من هو جمال الغيطاني

كتابة:
من هو جمال الغيطاني

جمال الغيطاني

هو جمال أحمد الغيطاني، روائي وصحفيٌّ مصري، وُلِدَ عام  1945م في محافظة جرجا والتي هي سوهاج حاليًا، وعاش في القاهرة القديمة، تقى تعليمه في أوائل حياتِهِ في منطقة الجمالية التي عاش فيها ثلاثين عامًا من حياتِهِ، ودرس تصميم السجاد الشرقي والصباغة وعمل في هذا المجال، وتزوج عام 1975 م من ماجدة الجندي التي كانت رئيس تحرير مجلة علاء الدين، أسهم جمال الغيطاني في إثراء الأدب العربي برواياتهِ الجميلة وكتبه النقدية القيمة خير إثراء، وهذا المقال سيتناول الكاتب والأديب جمال الغيطاني من جوانب عدّة.

حياة جمال الغيطاني

جمال أحمد الغيطان الروائي والصحفيٌّ المصريّ تلقّى تعليمه في منطقة الجمالية، درس تصميم السجاد الشرقي وصبغ الألوان وعمل في هذا المجال، وقد عمل جمال الغيطاني عام 1963م  رسامًا في المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجي، واستمر حتى عام 1965م، حتّى تعرّض للاعتقال بتهمة الانضمام لتنظيم ماركسي سري، وبقي في المعتقل مدة ستة شهور، قاسى فيها الكثير من ألوان التعذيب النفس والجسدي، وبعد خروجه من السجن عام 1967م عمل في الجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليلي حتى عام 1969 م.

وقد انخرط جمال الغيطاني في عالم الصحافة بعد أن أصدر كتابَهُ البكر، حيث عمل رئيسًا لمؤسسة أخبار اليوم الصحفية مع المفكر الماركسي محمود أمين العالم، وقد أتاح له عمله في مجال الصحافة أن يتردد على قصة الحرب بين مصر وإسرائيل في تلك الفترة، فكانَ يعمل محررًا عسكرًّا في جريدة الأخبار اليومية التي حققتْ انتشارًا واسعًا آنذاك، ثم انتقل عام 1974 للعمل قي التحقيقات الصحفية، وبعد حوالي إحدى عشر عاما وتحديدًا عام 1985م أصبح رئيسًا للقسم الأدبي جريدة الأخبار اليومية، ثمَّ ترأس تحرير كتاب اليوم، ثم أصبح رئيسًا لتحرير أخبار الأدب التي بدأت بالصدور عام 1993م واستمر في عمله هذا حتّى توفِّي عام 2015م [١].

مؤلفات جمال الغيطاني

كان الغيطاني روائيًّا وقاصًّا متمكّنًا من لغته، سارحًا في خيالِهِ الأخضر، يكتبُ بأنامل من ذهب جعلتْ منه أديبًا كبيرًا، سجّل اسمه بالخط العريض في صفحة الأدب العربي، وقد كتبَ الغيطاني قصّته القصيرة الأولى عام 1959م، ونشر أول قصّة له عام 1963م في مجلة الأديب اللبناني، تلك القصة التي عنونها بعنوان "زيارة"، ونشرَ في تلك الفترة أيضًا مقالًا حول كتاب مترجم عن القصة السيكولوجية، وكانَ الغيطاني غزير الإنتاج، كثيف اللغة، حتى استطاع أن يكتب ثلاث روايات في فترة لا تزيد على خمس سنوات، حيث كتب بين عامي 1963 و 1968م ثلاث روايات بعنوان:

  1. رحيل الخريف الدامي، وهي رواية لم تنشر للغيطاني.
  2. محكمة الأيام، وهي مخطوطو فقدها الغيطاني في أيام اعتقالِهِ عام 1966م ولم تنشر.
  3. اعتقال المغيب، وهي مخطوطة أيضًا فقدها في فترة اعتقالِهِ عام 1966م.

ثمَّ صدر للغيطاني الكتاب الأول عام 1969م بعنوان "أوراق شاب عاش منذ ألف عام"، والذي تضمّن عددًا من القصص القصيرة التي كتبها الغيطاني على خلفية خسارة الجيش المصري في سيناء 1967م أمام إسرائيل، وهذا ما هيَّأ لهذه القصص أن تحقق انتشارًا واسعًا، وقد كتبَ الغيطاني عددًا كبيرًا من القصص التي نشرها في عدد من الحصف والمجلات المصرية والعربية وخاصّة جريدة المحرر اللبنانية، واشتهرت له قصتان بعنوان "حكايات موظف كبير جدا" و "حكايات موظف صغير جدا"، وهما قصتان طويلتان نشرهما عام 1945 و 1965م، وقد اعتبر النقاد أنَّ مجموعته القصصية التي بعد حرب النكسة بداية مغايرة وجديدةً للقصة المصرية الحديثة بشكل عام، ومن أشهر مؤلفات جمال الغيطاني هي:

  • حراس البوابة الشرقية
  • متون الأهرام
  • شطح المدينة
  • منتهى الطلب إلى تراث العرب
  • خلسات الكرى
  • سفر البنيان
  • حكايات المؤسسة
  • التجليات
  • دنا فتدلى
  • رشحات الحمراء
  • نوافذ النوافذ
  • نثار المحو

والكثير من المؤلفات التي يصعب حصرها في مقال واحد، قبل أن يغادر الحياة عام 2015م، وهو ممتلئ بهذه الحياة وخائضٌ كلَّ تجاربها، ومترجمٌ حياته أدبًا على ورق خالدًافي ذاكرة محبّيه.

قراءة نقدية في كتاب التجليات

عَدَّ النقاد كتابَ التجليات للأديب جمال الغيطاني علمة فارقة وتجربةً جديدةً في تاريخ الرواية العربية، فقد شكّل الغيطاني في كتاِبهِ هذا صلةً وجسرًا ربط به بين الأدب القديم والحديث استطاع من خلالهِ أن ينفذ إلى قلوب الحداثيين والكلاسيكيين من القرّاء والنقّاد والأدباء العرب، وتعدُّ رواية التجليات من أهم أعمال الأديب جمال الغيطاني؛ لأنه استطاع أن يجسّد من خلالها الكثير من أشكال الكتابة الإبداعية، قد قسّم الغيطاني روايته التجليات إلى ثلاثة أقسام تحلِّقُ بين الواقع والخيال.

وقد اعتمد الغيطاني على استحضار شخصيات روايته من شخصيات مؤثرة في حياتِهِ الحقيقية وحياة الناس حولهُ، وقد استطاع الكاتب في روايتِهِ أن يجذب القارئ بلغتهِ الأنيقة الجميلة، وهذا قليل في الرواية، ففي معظم الروايات العربية تجذب القارئ الأحداث والشخصيات التي يطرحها الروائي في روايتهِ، ولكنَّ الروائي جمال الغيطاني استطاع أن يجعل القارئ يستكشف نفسه من خلال كلماتهِ، ومن خلال اللغة التي كتبَ بها وأبدع، وهذا ما اشهر به الروائيون الألمان تحديدًا في الأدب الغربي.

وقد جاول الغيطاني استلهام واستيحاء فكرة روايته التجليات من تجربة الشاعر والأديب الصوفي المعروف ابن عربي، وهذا لا يؤكد فكرة الاستنساخ أو التماثل بين ابن عربي وكتاب التجليات، بل هو نوع من الاستلهام الأدبي الذي يقع بين الأدباء على مرِّ العصور، فبنية التجليات مستقلة بذاتها ولو كانت مستلهمة من تجارب وأفكار ابن عربي، ولكنها قامت على معتقدات وركائز صوفية خيالية تعتمدَ على العقل، وهذا ما فعله ابن عربي أثناء قراءتهِ لقصة المعراج الخاصة برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منشطًا ذاكرته الأدبية ومتخيلًا إسراءً ومعراجًا يقومان على تخيلاته الذهنية [٢] .

المراجع

  1. جمال الغيطاني, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 07-11-2018، بتصرّف
  2. التجليات, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 07-11-2018، بتصرّف
4459 مشاهدة
للأعلى للسفل
×