من هو بطليموس

كتابة:
من هو بطليموس

علم الفلك

أحد أقدم العلوم التي اهتم بها الإنسان، تعود بداياته للأزمنة القديمة التي راقب فيها البشر حركة الأجرام السماوية، وقد حقق الكثير من الشعوب تقدمًا كبيرًا في تحديد الأوقات والأزمنة استنادًا إلى ملاحظاتهم لحركة النجوم وتعاقب الليل والنهار واختلاف فصول السنة حتى تمكنت بعض الأمم القديمة من دراسة وتحديد أوقات حدوث الكسوف والخسوف للشمس والقمر، وقد وجد علماء الآثار والتراث ما يثبت اهتمام مختلف الحضارات القديمة بهذا العلم الذي تطوّر بشكل كبير وملفت بعد عصر النهضة، وكان قد تميز في العهود القديمة عددٌ من الفلكيين الأوائل الذين وضعوا نظريات كثيرة لحركة الأجرام السماوية، ومن أبرز هؤلاء العلماء بطليموس الذي استمرت نظرياته الفلكية متداولة لقرون طويلة.[١]

من هو بطليموس

هو كلوديوس بطليموس عالم الفلك الأشهر في العصور القديمة، ولد في بلدة المنشاة بصعيد مصر من أصل يوناني، وعاش في القرن الميلادي الثاني ما بين عام 100 و178 في مدينة الإسكندرية على أغلب الأقوال، وفي الإسكندرية تعلم بطليموس، ثم مارسَ عمله في الفلك، وكان إضافة إلى ذلك عالمًا في الرياضيات والجغرافيا والتاريخ، وكان يكتب الشعر باللغة اليونانية.[٢]

درس بطليموس علم الفلك من جميع المصادر التي وصلت إليه من أسلافه، فعرف أسراره، ثم أجرى اختباراته وتجاربه معتمدًا على ملاحظة النجوم والأفلاك؛ ليقدم بعد ذلك نتائج نظرياته حول الوقت والأزمنة وطول السنة والشهر وحركة الشمس والقمر والكواكب السيارة، ووصلت أبحاثه لمحاولة تقدير المسافة بين الأرض والشمس.[٣]

إنجازات بطليموس في علم الفلك

قام بطليموس بدراسة النماذج الفلكية والنظريات التي قدمها الفلكيون في بابل القديمة، كما درس ما توصّل إليه علماء الفلك الإغريقيين الذين أسسوا نماذجًا هندسيةً بهدف حساب حركة الأفلاك أمثال كنيدوس وأبرخش، ثم أضاف بطليموس بعد التمحيص في هذه الآثار الفلكية القديمة عددًا من التجارب والملاحظات؛ استطاع من خلالها تقدير بعد الشمس عن الأرض، وقدره بـ 1210 من نصف قطر الأرض، بينما حدد بعدَ الأفلاك والنجوم بحوالي 20000 من قطر الأرض، ثم أنشأ جداولًا لحساب مواقع النجوم، وبقيت جداوله مستخدمة لأكثر من عشرة قرون.[٤]

وضع بطليموس تصورًا لخطوط الطول والعرض، وقد آمن بطليموس أن الأرض عبارة عن كرة ثابتة تدور حولها الأفلاك مع الشمس والقمر، وقد ساد نظام بطليموس حول مركزية الأرض حتى القرن السادس عشر الميلادي الذي حمل نظريات جديدة كالتي وضعها كوبرنيكوس وضحد من خلالها نظرية بطليموس.[٢]

ومن اسهامات بطليموس أنه وضع تصورًا لدوائر وكرات لحركة الأفلاك والكواكب بدأها بكرة القمر، ثم عطارد ثم الزهرة ثم الشمس، ومن بعد الشمس تأتي كرات المريخ ثم المشتري ثم زحل، ثم بعد ذلك يأتي فلك النجوم الثابتة الذي يضم باقي النجوم، ومن فوقه يأتي فلكٌ محيطٌ أطلق عليه عدّة أسماء منها فلك الأفلاك الذي ينتهي عنده الكون، ثم عدّل بطليموس في نظريته وأضاف لها عددًا من الدوائر الصغيرة، لكن نظريته هذه واجهت نقدًا كبيرًا من العلماء المسلمين بعد ذلك من بينهم ابن الهيثم والطوسي وابن الشاطر.[٢]

قدم بطليموس دراسات ونتائج ونظريات لم يسبقه إليها أحد من العلماء، وقد ركّزها جميعًا في كتابه الأهم وهو المجسطي الذي يعدّ أعظم كتب الفلك في العهود القديمة، كما وضع عدّة كتب أخرى في علم التنجيم، كما ألّف كتابًا في علم الجغرافية جمع فيه الكثير من المعلومات الجغرافية التي توصّل لها السابقون من العلماء.[٤]

المراجع

  1. "فلك"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-02-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "كلاوديوس بطليموس"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-02-2020. بتصرّف.
  3. "أشهر فلكيي الغرب على مر التاريخ"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-02-2020. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "بطليموس"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-02-2020. بتصرّف.
4961 مشاهدة
للأعلى للسفل
×