العصمة
هي قوة تمنع المخلوقات عن الوقوع في الخطأ أو فعل المعصية رغم قدرتهم عليها[١]، وقد عصم الله الملائكة عن الوقوع في المعاصي عصمة كاملة[٢]، وكذلك الأنبياء عصمهم الله في الأمور الدينية مثل الكفر والكبائر أمَّا الأمور الدنيوية فيقع الخطأ منهم ودليل ذلك ما حدث في قصة تأبير النخل[٣]،أمَّأ سوى الأنبياء من المخلوقات فلم يعصمهم الله فيقع منهم الخطأ والمعاصي[٣]، وعلى ذلك فالصحابة غير معصومين وقد أجمع أهل السنة على ذلك ولذلك يُمكن القول أنَّ الصحابيِّ كفرد قد يُخطئ أمَّا اجتماع عدد من الصحابة على نفس الخطأ فلا يُمكن ذلك[٤] وذلك لقول رسول الله: "إنَّ اللَّهَ لا يجمعُ أمَّتي علَى ضلالةٍ"[٥]، ومن الصحابة الذين وقعوا في الخطأ الصحابيُّ حاطب بن أبي بلتعة[٦]، وسيتم تخصيص الحديث عنه.
حاطب بن أبي بلتعة
هو حاطب بن أبي بلتعة عمرو بن عمير بن سلمة -رضي الله عنه وأرضاه-، وهو صحابيٌ جليل وُلد في السنة الخامسة والثلاثين قبل الهجرة، وقد دخل في قريش بحلفه مع بني أسد[٧]، كان حاطب بن أبي بلتعة من كبار المهاجرين وقد شهد غزوة بدر وكان من الرماة الماهرين وكذلك كان من تُجَّار الطعام[٨]، أرسله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المقوقس لدعوته إلى رسالة الإسلام وذلك بعد عودة النبيِّ من الحديبية من السنة السادسة للهجرة لكن المقوقس بقي على دينه[٧]، وقد جاء أحد العبيد يشكوا حاطبًا بن أبي بلتعة للنبيِّ فقال: ليدخلنَّ النار فردَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كذبت، لا يدخلها أبدًا، وقد شهد بدرًا والحديبية، تُوفي حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه وأرضاه- عام ثلاثون للهجرة.[٨]
حاطب بن أبي بلتعة في فتح مكة
في فتح مكة أرسل الصحابي الجليل حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه وأرضاه- رسالة إلى مشركي مكة ليخبرهم بالجيش الذي جهَّزه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لفتح مكة ولم يكن ذلك نفاقًا منه ولا كفرًا ولا حبًا للكفر ورضًا به إنَّما فعل ذلك لعذرٍ بينَّه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو أنَّ حاطب لم يكون من قبيلة قُريش بل كان غريبًا عنهم فأراد أن يكون له من يحمي قرابته، ورغم أنَّ هذا المبرر لا يقبله أحد إلا أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبله منه وعندما طلب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ضرب عنق حاطب بن أبي بلتعة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إنَّه شَهِدَ بَدْرًا وما يُدْرِيكَ؟ لَعَلَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ اطَّلَعَ علَى أهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ"[٩]، وقد شهد الله عزَّ وجلَّ لحاطب بن أبي بلتعة بالإيمان[١٠] ، حيث أنزل به قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}.[١١][١٠]
المراجع
- ↑ "سِمات الأنبياء :العصمة عن الذنوب"، www.almaaref.org، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "هل الملائكة عليهم السلام يصدر منهم الشر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "العصمة" www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم إطلاق القول بأن الصحابة الكرام أخطأوا"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2167، حديث صحيح.
- ↑ "قصة حاطب بن أبي بلتعة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "حاطب بن أبي بلتعة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه" www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 4890، حديث صحيح.
- ^ أ ب "قصة حاطب بن أبي بلتعة في فتح مكة "، islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الممتحنة، آية: 1.