الحضارة البابلية
بوابّة الإله، وهي من أبرز الحضارات الّتي قامت على الأراضي العراقيّة، تقع هذه المدينة في الجنوب على بعد 90 كم من العاصمة بغداد، كان نظام الحكم السّائد في مدينة بابل هو النِّظام الملكيّ الوراثيّ، فقد استمدّت بابل قوّتها من القطاع الزِّراعيّ؛ لأنّها تقع على نهريّ دجلة والفرّات، حيث أخذت الدّولة على عاتقها شقّ قنوات عدّة؛ وذلك لِضمان ريِّ الحُقول الزِّراعيّة، أعتمد إقتصاد الدولة أيضًا على التبادل التجاري للسّلع المُتنوّعة مثل العقارات والبشر، حيثُ يتألّف المجتمع البابليّ من ثلاث طبقات، الأحرار وهم السّكّان والفلاحين، والطّبقة المتوسّطة، وطبقة العبيد الّذين تمَّ سَبِِّيِّهم أثناء الحرب، وقد تمّ تأسيس هذه الدّولة على يد حمورابي، وفي هذا المقال سيتمُّ الكشف عن حمورابيّ.[١]
من هو حمورابي
ولد حمورابي في العراق وهو سادس ملك حكم مدينة بابل بعد أن تخلَّى والده عن العرش[٢] ، يُقسِّم اسمه إلى مقطعين هما حمُّو وتعني الأسرة بلُّغة الأموريّين، رابي والّتي تعني عظيم باللُّغة الأكادية، حيث تراوحت فترة حكمه من عام 1792 حتّى عام 1750، يعود نسبهُ إلى عائلة الأموريين الذين يعرفون بأنّهم قبائل شبه بدويّة سكّنت غرب سورية[٣]، ففي بداية حكمه عمل على بناء أسوار لتحصين المدينة من الهجمات الخارجيّة، وبناء المعابد والمبانيّ والقصور وتطوير البنية الأساسيّة للمدينة، وفي عهده تم تطوير اللُّغة البابليّة وإيصالها إلى ذروتها[٤]، فقد أهتمّ حمورابيّ بتحسين حياة شعبه وتدبير أُمور رعيته وعَمل على تحقيق العدالة لهم، فهو يمتلك مُؤهّلات الملك القُوِّيِّ من النّاحية العسكريّة، حيث استطاع أن تكون معظم بلاد ما بين النّهرين تحت حُكمه، وفي عام 1750 فارق حمورابيّ الحياة.[٢]
شريعة حمورابي
هي شريعة تضُمّ عددًا من القوانين الّتي يبلغُ عددها 282 صدرت عامّ 1772 ق.م، حيث تمّ كتابتها على عمود من حجر الديوريت الأسود الّذي يبلغ طوله 225 سمّ وقطره 60 سمّ[٤]، فهي تُعد من أحسن الكتابات التّصويريّة الّتي أسهمت في إبراز حضارة بلاد الرافدين في ذلك الوقت[٢]، فقد استطاع حمورابيّ إحراز الانتصارات التي عملت على توسّيع مملكة بابل حتّى أصبحت تضمّ عددًا من المُدن الّتي يتخلّلها أنواع مختلفة من الأجناس والثّقافات[٣]، فوضع حمورابيّ شريعته الّتي تعمل على تنظيم العلاّقات بين أفراد المجتمع، وحماية أرواح الرّعيّة من النّزاعات الّتي قد تحدثّ بين الأفراد[٤]، حيث يرتبط سؤال من هو حمورابي بشريعته التي عُرف بها والتي تتكون من:
- المُقدمّة: والّتي تحتوي على أسباب كتابة شريعة حمورابي، حيث تمّ كتابتها على هيئة نمط شعري ديِّني، ويبيِّن مساعيه في نشر الخير والعدل بين أفراد المجتمع.
- القانون: والّتي تحتوي على القوانين والأحكام المترتِّبة على كلّ من يُخالف هذه الشّريعة وتوضيح حقوق أفراد المجتمع كالمرأة والطِّفل والعبد، وحقوق المزارعين والرُّعاة، وبيان الأحكام المترتِّبة على من يقوم بجريمة القتل أو تخريب الممتلكات، حيث يتم إصدار هذه الأحكام بناءًا على الطّبقة الّتي يندرج منها الجانِّيَّ والمجنيّ عليه.
- الخاتمة: يدعو حمورابي الآلهة أن تنتقم من كلّ من يعمل على عدم تطبيق النِّظام.
