حين قارن بين كتابه وكتاب الزمخشريّ في تفسير القرآن المعروف باسم تفسير الكشّاف فقال: "وكتاب ابن عطيّة أنقلُ وأجمَعُ وأخلَصُ، وكتاب الزّمخشريّ ألخَصُ وأغوص"، والله أعلم.
المراجع
- ↑ "أشهر المفسرين عبر القرون"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "ابن عطية وتفسيره المحرر الوجيز"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "ابن عطية الأندلسي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "ابن عطية ومنهجه في التفسير"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-01-2020. بتصرّف.