محتويات
الخلفاء الرّاشدون
بعد وفاة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان لا بدّ من اختيار من يخلفه في سياسة المسلمين وتدبير شؤونهم، وحفظ إقامة دين الله تعالى فيهم، والاستمرار في نشر دعوة الإسلام، فكان عهد الخلفاء الراشدين الأربعة -رضي الله عنهم-: أبي بكرٍ، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنهم - أجمعين، وأمّا عن طرق اختيار الخلفاء؛ فقد تمثّلت بطريقتين، هما: اختيار أهل الحلّ والعقد من كبار الصحابة للخليفة، كما كان في تولية أبي بكر الصدّيق وعلي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنهما-، وهذه الطريقة هي الأصل في تولية الخلفاء، والطريقة الثانية تمثّلت بأن يعهد الخليفة قبل وفاته إلى من يجده أهلًا للخلافة، ويطلب من أهل الحل والعقد أن يتشاوروا بينهم في اختياره، وذلك ما كان في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ حيث عهد إليه أبو بكرٍ قبل وفاته بالخلافة بمشاورةٍ لكبار المهاجرين والأنصار، وكما كان في تولية عثمان بن عفان -رضي الله عنه- حين حدّد عمر بن الخطاب قبل وفاته أسماء ستَّةٍ من المبشرين بالجنة ليتشاوروا ويختاروا أحدهم للخلافة؛ فاختاروا بعد المشاورة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.[١]
ثالث الخلفاء الرّاشدين: عثمان بن عفان
اسمه ولقبه
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي، أبو عبد الله وقيل أبو عمرو الملقّب بذي النّورين؛ لأنّه تزوّج من ابنتي الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-، السّيّدة رقيّة -رضي الله عنها-، وبعد وفاتها تزوّج بأختها السّيّدة أمّ كلثوم -رضي الله عنها-؛ لذا لُقّب بذي النورين.[٢][٣]
نشأته وإسلامه
ولد عثمان بن عفّان -حسب أصح الروايات- في الطّائف بعد عام الفيل بستّ سنوات، ودخل الإسلام بعد البعثة بقليل بعد دعوة أبي بكر الصديق له؛ فأسلم على يده، كان عثمان بن عفّان متوسّط القامة، بعظام جسمٍ عظيمة وبارزة، وكان أبيض ورقيق البشرة، وكثير شعر الرأس واللّحية، وكان -رضي الله عنه- من أعظم رجالات قريش وأشرفهم، وكان أهل قريش يأتونه ليسألوه ويستشيرونه في أمورهم وشؤون تجارتهم.[٤]
أبرز فضائله
لعثمان بن عفّان -رضي الله عنه- مناقب وفضائل كثيرةٌ؛ فهو أوّل من هاجر بأهله، وهاجر الهجرتين إلى الحبشة، وإلى المدينة المنوّرة، وهو أوّل من زاد أذانًا ثانٍ يوم الجمعة، وأوّل من أعطى أجرًا للمؤذّنين، وعرف عنه تواضعه وكرمه؛ حيث اشترى بئر رومة، وتركها للمسلمين ليشربوا من مائها، وجهّز نصف جيش العسرة بماله، وهو أحد العشرة المبشّرين بالجنة،[٣] وكان شديد الحياء -رضي الله عنه- حتّى قال فيه النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ).[٥]
خلافته
بويع عثمان بن عفّان على الخلافة بعد وفاة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- سنة ثلاثٍ وعشرين للهجرة، وشهدت خلافته فتوحاتٍ كثيرةً؛ ففتحت في خلافته: أرمينيا، والقوقاز، وخرسان، سجستان، وإفريقيا؛ حيث اتّسعت رقعة البلاد الإسلامية في خلافته.[٣]
وفاته
في أثناء خلافة عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- قدم عليه جماعةٌ من مريدي الفتنة من الكوفة ومصر يريدون الشرّ؛ فحاصروه في بيته، وتمكّنوا من الدخول عليه، قتلوه وهو يقرأ القرآن الكريم، وكان ذلك عام خمسٍ وثلاثين للهجرة.[٢]
المراجع
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 300-301. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن تغري بردي، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة، صفحة 53-55. بتصرّف.
- ^ أ ب ت خير الدين الزركلي، الأعلام، صفحة 210-211. بتصرّف.
- ↑ محمد رضا، عثمان بن عفان ذو النورين، صفحة 11-21. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2401، حديث صحيح.